موسكو 19 ديسمبر 2012 / تمضى العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بخطى متعثرة على الطريق في الوقت الذي عمق فيه الجانبان من تباعد مصالحهما، حسبما يرى خبير روسي.
وخلال السنوات الماضية، شهدت موسكو وواشنطن عملية "إعادة تنضيد" علاقاتهما التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي آنذاك ديمترى ميدفيديف في عام 2009.
بيد أنه لم يتم احراز تقدم واضح في العلاقات الروسية - الأمريكية بعد الضغط على زر "إعادة التنضيد"، حسبما ذكر ألكسندر خرامتشيخين نائب مدير معهد التحليلات السياسية والعسكرية.
وصرح خرامتشيخين في مقالة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "إن هذا لا يرجع إلى أن بوتين وأوباما افسدا عن عمد محاولات كل منهما الآخر لدفع العلاقات الثنائية قدما. بل يرجع إلى انه قد باتت هناك مصالح مشتركة ضئيلة للغاية بين روسيا والولايات المتحدة".
ودعا بوتين مؤخرا الجانبين إلى بناء قاعدة اقتصادية لعلاقاتهما من أجل مواصلة تعاونهما بغض النظر عن التغييرات السياسية الحادثة في بلد أي منهما.
غير أن واشنطن لديها بالكاد رغبة في تحقيق تعاون كهذا، إذ انها تعتبر روسيا في الأساس مصدرا لإمدادات الطاقة، حسبما قال خرامتشيخين.
وأضاف قائلا إنه بعدما بدأت الولايات المتحدة في تطوير رواسبها النفطية في ألسكا، أصبح دور روسيا كمورد رئيسي للطاقة ثانويا.
وعلاوة على التعاون غير الكامل في مجال الطاقة، لا يزال الجانبان منقسمين بعمق بشأن شؤونهما الدولية.
ويأمل البعض في ان تتيح إعادة انتخاب أوباما فرصة لتعزيز تعاونهما البراجماتي، ولكن قضايا شائكة مثل قانون "ماجنيتسكى" مازال يقف عقبة في الطريق.
ففي أعقاب تمرير قانون "ماجنيتسكى" في مجلس النواب الأمريكي، مرر مجلس النواب الروسي في القراءة الأولي إجراءات توصف بـ "العين بالعين والسن بالسن" ضد مشروع القانون هذا.
وانتقد الكرملين واشنطن لكونها تبعث برسائل متناقضة لموسكو، قائلا إن الجانب الأمريكي يعرب عن استعداده لتطوير علاقات أوثق مع روسيا فيما يرجع في حقيقة الأمر إلى الوراء.
وقال خرامتشيخين إن الولايات المتحدة لا تعتبر روسيا تهديدا حقيقيا لأمنها أو منافسا اقتصاديا لها، ولكن تعتبرها "مفسدا فضوليا ومثيرا للمشكلات".
وذكر خرامتشيخين أن "الولايات المتحدة تتملق من آن لآخر موسكو فقط لتهدئة الكرملين، ولكن واشنطن ولا موسكو لا تفهان في الواقع ماذا تريد كل منهما من الآخرى".
إذ تجرى روسيا والولايات المتحدة تعاونا فعالا في أفغانستان حيث تكافحان معا تهريب المخدرات وتسعيان إلى استقرار الوضع الأمنى هناك.
بيد أنه عندما تنسحب القوات بقيادة الناتو من أفغانستان في عام 2014، يمكنهما بالكاد إيجاد أي أرضية مشتركة أخرى، حسبما قال خرامتشيخين.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn