يانغون 18 نوفمبر 2012 /يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي أعيد انتخابه مؤخرا، إلى ميانمار يوم الاثنين المقبل في مستهل زيارة تاريخية للبلد العضو برابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان).
ومن المقرر أن يتوجه أوباما من تايلاند إلى يانغون عاصمة ميانمار في زيارة عمل تستمر لساعات قبل أن يتابع جولته متجها إلى العاصمة الكمبودية بنوم بنه، حيث يشارك في قمة شرق آسيا.
وتعد زيارة أوباما إلى ميانمار الأولى من نوعها، إذ لم يتوجه أي رئيس أمريكي من قبل لزيارة هذه الدولة الآسيوية. وتأتي الزيارة وسط تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وميانمار عقب تخفيف العقوبات التي فرضتها واشنطن على البلد الواقع في جنوب شرق آسيا مقابل إجراء إصلاحات.
كما تأتي زيارة أوباما لميانمار بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على تولي الحكومة الميانمارية الجديدة السلطة في مارس 2011.
وكان أكبر مسئول أمريكي قد زار ميانمار في تاريخ العلاقات بين البلدين هو نائب الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، وذلك عام 1953.
ووفقا لأجندة الزيارة، من المزمع أن يلتقي أوباما نظيره الميانماري أو ثين شين وزعيمة المعارضة والبرلمانية أونغ سان سو تشي في يانغون، العاصمة السابقة، بهدف تشجيع الإصلاح الديمقراطي في البلاد.
وتشمل أجندة أوباما المزدحمة كذلك إلقاء خطاب إلى شعب ميانمار في جامعة يانغون.
كانت زيارة كل من أو ثين شين وأونغ سان سو تشي التاريخيتان للولايات المتحدة في سبتمبر وأكتوبر الماضيين قد فتحتا صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين منذ استعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بينهما في 11 يوليو المنصرم حين تم تعيين ديريك ميتشل كأول سفير أمريكي لدى ميانمار.
وفرضت واشنطن عقوبات على الدول الواقعة جنوب شرقي آسيا في مايو 1997 ووسعت العقوبات على مدار سنوات، إذ حظرت جميع الواردات والاستثمارات الميانمارية من دخول الولايات المتحدة وتم تجميد أصول مؤسسات مالية معينة في ميانمار، وفرص حظر على تأشيرات الدخول الخاصة بالمسئولين في حكومة بورما سابقا.
لكن العلاقات بين ميانمار والولايات المتحدة تحسنت بعد انتخاب الرئيس أو ثين شين الذي دشن سلسلة من الإصلاحات منذ توليه المنصب في مارس 2011، بما فيها العفو عن مئات السجناء السياسيين، والتوقيع على اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع عدد من المجموعات العرقية المسلحة، وإجراء انتخابات برلمانية تكميلية في أول ابريل المنقضي، والتي فاز فيها حزب أونغ سان سو تشي المعارض بأغلبية مقاعد البرلمان، وحصلت أكبر رموز المعارضة نفسها على مقعد في مجلس النواب.
ودفعت الإصلاحات التي أجرتها ميانمار وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى شد الرحال صوب الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا في ديسمبر 2011 لأول مرة. وأعقب هذه الزيارة عدة زيارات لمسئولين أمريكيين آخرين منهم ديريك ميتشل والسيناتور ميتش ماكونيل والسيناتو جون ماكين في يناير 2012.
وفى مايو، اعلنت وزارة الخزانة الامريكية تخفيف بعض العقوبات على ميانمار للسماح بالمعاملات المالية لدعم بعض المشاريع الانسانية والانمائية فى البلاد . وفى يوليو، عندما تولى اول سفير امريكى ديريك ميتشيل فى يانغون خلال 20 عاما مهام منصبه، اعلنت ادارة اوباما زيادة تخفيف العقوبات، بالسماح للشركات الامريكية بالاستثمار والقيام بأعمال تجارية فى ميانمار فى قطاعات من بينها النفط والغاز.
وفى يوليو ايضا، قام وفد يضم اكثر من 70 من كبار المسؤولين التنفيذيين من 38 شركة امريكية رائدة، برعاية مجلس اعمال الولايات المتحدة- الاسيان، بأول بعثة تجارية تاريخية فى ميانمار. وتعهد الوفد بالعمل بشكل وثيق مع الحكومة الميانمارية لضمان علاقة تجارية بين البلدين على المدى الطويل.
وفى اغسطس، قامت 8 شركات امريكية اخرى لغرفة التجارة الامريكية ومقرها سنغافورة بخطوة مماثلة بحثا عن فرص استثمارية فى ميانمار.
وفى سبتمبر- اكتوبر، قامت زعيمة المعارضة البرلمانية اونغ سان سو كي والرئيس يو ثين سين بزيارتين تاريخيتين الى الولايات المتحدة على التوالى، ليصل التحسن فى العلاقات الامريكية-الميانمارية الى مستوى جديد، وتخفف ميانمار الحظر الامريكى على السلع الميانمارية.
وخلال زيارتها للعاصمة واشنطن، استقبل الرئيس باراك اوباما زعيمة المعارضة سو كى فى البيت الابيض ورحب بالانتقال الديمقراطى فى ميانمار والتقدم الذى احرز مؤخرا من قبل الرئيس يو ثين سين وحزب الرابطة الوطنية من اجل الديمقراطية وزعيمته سو كى.
والتقت سوى كى ايضا مع كلينتون والقت خطابا فى المعهد الامريكى للسلام فى واشنطن، اعربت فيه عن تأييدها لتخفيف مزيد من العقوبات الامريكية المفروضة على ميانمار.
وخلال وجوده بالولايات المتحدة، حضر يو ثين سين اعمال الدورة الـ67 للجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك يوم 27 سبتمبر والقى اول خطاب لرئيس ميانمارى ممثلا عن الدولة العضو فى الامم المتحدة .
وفى اكتوبر، زار مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ويليام بيرنز ميانمار. وتعهد البلدان بتعزيز الشراكة لدفع الاصلاحات السياسية والاقتصادية فى ميانمار.
كما اجرت ميانمار والولايات المتحدة اول حوار ثنائى بينهما حول حقوق الانسان على هامش زيارة بيرنز.
وفى اواخر اكتوبر، قام نائب وزير الخزانة الامريكية نيل اس وولين بزيارة لمدة يومين الى ميانمار اعتبرتها الحكومة الامريكية انها دليل اخرعلى التزام الولايات المتحدة بالشراكة مع ميانمار التى تخوض طريق الاصلاح.
وعرض وولن مساعدة بلاده لتنمية القطاع المالى فى ميانمار وتحسين الادارة المالية العامة.
ووفقا للاحصاءات الرسمية فى ميانمار، بلغت الاستثمارات الامريكية فى البلاد 243.49 مليون دولار امريكى فى 15 مشروعا ، ما يمثل 0.6 بالمئة فقط من الاجمالى حتى اغسطس 2012 منذ ان فتحت ميانمار الباب امام مثل هذه الاستثمارات فى اواخر 1988، ما يجعلها فى المرتبة التاسعة فى ترتيب الاستثمارات الاجنبية.
واظهرت الارقام ايضا ارتفاع التجارة الثنائية بين البلدين الى 293.64 مليون دولار امريكى فى العام المالى 2011-2012، إذ قدرت صادرات ميانمار الى الولايات المتحدة بـ29.57 مليون دولار امريكى فى حين بلغت وارداتها من الولايات المتحدة 264.07 مليون دولار .
وعلى صعيد اخر التطورات، قبل يومين من وصول اوباما الى ميانمار، خففت الولايات المتحدة المزيد من القيود على واردات السلع الميانمارية لدعم جهود الاصلاح الجارية فى البلاد وتوفير فرص جديدة للشركات فى البلدين.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn