بكين 10 نوفمبر/ ستواصل الولايات المتحدة اتباع سياسة الانفراد بعد الانتخاب. لم تطرأ تغيرات جوهرية على تشكيلة العلاقات الدولية قبل وبعد الانتخاب الامريكى, تعجز هيكلة النظام الدولى الحالية والانظمة الدولية عن كبح سياسة الانفراد الامريكية بصورة فعالة.
ومن المتوقع ان تنفذ حكومة بوش القادمة استراتيجية تتمثل فى السعى وراء المحافظة على مكانة القوة العظمى الوحيدة فى العالم, والحيلولة دون ظهور اى // دولة مهيمنة// عالمية او اقليمية جديدة, وعدم السماح لاية من هذه الدول بتقديم تحديات او تهديدات لمكانة الولايات المتحدة, وجعل الولايات المتحدة تظل تلعب دورا //قياديا // فى العالم, واقامة نظام دولى جديد بقيادة الولايات المتحدة.
وفى فترة خدمة بوش الجديدة, ظل ضرب الارهاب الدولى والقضاء التام على التهديدات التى يلحقها الارهاب بالولايات المتحدة هدفا رئيسيا لسياسة الشؤون الخارجية والامن الامريكية, وستضع حكومة بوش ذلك فى قائمة الاعمال الدبلوماسية الامريكية, ووفقا لطلب مكافحة الارهاب يتم تحديد من هو عدوها ومن هو صديقها. ان حكومة بوش تشكل اكثر حكومة محافظة فى التاريخ بعد حكومة ريغن, وحولت حكومة بوش نزعة المحافظة هذه الى انفراد على نحو ابسط دبلوماسيا, اى تدعو فى المسرح الدولى الى //مذهب استثناء الولايات المتحدة//, اذ تتخذ عملا احاديا بغض النظر عن معارضة حلفائها.
ستحافظ السياسة الخارجية الامريكية على قدر كبير من الامتداد. ان تغييرات شؤون الذاتية مؤشر هام لتقدير تغيير السياسة الخارجية الامريكية. وبعد الانتخاب, سيحدث المرشحون فى نواة السياسات النهائية تأثيرا اتجاهيا فى سياسة الشؤون الخارجية والامن الامريكية. قالت الوكالات ان بوش بدأ يرسم خطة مجلس وزارة جديد قبل الاعلان عن نتيجة الانتخاب. قد لا يتولى وزير الدفاع رامسفيلد ووزير الخارجية باول منصبيهما باستمرار, ويحل محلهما رايس مستشارة الامن القومى والشؤون الخارجية وجون. دانفورث المندوب الامريكى فى الامم المتحدة. ومن الممكن ان يتولى بول وولفوفيتش من فئة الصقر فى الحزب الجمهورى منصب مستشار الامن القومى. اذا اصبح هذا التكهن مؤكدا, فستحافظ السياسة الخارجية الامريكية على قدر كبير من الامتداد. يكثف حكومة بوش جهودها فى المسألة النووية الكورية ومسألة الشرق الاوسط وتفرض ضغطا اكبر على كوريا الديمقراطية وايران ودول اخرى, وستتخذ اجراءات ترمم بها الشقوق التى ظهرت بينها وبين حلفائها.
كيف تعامل الولايات المتحدة النهوض المتزايد للصين والوضع المعقد بين جانبى المضيق. هذا هو موضوع دبلوماسى كبير يجب على حكومة بوش ان تعالجه بحذر. فى المجال السياسى, حافظت الدولتان الصين والولايات المتحدة على الاتصالات الوثيقة والمتكررة رفيعة المستوى, وفى المجال الامنى, فتحت مكافحة الارهاب مجالا جديدا للتعاون بين البلدين, وفى مجال الوقاية من الانتشار النووى, حققت الدولتان تقدما فى التعاون بينهما, وفى مجال الامن الاقليمى, تتمتع الدولتان بالمصالح المشتركة بشأن المسألة النووية الكورية, وفى مجال التجارة, تم توثيق عرى العلاقات الثنائية اقتصاديا مما شكل علاقات اعتماد بعضهما على البعض. لذا فان باول وزير الخارجية الامريكى قال ان العلاقات الصينية الامريكية تبقى الان فى // احسن فترة// منذ اعادة العلاقات بين البلدين الى حالتها الطبيعية. وستشهد العلاقات الصينية الامريكية تطورا متواصلا فى اطار استقرارى نسبيا.
بالرغم من ان الولايات المتحدة تدعى انها // ترحب بنهوض الصين بصفتها دولة قوية وسلمية ومزدهرة//, الا انها ستقوم بالتسلل الايديولوجى للصين ولم تطرأ تغيرات على النية الاستراتيجية للقضاء على ما يسمى المنافس الكامن.
ان مسألة تايوان هى مسألة حاسمة تؤثر فى تطوير العلاقات الصينية الامريكية. خلال الفترات الطويلة, بالرغم من ان الولايات المتحدة تحث على اجراء // الحوار السلمى// بين جانبى المضيق الا انها تجنبت مسألة // التوحيد// : الولايات المتحدة تؤيد موقف // صين واحدة//, ولكنها تعارض تغيير الوضع الحالى من الجانب الواحد. وان الموقف الغامض الذى تتخذه الولايات المتحدة ازاء مسألة تايوان سيضطر الى تحويله الى موقف واضح بسبب اشتداد توتر الوضع فى جانبى المضيق. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/