بكين 8 اغسطس/ بثت وكالة انباء الصين الجديدة / شينخوا/ تعليقا تشير فيه الى ان رايس تأتى بتغيرات جديدة للدبلوماسية الامريكية وفيما يلى موجزه:
مر على وزيرة الخارجية الامريكية رايس نصف السنة فقط, انتشرت اثار قدميها فى الاراضى من الدول العديدة من القارات الخمس فى العالم. لاجل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والمسألة النووية الكورية والمسألة النووية الايرانية بالاضافة الى العلاقات بين جانبى المحيط الاطلنطى قامت بزيارات مكوكية متكررة بين الدول فى اسيا واوربا والشرق الاوسط. ومن زياراتها الدبلوماسية المتكررة يرى الناس وزيرة خارجية قوية تختلف عن نظيرها السابق من حيث اسلوب العمل وتضاهى كيسنجر القوى فى حينه.
تتمسك بزمام مبادرة سياسة الشؤون الخارجية الامريكية
كشفت صحيفة // واشنطن بوست// قبل ايام انه بعد ثلاثة اسابيع من تولى منصب وزيرة الخارجية رسميا, استقبلت فى مجلس الوزراء الامريكى وزير الدفاع اليابانى الزائر, ورغب وزير الدفاع الامريكى رامسفيلد الذى رافقه فى ان يلقى كلمة اولا, ولكن رايس منعته بهدوء. معنى رايس بهذا الخصوص واضح كل الوضوح : هنا مجلس الوزراء, دعنى اتكلم اولا.
اكد معلق فى الولايات المتحدة انه بعد 6 اشهر من تولى رايس لمنصب وزيرة الخارجية فقط نجحت فى منع تدخل البنتاجون فى الشؤون الخارجية اكثر من اللازم, فتتمسك بشدة لزمام مبادرة السياسة الخارجية الامريكية فى يدها. قياسا الى نظيرها السابق باول, بالرغم من ان رايس تستمع الى الاراء التى تبديها الدوائر المعنية فى البيت الابيض فى السياسة الخارجية الامريكية الا ان الاطار الاساسى لهذه السياسة صممته بنفسها مسبقا.
لاجل تكيف تكوين انظمة مجلس الوزراء الامريكى مع الوضع الدولى اكثر, والتحديات الجديدة التى تواجهها الولايات المتحدة فى الشؤون الدولية فى القرن ال21, تعتزم رايس القيام ببعض الاصلاحات الضرورية لالية مجلس الوزراء الامريكى. فى يوم 29 يوليو الماضى, اعلنت رايس رسميا عن تأسيس مديرية الامن الدولية والوقاية من الانتشار وذلك لاجل احتمال مواجهة الولايات المتحدة للتحديات الجديدة فى مسألة انتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب.
دبلوماسية رايس القوية
كانت رايس مساعدة للشؤون الامنية القومية الضعيفة. وبعد تولى منصب وزيرة الخارجية, بذلت رايس جهودها لتنصب صورة جديدة قوية ومجربة تختلف عن صورتها السابقة.
فى الاشهر الماضية, اتخذت رايس سلسلة من الاجراءات تدهش العالم فى الشؤون الخارجية. مصر احدى الشراكات الاستراتيجية الامريكية الاهم فى الشرق الاوسط, ولكن رايس الغت زيارتها المحددة للقاهرة بسبب عدم الرضا عن القاء حكومة مصر القبض على محترفى السياسة فى الاصلاح, واوقفت مساعدة قدرها 200 مليون دولار امريكى لمصر. عندما اعربت كندا عن عدم رغبتها فى انضمامها الى النظام الدفاعى الصاروخى, الغت رايس بحزم خطتها المحددة الرامية الى زيارتها. عندما زارت السعودية دعت رسميا الى منح النساء الحق السياسى.
المرونة فى الشؤون الخارجية
بالرغم من ان رايس عكست جوانب شدتها فى النشاطات الدبلوماسية احيانا, الا انها استغلت الفرصة لتبدى مرونتها فى المواضيع الدبلوماسية الهامة. اكتشفت رايس عندما زارت اوربا لاول مرة بصفتها وزيرة للخارجية فى فبراير الماضى ان بريطانيا وفرنسا والمانيا ودولا اخرى فى اوربا اعربت عن عدم رضاها عن الموقف الشديد الذى تتخذه الولايات المتحدة بشأن المسألة النووية الايرانية, ورأت ان السبب فى عدم الحصول على التقدم فى المسألة النووية الايرانية هو الموقف المتجمد الذى تتخذه الولايات المتحدة. ثم اقترحت رايس للرئيس الامريكى بوش بانه اذا ايدت الحلفاء الاوربية احالة المسألة النووية الايرانية الى الامم المتحدة حين فشلت سياسة الاتصال, فستوافق الولايات المتحدة على انضمام ايران الى عضوية منظمة التجارة العالمية نهائياوتوافق على شراء ايران لمكونات تحتاجها طائراتها المدنية. ولقى هذا المقترح تأييدا وتأكيدا من قبل بوش.
كما ابدت رايس مرونتها الى حد كبير فى مسألة اللاجئين فى دارفور. رغبت معظم الدول الاعضاء فى الامم المتحدة فى اجازة مشروع التحقيق بمشاركة محكمة الجنايات الدولية فى مسألة العنف الذى وقع فى منطقة دارفور بالسودان, ولكن ذلك تعرض للمعارضة من قبل المتشددين فى حكومة بوش. لان هؤلاء المتشددين لا يحبون محكمة الجنايات الدولية, ويعارضون الضلوع فى شؤون اللاجئين السودانيين. ترى رايس الذى تولت منصب وزيرة الخارجية ان الولايات المتحدة نددت بالذبح القومى الذى وقع فى السودان من ناحية , ولكنها عرقلت التحقيق الدولى فى هذه التصرفات من ناحية احرى, وذلك لا يتجلى باهمية واقعية فعلا. ولكنها لا ترغب فى ان تغضب المتشددين فى الحكومة, فاقترحت ان الدول المعنية تصوغ بشأن المسألة السودانية مسودة للامم المتحدة حول منح الولايات المتحدة حق امتناعها عن التصويت. وبهذا يمكن لمحكمة الجنايات الدولية ان تقوم بالتحقيق فى مسألة اللاجئين السودانيين, ويمكن تجنب المتشددين فى الحكومة الامريكية وقوعهم فى موقف حرج. ثم ضربت رايس التلفون مع وزراء الخارجية فى الدول الاخرى خلال الايام التالية, وتحقق املها المنشود اخيرا.
تلقى ثقة بوش تماما
يرى المحللون ان رايس تبذل جهودها لاعادة تحديد معنى الاستراتيجية الدبلوماسية لحكومة بوش خلال نصف السنة من تولى منصب وزيرة الخارجية, وانهت فى هذه العملية نقاط الخلاف المتعددة فى داخل حكومة بوش الاولى بشأن السياسة الخارجية الامريكية. وفى الاربع سنوات الاولى من حكومة بوش. سعى // الواقعيون// برئاس باول الى اقامة سياسة تطبيقية تمتاز بتقديم التسهيلات لغيرهم على اساس الهدف المشترك للمجتمع الدولى, بينما رغب // المحافظون الجدد// برئاسة رامسفيلد فى اعادة صنع العالم من جديد, كانت هاتان السياستان تصطدم الاولى بالثانية دائما. ولكن رايس تسعى الى اندماج التفكيرات السياسية المتفاوتة ولا تتناقض.
اشارت صحيفة واشنطن بوست الى ان رايس شخص اخر يتولى منصبى مساعد الامن القومى ووزير الخارجية على التوالى بعد كيسنجر خلال عشرات السنين الماضية. وازدادت مكانتها ودورها بصورة متزايدة فى فئة مقررى السياسة النهائية الامريكية وخاصة فى الشؤون الخارجية وذلك بفضل علاقاتها الوثيقة المتزايدة مع اسرة بوش خلال السنوات العديدة. كما اشار دبلوماسى امريكى الى ان السايسة الخارجية الامريكية الجارية يتحمل مجلس الوزراء الامريكى مسؤوليته عن تنفيذها وتنسيقها, يثق الرئيس بوش برايس ثقة تامة. وفى عين بوش ان رايس مستشارة وصديقة وعضو من اعضاء اسرته ايضا. / مراسل شينخوا فى واشنطن/ - صحيفة الشعب اليومية اونلاين/