بكين 4 ابريل/ نشرت صحيفة // النور // الصينية تعليقا تشير فيه الى ان الولايات المتحدة تسعد الهند وباكستان بهدف اصابة العصفورين بحجر واحد وفيما يلى مقتطفات من اقوال هذا التعليق:
اعلنت الحكومة الامريكية يوم 25 مارس الماضى عن بيع المقاتلات اف 16لباكستان, وتبيع اولا 20 مقاتلة من هذا النوع ثم تزيد منها تدريجيا. تعتبر حكومة باكستان القرار الامريكى // صداقة//, تساعد على تخفيف حدة الشعور المحلى بمعارضة الولايات المتحدة. بيد ان الهند رفعت صوتها لمناهضة قرار واشنطن هذا, ثم اعلنت الولايات المتحدة عن رغبتها فى بيع نظيراتها للهند ايضا. قال وزير الدفاع الهندى يوم 27 مارس الماضى ان الهند ستنشط فى اخذ اقتراح شراء المقاتلات الامريكية بعين الاعتبار.
ان تكتيك اسعاد الولايات المتحدة لباكستان والهند فى شبه قارة جنوب اسيا اجتذب انظار العالم بشدة. يرى الرأى العام الدولى ان بدء الولايات المتحدة ببيع الاسلحة العالية الفعاليات لمنطقة جنوب اسيا التى تمتلك اسلحة نووية يساعد على سباق التسلح الخطير فى المنطقة التى تسهد ازمة الصراع الكامنة.
غيرت الولايات المتحدة موقفها السابق لبيع المقاتلات لباكستان ولذلك سببان احدهما ان باكستان تعد جارة لافغانستان وتلعب دورا هاما فى تأييدها للولايات المتحدة فى مكافحة الارهاب, والاخر هو ان استئناف الولايات المتحدة لبيع اسلحتها الى باكستان يهدف الى كبح الصين وفرض الضغوط على الهند. ان تزويد الولايات المتحدة لباكستان باسلحة متقدمة قد يجبر باكستان على التخلى عن تطوير الاسلحة المتقدمة.
اجرى بوش مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندى سينج يوم 26 مارس الماضى واعلنت فيه ان الحكومة الامريكية قد وضعت خطة انعاش الهند وجعلها قوة رئيسية فى العالم فى القرن ال21, لا ترغب الولايات المتحدة فى ان تبيع مقاتلات متعدد الوظائف للهند فحسب, بل تتعاون معها فى الدفاع الصاروخى والانذار الصاروخا المبكر. وفى التعاون الاولى, تستطيع ان تبيع الولايات المتحدة للهند 128 وقاتلة متعددة الوظائف.
تبيع الولايات المتحدة مقاتلات للهند ولذلك اسباب عدة:
الاول, تسيطر الولايات المتحدة على الهند فى التسلح وذلك يعادل سيطرتها على المحيط الهندى وشبه قارة جنوب اسيا.
الثانى, ليست الهند راضية عن الهيمنة على جنوب اسيا, وتهدف الى كونها مركزا للقوى العالمية ودولى عضوا فى مجلس الامن الدولى. خلال السنوات الاخيرة, ظلت الولايات المتحدة تحاول ضم الهند الى المدار الاستراتيجى, وفى هذه المرة التى توافق فيها على بيع الاسلحة العالية الفعاليات للهند وذلك خطوة لاستراتيجيتها العالمية.
الثالث, نجحت الولايات المتحدة فى دخول سوق التسلح فى الهند وذلك يقلل حصص روسيا والاوربا بصورة متزايدة.
الرابع, بعد ان تمتلك الهند اسلحة امريكية متقدمة, سيرفع ذلك قوة الهند الفعلية العسكرية الكاملة, ويتجنب بصورة متزايدة روسيا حيث ستتكبد روسيا خسارة فادحة و من المحتمل ان يوسع عدم التوازن بين الهند وباكستان ويشدد على حدة سباق التسلح فى جنوب اسيا ويحتمل ان يحدث تأثيرا فى الاستقرار والتطور للعلاقات الصينية الهندية.
بالجملة تبيع الولايات المتحدة للهند وباكستان مقاتلاتها على التوالى, وذلك تسعد الطرفين بعدم الانحياز فى الظاهر, وفى الواقع تتخذ تكتيك اصابة العصفورين بحجر واحد. نية الولايات المتحدة واضحة للغاية فتحاول ان تسيطر على الهند وباكستان عن طريق المبيعات العسكرية وتسيطر بصورة متزايدة على شبه قارة جنوب اسيا والمحيط الهندى وتكبح الصين وروسيا. اما الهند وباكستان تعملان كما تشاء الولايات المتحدة ام لا وما حساب هاتين الدولتين ؟ فسيفرك المجتمع الدولى عينيه لمتابعة الاحداث./ صحيفة الشعب اليومية اونلاين/