من الواضح ان منتدى الدول المصدرة للغاز في طريقه الى ان يصبح منظمة رسمية كانت القيادة الروسية قد اقترحت انشاءها ولكن البعض الاخر قلق بشأن هذا الامر وذلك مع اقرار ميثاقها وتحديد مقرها خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد يوم الثلاثاء / 23ديسمبر الحالى / في موسكو.
يضم المنتدى الذي تأسس في طهران عام 2001 ويضم 15 عضوا من بينهم روسيا وايران وقطر وكبرى الدول الاخرى المنتجة للغاز، ويمثل حوالي 77في المائة من احتياطي الغاز العالمي و48 في المائة من الانتاج.
تم تعزيز دور المنتدى هذا العام حيث ان روسيا، كبرى الدول المنتجة للغاز في العالم، قامت بتكثيف جهودها من اجل استغلال الطاقة عالميا واعربت عن زيادة اهتمامها بشأن امكانية تشكيل هيكل لتحكم الاسعار مشابه لمنظمة الدول المصدرة للبترول بينما أنكرت انه سيكون اتحادا لمنتجى الغاز.
وفي أكتوبر، اجتمع ممثلون من روسيا وايران وقطر الذين ينتجون إجمالي 56 في المائة من احتياطي الغاز الطبيعي العالمي في طهران واتفقوا على إقامة "مجموعة ثلاثية غازية" للتنقيب والانتاج المشترك، ليرفعوا الستار بذلك عن تطور مستقبلى للمجموعة الفضفاضة.
وكما ينص الدستور، فإنه سوف يتم إقامة مكتب تنفيذي وأمانة للمنظمة مقرها الدوحة، حيث يتم انتخاب أمين عام خلال المنتدى القادم.
يضم الميثاق ايضا بنودا بشأن تبادل المعلومات والتنسيق الاستثماري والابحاث المشتركة عن السوق ولكنه لا يضع أى التزامات على الدول الاعضاء بشأن الاسعار.
وبينما حددت الدول المنتجة للغاز الهدف الاساسي من الجهاز الجديد وهو مراقبة السوق واجراء الابحاث المشتركة، فإنها لم تستبعد تنسيق الاسعار، واعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين نهاية الطاقة الرخيصة بالرغم من الهبوط الحالي لاسعار الطاقة وسط الازمة المالية العالمية.
وقال "ان هذا يعني ... انه بالرغم من الصعوبات المالية العالمية،فإن فترة موارد الطاقة الرخيصة والغاز الرخيص توشك على الانتهاء"، مشيرا إلى أن حدوث تغير في المناطق المنتجة للغاز سوف يرفع أسعار الطاقة حيث ان المنتجين والمستهلكين الرئيسيين للغاز تتباعد بينهما المسافات .
بيد أن المنتدى مازال يواجه تحديات كبيرة في طريق تحوله الى ما يسمى بمنظمة أوبك للغاز أو أي نوع آخر من اتحاد المنتجين بالرغم من معارضة المشترين الرئيسيين مثل اوروبا والولايات المتحدة، حسبما ذكر المحللون.
وقال الكسي جروموف، نائب المدير العام لقسم العلوم في معهد استراتيجية الطاقة "مقارنة بالنفط، فإن سوق الغاز الطبيعي اكثر تعقيدا. فكل منتج رئيسي له قاعدته الاستهلاكية الخاصة وهيكله التصديري الخاص."
ونقلت صحيفة (رشان بروفيل) عن الخبير قوله ان قطر تشحن الغاز المسال الى الولايات المتحدة عن طريق الناقلات وروسيا تضخ غازها الطبيعي الى اوروبا عن طريق خطوط الانابيب. ولكن ايران ليس لديها بنية تحتية كافية لنقل الغاز خارج البلاد.
وقال "ان جميع الاطراف الرئيسية هنا تعمل في أجزاء مختلفة واية شراكة سوف تحصر نفسها في التعاون التكنولوجي"، مقترحا ان تولى موسكو الاولوية لربط منتجي الغاز الطبيعي في ايران ووسط آسيا بشبكتها لنقل الغاز.
وإن التأثير الفعلي للمنتدى الجديد على سوق الغاز العالمي لن يشعر به أحد إلا بعد عقد، حسبما ذكر فالرى نستيروف، المحلل في شركة ترويكا ديالوج التي تتخذ من موسكو مقرا لها. (شينخوا)