بكين 6 ديسمبر/ بعد شن القوات الامريكية حربى مكافحة الارهاب فى افغانستان والعراق على التوالى, دخلت اكثر من 40 بالمائة من العربات المصفحة المجهزة بالقوات البرية الامريكية والمشاة البحرية الامريكية طور القتال. وخلال السنوات الثلاث الماضية, تحطمت كل سنة التجهيزات التابعة للقوات البرية الامريكية التى تقدر حوالى 17 مليار دولار امريكى تم الاعلان عن الهجوم المباغت من العدو او تعطلها طبيعيا بسبب استخدامها المفرط.
على وجه العموم, فان نسبة الخدمات للدبابات والعربات المصفحة المستخدمة فى افغانستان والعراق وصلت الى اكثر من 9 اضعاف بالمقارنة مع ما كانت عليه فى الوقت العادى. اضافة الى ذلك, فان انفجارات القنابل فى الطرق والاعصار الرملى القاسى تسبب رئيسيا ايضا انخفاض عدد العربات المصفحة من شتى انواعها ونقصان القوات البرية الامريكية فى الاسلحة والتجهيزات.
افادت الانباء الواردة من صحيفة واشنطن بوست ان العربات المصفحة والدبابات المتعطلة يتم ارسالها على شكل عام الى القواعد داخل الولايات المتحدة للصيانة, ثم يتم تخصيصها الى الوحدات العسكرية من جديد. علما بان الدبابات وعربات المشاة والطائرات المروحية بالاضافة الى سيارات جييب العسكرية تعد اكثر العربات الميدانية استهلاكا. اذ شهدت الجبهة الامامية نقصانا شديدا فى هذه التجهيزات حتى يوقع ذلك بعض الوحدات العسكرية فى الوضع الحرج لعجزها فى اداء المهمات فى الجبهة الامامية. حاليا, وصل عدد الدبابات والعربات التابعة للقوات الامريكية التى تنتظر الى اصلاحها وصيانتها الى اكثر من 280 الف قطعة, وفى السنوات المقبلة, سيخصص الجانب الامريكى مبلغا كبيرا من الاموال لاصلاح وصيانة تجهيزات القوات البرية الامريكية.
تقطع دبابة للقوات الامريكية اكثر من الف كيلوزمتر فى التدريبات القتالية, اما دبابة من دبابات القوات الامريكية فى العراق الان تقطع دائما اكثر من 6000 كيلومتر كل سنة. حصل البنتاجون من الكونجرس على مبلغ كبير من النفقات العسكرية فى السنة المالية عام 2007. ومن المخطط ان تقوم القوات الامريكية بصيانة واصلاح 130 الف قطعة من التجهيزات ولكن هذا الرقم تضاعف مرة عن السنة الماضية. منها اكثر من 4000 دبابة وسيارة مصفحة والشاحنات الثقيلة تحتاج الى الصيانة الكاملة. يقال ان عددا كبيرا من هذه التجهيزات التى لم تشهد تعطلا شديدا يتم اسرالها الى القواعد الامريكية فى الكويت لاصلاحها وصيانتها.
بالاضافة الى القوات الامريكية يوجد فى العراق مجموعة كبيرة من المقاولين الامريكيين الذين عددهم 100 الف, ويتسع حجمهم مع مر الايام. اذ يقدر البنتاجون ان فى العراق 250 الف عامل فى الشركات الخاصة يؤدون مهمة الامن والحراسة. وفى العراق اليوم, ينفذ المقاولون مهمات الامن والحراسة واستجواب السجناء وطبخ الطعام واصلاح الاجهزة وبناء القواعد. وقبل ذلك نفذت القوات الامريكية مثل هذه المهمات بنفسها. ولكن, استهلت القوات الامريكية فى العراق زيادة عدد المدربين والمستشارين العسكريين المرسلين الى قوات الامن العراقية لتعزز تعمال التدريب على القوات والشرطة العراقية.
شكلت القوات الامريكية فى العراق حوالى 400 فرقة تدريب فى قوات الامن العراقية, ووصل عدد الجنود الامريكيين الذين يعملون مدربين عسكريين الى 4000- الى 5000 شخص. منذ الاسابيع الثلاثة الماضية ارسلت القوات الامريكية فى العراق 1000 جندى من الوحدات العسكرية ليتولوا مناصب المدربين والمستشارين العسكريين فى القوات العراقية. يرى قائد للقوات الامريكية ان هذه الاجراءات ستساعد على رفع القدرة القتالية لقوات الامن العراقية وتعزز دروها فى تحسين الامن فى العراق. قال قائد القيادة المركزية الامريكية فى الشهر الماضى انه يعتزم ازدياد عدد المدربين الذين جاءوا من القوات الامريكية فى القوات العراقية ضعفا, كما قال ضابط رفيع المستوى للقوات الامريكية فى العراق انه مستعد لازدياد عدد المدربين ضعفين.
وصل عدد افراد القوات الامريكية فى العراق الان الى 140 الف جندى تخطط القوات الامريكية فى العراق لتشكيل فرقة تتكون من 20 الى 30 مستشارا عسكريا ومدربا فى كل كتيبة من كتائب قوات الامن العراقية لكى تتخلص من الفوضى والاضطرابات باسرع وقت ممكن. اقترحت فرقة بحوث العراق المتكونة من شخصيات الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى الامريكيين انه يجب على حكومة بوش ان تبدأ بالانسحاب من العراق خطوة خطوة ابتداء من اوائل العام المقبل, ولكن, لم يتم وضع الجدول الزمنى للانساحب حتى الان. يقلق كثيرا من المحللين انه اذا لم يشهد الوضع العراقى تحسنا, فمن المحتمل ان يقع هذا البلد فى مستنقعات الحرب الاهلية, فستشهد القوات الامريكية حينذاك استهلاكا اكثر دهشة. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/