دعا الرئيس الكورى الجنوبى روه موو هيون اليابان اليوم /الثلاثاء/ الى تقديم اعتذار صادق وتعويضات عن اخطائها السابقة من اجل "ايجاد الحقيقة بشأن الماضى".
وقال روه فى خطاب بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس حركة الاستقلال عام 1919 "يتوجب على اليابان الاعتذار عن اخطائها السابقة وتقديم التعويضات اللازمة"، مضيفا انه وبالمصطلح العالمى، هذه طريقة عامة "لتصفية حسابات الماضى".
تجدر الاشارة الى ان اليابان مارست حكما استعماريا فى شبه الجزيرة الكورية خلال الفترة من 1910 ـ 1945، والذى سبب الما كبيرا للشعب الكورى.
وفى الاول من مارس 1919، نزل عشرات الآلاف من الكوريين الى الشوارع فى عموم البلاد احتجاجا على الحكم الاستعمارى لليابان، لكن المستعمرين اليابانيين سحقوا هذا التمرد المدنى.
واضاف روه "ليس هناك اى تغيير فى موقف سول لجعل الماضى التاريخى للبلدين قضية دبلوماسية"، مشيرا الى انه "ورغم ذلك لا يمكن تحقيق ذلك عبر جهود من جانب واحد."
وبخصوص التعويضات للكوريين الجنوبيين الذين ارغموا على العمل خلال الحكم الاستعمارى اليابانى، قال روه ان حكومته ستبذل جهودا اكبر لتسوية هذه القضية.
وفى يناير الماضى، كشفت حكومة كوريا الجنوبية عن آلاف الصفحات من الوثاق الحساسة حول المفاوضات بين كوريا الجنوبية واليابان طوال اكثر من 30 سنة.
وتشير الوثائق الى ان سول قد تخلت عن حقوق المطالبة بتعويضات لضحايا الحكم الاستعمارى اليابانى فى شبه الجزيرة الكورية مقابل 800 مليون دولار امريكى كمنح وقروض.
واثار الكشف عن هذه الوثائق تقديم عدد كبير من قضايا طلب تعويضات عن الاضرار ضد حكومة كوريا الجنوبية وزيادة كراهية الرأى العام ضد اليابان.
وبعد ذلك، بدأت سول بتسجيل الضحايا المحليين الذين ارغموا على العمل فى الجيش والمصانع اليابانية ابان الحكم الاستعمارى.
وتعهد روه فى خطابه بان تحاول حكومته تسوية القضايا الاخرى، بما فى ذلك اعادة رفات العمال الكوريين.
وأكد الرئيس الكورى الجنوبى على "ان الشعب اليابانى يجب ان يدرك غضب الكوريين الجنوبيين الذين عانوا كثيرا خلال استعماره لهم، بما فى ذلك قضية نساء المتعة."
تجدر الاشارة الى ان قرابة 200 الف امرأة، من اللواتى ارغمن على تقديم المتعة الجنسية للقوات اليابانية، لم يتلقين بعد اى اعتذار او تعويضات.
وحث روه اليابان على ان تحذو حذو المانيا التى كشفت عن حقيقة اعمالها الوحشية خلال الحرب العالمية الثانية وقدمت اعتذارها عن ذلك.
وعبر روه عن أمله فى "ضرورة قيام كوريا الجنوبية واليابان بأن تولدا من جديد كجارتين جيدتين، وان تضعا الماضى جانبا."
وفى يناير الماضى، بدأت كوريا الجنوبية واليابان سلسلة من النشاطات احتفالا بالذكرى الثلاثين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين.
يأتى خطاب روه فى الوقت الذى تشهد فيه العلاقات بين سول وطوكيو توترا بسبب النزاع حول جزر دوكدو غير المأهولة فى البحر الشرقى /بحر اليابان/.
وفى الاسبوع الماضى، ادعى سفير اليابان لدى سول توشيوكى تاكانو ان هذه الجزر، التى تدعى باليابانية تايكشيما، تعود الى اليابان. واثارت تصريحاته مشاعر مناهضة لليابان هنا.
/شينخوانت/