نشرت " صحيفة الشعب اليومية " تعليقا تحت عنوان " لنبدأ الحديث عن الاخبار المزورة اعتبارا من الحرب على العراق " يوم الثلاثاء الموافق 20 يونيو الحالى . وفيما يلى موجزه :
حدثت مرارا وتكرارا حوادث الاخبار المزورة التى افتعلتها ونشرتها وسائل الاعلام الامريكية منذ اندلاع الحرب على العراق . وقد اماطت احدى وسائل الاعلام البريطانية اللثام مرة اخرى ان الاخبار المزورة كلها كانت الحكومة الامريكية لها ضلع فى وراءها.
وحسب التقارير الصحافية لجأت77 محطة تلفزيون امريكية على الاقل الى البرامج الاخبارية التلفزيونية المصنوعة من قبل الحكومة الامريكية وكبرى الشركات الامريكية لبثها وعلى سبيل المثال ان امريكيا من الاصل العراقى وهو ظاهر فى لقطة من فقرات البرنامج التلفزيونى ما ان عرف خبر استيلاء القوات الامريكية على العاصمة العراقية بغداد حتى هتف عاليا فى مدينة امريكية " شكرا لك يا بوش وشكرا لك يا اميركا ". وهذا الخبر افتعلته وزارة الخارجية الامريكية بالفعل ولكن لا محطة تلفزيونية امريكية تطلع المشاهدين على " سره ". وان" نطاق بث الاخبار من هذا النوع وارتفاع معدل ترددها كلاهما تجاوز المتوقع ".
واشتركت الحكومة الامريكية ووسائل الاعلام الامريكية خلال فترة الحرب فى تزوير الاخبار انطلاقا تماما من مصالحهما الخاصة . واشار احد الدكاترة فى معهد امريكى للصحافة فى كتاب " صوت السلطة " الى ان وسائل الاعلام الامريكية تنشر دائما النتائج الحربية المزيفة والاخبار المزورة خلال الحروب على الخارج وتعتمد على الهراءات ل "تغويل " العدو وتجميل نفسها ولرفع الروح المعنوية للقوات الامريكية .
ومن الصعب ان يحسم غير المعنيين الاحوال الواقعية للحرب على العراق عند دخول قوات التحالف المتكونة من القوات الانجلوامريكية وغيرها الى العراق واحتلاله فى الحرب على العراق عام 2003جراءتحكم الجانب العسكرى فى غالبية المعلومات . وقد نصبت صحيفة بريطانية ما مجموعه 20 هراء حول الحرب لوسائل الاعلام الامريكية قائلة ان مؤتمر القوات الامريكية الدورى حول الاخبار فى ميدان الحرب لا يكون سوى " بئر ارسال " للاخبار المزورة .
وبالرغم من ان الحكومة ووسائل الاعلام الامريكية كلتاهما ذاقت الطعم الحلو بشأن تزوير الاخبار فى الحرب على العراق الا انهما دفعتا الثمن الباهظ . فقد انخفضت ثقة الامريكان بدقة وصحة تقارير وسائل الاعلام المحلية بعد ما انكشفت هراءاتها الى 36% حاليا مقابل 55% قبل 10 سنة مضت .
وقال التعليق فى الختام ان وسائل الاعلام الامريكية تملك موارد سياسية واقتصادية وفنية غير مسبوقة فى العالم فهى قوة فوق العادة تهيمن على حق التكلم العالمى وتقدم باعمالها اليومية الاغلبية العظمى من الاخبار للاستهلاك الكونى .ولذا فان وسائل الاعلام الامريكية تفتعل الاخبار حسب نوايا وحاجيات الولايات الامريكية ودون مراعاة الاخلاق الاخبارية لتضليل عامة المواطنين وبذلك لا يمكن الحديث عن الموضوعية والعدالة وحقيقة الامر ولا يرغب المجتمع الدولى فى رؤية ذلك .
/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين /