نشرت" صحيفة الشعب اليومية " تعليقا بقلم مراسلها تحت عنوان " الامن الدولى يعتمد على التعاون المتعدد الجوانب " الخميس الموافق 9 الشهر الجارى .
وقال التعليق ان الفرقة الرفيعة المستوى الخاصة لمسألة اصلاح هيئة الامم المتحدة قدمت مؤخرا الى كوفى انان السكرتير العام للامم المتحدة تقرير " عالم اكثر امنا : مسئوليتنا المشتركة " الذى يوضح مفهوم الامن الجماعى ازاء الوضع الدولى الجديد . ويرى التقرير ان العالم اليوم تغير تغيرا هائلا اذا ما قورن معه فى اوائل تأسيس الامم المتحدة اذ ان المجتمع الدولى يواجه تهديدات متعددة الجهات والاسباب فى ذلك متنوعة ولذا يجب تحديد مفهوم الامن الجماعى القائم على اساس تعددية الجوانب وفى اطار التعاون الدولى. وعكس التقرير وضعية الامن العالمى المثيرة للقلق وناشد المجتمع الدولى تسريع تغيير مفهوم الامن القديم .
ونوه التعليق بان المجتمع الدولى يواجه الان تحديات خطيرة غير مسبوقة فى كيفية حماية الامن العالمى . وان التشكيلات العالمية والعلاقات الدولية بعد حلول القرن الحادى والعشرين قد طرأت عليهما تغيرات عميقة وشاملة وتعرضت البيئة العامة للسلام والامن لتهديدات واضرار الحروب وقوة العنف كما ان العالم الحالى يجابه التهديدات المتعددة الجهات المتمثلة فى الفقر والامراض الوبائية والتلوث والاصطدام الاقليمى واسلحة الدمار الشامل والارهاب والجريمة المنتظمة العابرة للدول.
وان هذه التهديدات ما عادت تخضع للقيود الحدودية والاقليمية بسبب التطورات المتعمقة لعولمة الاقتصاد فلا تقدر دولة او دول قليلة على مجابهتها تماما. وفى وجه ذلك ناشد التقرير بناء الية التعاون الاحتياطية للامن الجماعى تحت قيادة الامم المتحدة وباسرع ما يمكن. وادلى الامين العام انان قبل وقت ليس بالبعيد بحديث بشأن كيفية حل المجتمع الدولى لمسألة العولمة اكد فيه ان على المجتمع الدولى ان يعزز التعاون لمواجهة التحديات العالمية بتعددية الجوانب كما ناشد انان المجتمع الدولى ان يؤيد تعددية الجوانب فى الشئون الدولية ويجب جعل مفهوم " التعاون فى مواجهة التحديات العالمية " يصبح توافقا من قبل المجتمع الدولى .
وقال التعليق ان بناء الية الامن الدولى يجب ان يصبح توافقا من قبل المجتمع الدولى نظرا لان وضع الامن الدولى فى المرحلة الجديدة يواجه سلسلة من التحديات. ويرى التقرير انه يجب مواصلة المثابرة على " ميثاق الامم المتحدة " والمبادئ الدولية المعترف بها عالميا وفى وجه التهديدات العاجلة والخطيرة ما من دولة ان تستطيع حماية امنها رغم انها تملك الحق فى حماية نفسها ويجب الاعتراف بمبدأ تعددية الجوانب وتبنيه. وان اعتبار العمليات العسكرية الوقائية كحجة للهجمات الاستباقية وتنفيذها جعلا الامم المتحدة تقع فى موقف حرج و ان الحرب على العراق هى احد الامثلة اذ انها سابقة خطرة و حدثت بدون تفويض من قبل الامم المتحدة وهى لم تضر بالشعب العراقى فحسب بل جلبت ايضا العواقب الوخيمة على منطقة الشرق الاوسط والمجتمع الدولى .و يجب على المجتمع الدولى يحذر من تكرار الحوادث المماثلة فيما بعد ويسعى الى منعه. ويجب وضع بناء الية التعاون الامنى المتعدد الجوانب فى جدول الاعمال .
ومن جهة اخرى اصبح النضال ضد الارهاب الدولى والجريمة المنتظمة العابرة للدول حادا ومعقدا مع مرور الايام اضافة الى ظهور اوضاع تدخل الجوانب العديدة فى الاصطدامات المسلحة فى عدة مناطق مما جعل الالية الحالية للامم المتحدة لا تستطيع ممارسة صلاحيتها فى حينهاوبصورة فعالة وهذا يحتاج الى بناء الية وقائية فعالة فى اطار الامم المتحدة وعلى ضوء دعم ومشاركة المجتمع الدولى.
وقال التعليق فى الختام ان التغيرات المتعددة الانواع التى حدثت فى مجال الامن العالمى فى المرحلة الجديدة تبرهن على ان تعددية الجوانب هى الخيار الصحيح والوحيد لتسوية مسألة الامن العالمى وان الالتزام بمبدأ تعددية الجوانب يساعد على بناء نظام سياسى واقتصادى جديد ,عادل ومعقول وعلى دفع الصيغة الديمقراطيية للعلاقات الدولية وعلى تحقيق هدف السلام والتطور والامن الذى يسعى المجتمع الدولى اليه خلال الفترة الطويلة .
/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين /