تحليل إخباري: روسيا والولايات المتحدة يسعيان لتحقيق تنمية مشتركة وسط خلافات بينهما

موسكو 23 نوفمبر 2012 /تحاول روسيا والولايات المتحدة العمل على تحقيق تنمية مشتركة برغم الخلافات بينهما بشأن عدة قضايا منها الأزمة السورية ومنظومة الدفاع المضادة للصواريخ ومشروع قانون ماجينتسكي.

وقد التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على هامش قمة شرق آسيا في بنوم بنه مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء الماضي لتنسيق موقفهما بشأن عدة قضايا.

ولم يتفق الجانبان خلال اجتماعهما حول الأزمة السورية. وقال لافروف إن موسكو ملتزمة بتنفيذ بنود إعلان جنيف، الذي يحدد عملية انتقال للسلطة بقيادة سورية.

بيد أن الولايات المتحدة تدعم المعارضة ،واشارت كلينتون إلى "انذار ومهلة " للرئيس السوري بشار الاسد.

وفى الوقت نفسه ، تتشاحن موسكو وواشنطن بشأن انتشار منشآت دفاع صاروخية أمريكية - أوربية بالقرب من الحدود الروسية لفترة طويلة.

وأعلن الكرملين أن نشر تلك الاسلحة سيكون تهديدا للأمن الوطنى الروسى وطالب بضمانات ملزمة قانونيا من البيت الابيض والناتو بأن الدرع الصاروخي لن يستهدف روسيا. بيد أن تلك الطلبات قوبلت بالرفض.

وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الاسبوع الماضي من انسحاب محتمل للبلاد من اتفاقية خفض الاسلحة الاستراتيجية الجديدة ردا على الخلافات بشأن الدرع الصاروخي الأمريكي.

كما توترت العلاقات الروسية-الامريكية بشأن مشروع قانون ماجنيتسكي، الذي وافق عليه يوم الجمعة الماضي مجلس النواب الأمريكي.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الموافقة على المشروع "هجوم غير ودى واستفزازي"، مضيفا أن هذا التحرك سيؤثر سلبا على العلاقات الروسية -الأمريكية وهو ما سيؤدي إلى تناحر عنيف.

ويطالب المشروع الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على الأشخاص الذين يعتقد بأنهم وراء مقتل سيرجي ماجنيتسك، وهو محام مناهض للفساد توفى في سجن بموسكو في 2009.

ويقول المحللون إن اي تصارع بين البلدين بشأن القضايا العالمية والعلاقات الثنائية سيلقى بظلاله على الوضع الدولي، لا سيما عندما تزداد الصراعات في بعض المناطق بشكل متواصل.

وقال نائب مدير المركز الروسي للدراسات السياسية ديمتري بوليكانوف أن مباراة فى الصراخ بين روسيا والولايات المتحدة لن تضر فقط بعلاقاتهما الثنائية ولكن ايضا ستضر بالأمن الدولي.

ودعا المسؤول الروسي الجانبين إلى السعي لتحقيق المصالح المشتركة. وقال "الكثيرين سئموا الشعارات مثل نزع السلاح النووي والدفاع المضاد للصواريخ ،ولهذا فإن المصالح التجارية والتعاون الانساني يجب أن يحتلا المقدمة، ويجب كذلك الحفاظ على تلك المجالات وتطويرها".

وقد شهدت واشنطن وموسكو خلال السنوات الاخيرة "تعديلا" في العلاقات بدأه الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف.

بيد أن العلاقات الروسية-الامريكية شهدت فتورا منذ اعلان بوتين نيته العودة إلى الكرملين لتولي فترة رئاسية ثالثة.

وقال بوليكانوف إن اعادة انتخاب اوباما ستعطي "فرصة" للبلدين لتعزيز التعاون البراجماتي.

واضاف "من الواضح أن هذه تعد فرصة قصيرة تاريخيا لتحقيق انجاز قد لا يحدث ثانية".

/مصدر: شينخوا/