بكين 19 مايو/ نشرت صحيفة الشعب اليومية فى عددها الصادر يوم 18 تعليقا بقلم البروفيسور شن دينغ لى النائب الدائم لرئيس معهد المسائل الدولية التابع لجامعة فودان الشانغهائية وتحت عنوان // لماذا من الصعب كبح الانتشار النووى// وفيما يلى موجزه:
فى اوائل هذا الشهر, اعلنت حكومة البرازيل عن نجاحها فى بناء مصنع خاص بتخصيب اليورانيوم. وبهذا اضيفت دولة اخرى الى الدول المنتجة للمواد النووية مستقلة فى المسرح السياسى.
من السهو ان تجعل البرازيل التى تطور اليورانيوم المخصب الناس يجمعون بينها وبين موضوع الحديث الساخن الجارى – قيام ايران بتخصيب اليورانيوم. ولكن الغرب يتخذ موقفه المختلف ازاءهما, اذ لم يعرض شيئا من المعارضة للبرازيل , ولن يسمح لايران بذلك ابدا, رغم تخصيب اليورانيوم لكلا البلدين واللذين تدعى كل منهما بانها تعمل لاغراض استخدام القطاقة النووية سلميا.
من الواضح ان الغرب يتخذ ازدواجية المعايير. بالنسبة الى بعض الدول, يترك لها العنان على الغارب, بينما تتخذ الدول الغربية سياسة فرض الضغط العالى على بعض الدول الاخر—لان الطاقة النووية يمكن تحويل الطاقة النووية للاغراض العسكرية, ومن الافضل عدم تطويرها حتى للاغراض المدنية. هذا هو الموقف الذى تتخذه الولايات المتحدة تجاه كوريا الديمقراطية وايران.
بيد انه مهما كان الغرب يمانع فى الانتشار النووى بشدة لا يزال يستمر انتشار التكنولوجيا النووية. لقد اجتازت اسرائيل والهند وباكستان ودول اخرى حاجز // معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية//, وتم تأجيل المسألتين النوويتين الايرانية والكورية مدة طويلة. والجدير بالذكر ان اليابان وجمهورية كوريا بدآ تستخدمان الكهرباء النووية, واندونيسيا ودول اقليمية كبرى اخرى بدأت تطور التكنولوجيا النووية.
ان الغرب هو الذى ينقل المنشآت والتقنيات النووية للاغراض المدنية ليجعل اسرائيل والهند والدول الاخرى تنجح فى تحويل الطاقة النووية للاغراض المدنية الى الطاقة النووية للاغراض العسكرية. كان اسرائيل والهند قد طورتا خطتيهما النووية تحت ستار الاغراض المدنية, وهذا لا يمكننا الا ان نقول ان الغرب هة الذى ادى الى هذه العواقب بشأن انتشار الطاقة النووية. وان السبب الاكبر فى ذلك يرجع الى ان الاوضاع الامنية الدولية والاقليمية تتدهور, مما يجعل تلك الدول تلجأ الى هذا الخيار, الواقع ان الدول الغربية هى التى تتحمل مسؤوليتها عن ذلك.
ان الدول التى تطور اسلحة نووية لان الاوضاع الامنية الدولية التى تشعر بها تتدهور وتتطلع الى رفع قدرة الدفاع بالاسلحة النووية. مهما يصلح حظر انتشار الاسلحة النووية فى الاستقرار الاقليمى, يجب على الناس ان يخلقوا اولا وقبل كل شىء بيئة صالحة لعدم انتشار الاسلحة النووية.
بالرغم من ان حظر انتشار الاسلحة النووية له فوائد عديدة الا ان اول من الذين يستفيدون من ذلم هم دول جارية تمتلك الاسلحة النووية. ان حظر انتشار الاسلحة النووية لم يمس النظام الاساسى للامن الدولى, ولا يحل فعلا مسألة نزع السلاح النووى لدى الدول التى لها اسلحة نووية. وفى هذه الخلفية, فان التأكيد الوحيد الجانب من حظر الانتشار يضعف الاهتمام باقامة النظام الامنى الدولى العادل والمشروع. لذا فيجب على المجتمع الدولى ان يهتم بالمسألتين النويتين الايرانية والكورية, وهى فى بحر من الحاجة ايضا الى حل المسألة الامنية العامة فى العالم انطلاقا من المستقبل البعيد. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/