تحليل إخباري: تركيا تتطلع لتعزيز قوة الردع عن طريق الدفاع الصاروخي

أنقرة 8 نوفمبر 2012/صرح محللون أتراك بأن التحرك الأخير الذي قامت به تركيا لزيادة إمكانية نشر صواريخ باتريوت التابعة لحلف الناتو على طول الحدود مع سوريا يهدف إلى تعزيز قدرات الردع لدى الحلف وتعزيز دوره في حل الأزمة السورية.

وقال محمد سيف الدين ايرول رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية والأمنية الدولي في أنقرة لوكالة أنباء (شينخوا) عبر الهاتف "اعتقد أن الناتو يحاول نقل رسالة لداعمي سوريا الرئيسيين وهما روسيا وايران بأنه لن يسمح أن تشكل الأزمة السورية تهديدا لأمن الحلف".

وقال "يتماشى هذا مع الهدف طويل المدى لسياسة الاحتواء التي يطبقها الناتو مع روسيا" ،مضيفا أن صواريخ باتريوت ستقوم بتحييد قدرات الدفاع الجوى في سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الأربعاء في بروكسل إن الناتو يستعد لنشر صواريخ باتريوت على الجانب التركي من الحدود مع سوريا في إطار تخطيط الطواريء للحلف.

كما ذكرت مصادر دبلوماسية في العاصمة التركية أنقرة أن الموضوع تمت مناقشته في إطار استعدادات ومخطط الطواريء فيما يتعلق بتأمين أراضي الناتو.

وفي الواقع لم تقدم تركيا أي طلب رسمي لنظام الدفاع الصاروخي حتى الآن ،وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اندونيسيا "لم نتقدم بمثل هذا الطلب".

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أمس تصريحات رئيس الوزراء التركي ،وقالت في بيان صحفي أمس "نعمل مع الناتو وتركيا لمعرفة ما إذا كانت تركيا في حاجة لدعم دفاعي ،وحسب علمي في الوقت الراهن ليس لدينا طلب رسمي في الناتو".

مخاوف من الأسلحة الكيماوية:

ولكن بعض المحللين الأتراك أعربوا عن اعتقادهم بأن تركيا ستقدم طلبا إلى الناتو عندما تشعر أن الأزمة السورية مصدر تهديد لها خاصة بسبب ترسانة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي تمتلكها سوريا.

وقال ادريس جورسوي المحلل السياسي المخضرم لوكالة شينخوا "هناك بعض الخطوط الحمراء التي قد تدفع تركيا للتحرك ضد سوريا مثل نشر الأسلحة الكيماوية".

وأضاف "لمواجهة خطر مثل تلك التهديدات نحن في حاجة لقدرات ردع قوية مثل نظم دفاع صواريخ باتريوت".

وحذر الرئيس التركي عبد الله جول اليوم من أن تركيا تحتاج للاستعداد لكافة الاحتمالات في سوريا. وقال "من المعروف أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية ونحن في حاجة لاتخاذ كافة التدابير الوقائية".

قام الناتو بنشر نظم صواريخ باتريوت مرتين من قبل في تركيا بناء على طلبات تركية لحمايتها خلال حرب العراق.

ونشرت وسائل الإعلام التركية تقارير غير مؤكدة حول قيام تركيا وحلفاء الناتو بمناقشة احتمال استخدام صواريخ باتريوت لحماية المدنيين في منطقة آمنة داخل سوريا.

وقالت تلك التقارير إن استخدام الصواريخ هو أحد السيناريوهات التي يجرى التفكير فيها كطريقة لمنع القوات الحكومية السورية من مهاجمة المعارضة.

وطلبت تركيا من الناتو رسميا عقد مشاورات في إطار المادة الرابعة من ميثاق الناتو عندما لقي 5 مواطنين أتراك مصرعهم الشهر الماضي بسبب قذيفة هاون تم إطلاقها عبر الحدود مع سوريا. ولكن أنقرة لم تطلب المساعدة وفقا للمادة الخامسة المتعلقة بالأمن الجماعي.

شراء نظم الدفاع الصاروخي:

بالاضافة إلى احتمال قيام الناتو بنشر نظم دفاع صاروخي في تركيا أجرت انقرة أيضا محادثات مع دول مختلفة لشراء نظام دفاع صاروخي خاص بها.

وقال ايمر سونكان الخبير الأمني إن تركيا ستسارع بشراء نظام دفاع جوي طويل المدى بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية.

وقال "لو مضت عملية الشراء كما هو مخطط فإن تركيا ستحصل على 13 بطارية صواريخ و72 صاروخا". ومن المتوقع أن يتم مناقشة القرار في اجتماع ديسمبر برئاسة رئيس الوزراء التركي.

لا تملك تركيا حاليا نظام دفاع جوي طويل المدى وتعتمد على قدرات الناتو. واستضافت تركيا نظام رادار اكس-باند في قاعدة عسكرية بمدينة كوريجيك بشرق البلاد في إطار درع صاروخي بدعم من الناتو يهدف لحماية الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو من التهديدات المتنامية للصواريخ الباليستية.

/مصدر: شينخوا/