صحيفة الشعب اليومية ـالطبعة الخارجيةـ الصادرة يوم 25 ديسمبر عام 2012- الصفحة رقم:06
تحديات أوباما فى ولايته الثانية لا ترتكز فقط على صعيد الشؤون الخارجية ولكن ترتكز ايضا على الصعيد الوطني،كما أن وفائه بالالتزام في تنظيم تداول الاسلحة النارية من اكبر التحديات التي سوف تواجه خلال هذه الفترة.حيث أن تهافت الناس على شراء البندقية خلال فترة عيد الميلاد وموقف الجمعية الوطنية الامريكية للبنادق الحازم ضد مراقبة الاسلحة النارية يوم 23 ديسمبر الحالي،جعل الكثيرين يشعرون بأن أوباما قد يواجه مقاومة هائلة.
التهافت على شراء البندقية
لقي طرح أوباما لسياسة تنظيم بيع البنادق الهجومية وفقا للقانون والصحة العقلية والتعليم وغيرها من العوامل الاخرى بحلول يناير عام 2013 ردا من قبل اكثر من 400 ألف مستخدم للانترنت يوم 21 ديسمبر الجاري. حيث دعا الجمهور والمسؤولين عن الاصلاحات القانونية والداعمين للامتلاك البندقية الى القيام بانشطة مفتوحة لدفع البرلمان الامريكي بدعم الاصلاحات،وذلك لان اوباما لا يمكن أن ينهي هذا العمل لوحدة.
بالإضافة إلى ذلك،اطلقت منظمات ضد الاسلحة الغير الشرعية والغير المرخصة وانضم اليها اكثر من 750 عمدة يوم 20 ديسمبر الجاري حملة التوقيع على الانترنت والهاتف المحمول ونشروا اعلان على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز،مطالبين من العامة ترك الاسم والبريد الالكتروني او الاتصال باعضاء " المجالس المحلية" لحث البرلمان الامريكي على اتخاذ مزيد من التدابير لوضع حد للعنف المسلح.
كما دعت الجمعية الوطنية الامريكية للبنادق القوى المؤثرة في الولايات المتحدة في نفس اليوم الى نشر حراس مسلحين في المدارس في جميع انحاء البلاد لمعالجة قضايا العنف بالنبدقية، ليتمكن الشاب الطيب المسلح السيطة على فتى شريرا مسلحا. وقد لقي هذا الاقتراح رفض من قبل جميع الاطراف.حيث استخدمت بعض الوسائل الاعلامي مصطلح " مجنون" و " سخيف" لوصف مقترحات الجمعية الوطنية الامريكية للبنادق.وحسب تقديرات وسائل الاعلام، تتجاوز تكاليف توفير الشرطة لحماية 98 مدرسة في جميع انحاء الولايات المتحدة 3.3 مليار دولار في السنة. وهذا لا يشمل التكاليف الأخرى.
إن طلب الرئيس والشعب بشدة تنظيم إمتلاك البندقية زاد من ارتفاع مبيعات البنادق فجأة في الولايات المتحدة. حيث ارتفعت مبيعات البنادق من حوالي 1.2 مليون الى 1.3 مليون بندقية بعد يوم واحد فقط من مأساة إطلاق النار العشوائي في مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية،بالاضافة الى ذلك فإن اكثر البندقيات مبيعا كانت البندقية الامريكية الجديدة ACR او الثعبان.
الصورة الخلفية لـ " البندقية"
لقد خلف اطلاق النار العشوائي في السنوات الاخيرة في الولايات المتحدة حزنا عميقا في قلوب الامريكيين، لكن تنفيذ التدابير العلاجية ذات الصلة صعب للغاية.حيث أن الحديث عن حظر البندقية يمكن أن يؤدي الى مآساة ايضا.
حسب تحليل المهتمين،فإن حظر الولايات المتحدة لامتلاك البندقية هو انتهاك للدستور الامريكي في احقية الناس في الاحتفاظ وحمل الاسلحة التي تاتي جنبا الى جنب مع حرية التعبير وحرية المعتقدات وغيرها من الحريات الاساسية الاخرى التي من الصعب أن تهتز. ومنذ وقت طويل، كانت مراقبة الاسلحة النارية احد المواضيع المثيرة للجدل.
ثانيا،البندقية في الولايات المتحدة هي الاسلحة وايضا الشجرة الضخمة التي تثمر مالا.واشارت مصادر مطلعة الى أن تصنيع وتسويق البندقية ليس فقط يوفر فرص عمل في الولايات المتحدة فقط، بل توفر ايضا ضريبة ضخمة.وفي عام 2012،اسهمت صناعة البندقية في اضافة حوالي 31.84 مليار للارادات الاقتصادية في الولايات المتحدة،وحوالي 2.07 مليار دولار من الضرائب.
إن خلفية جمعية الوطنية الأمريكية للبنادق قوية جدا ايضا.وتضمن الرابطة اكثر من 4 مليون عضو، وذات نفوذ قوية وقوة تاثير على الجماعات المناهضة لحظر البندقية.وتوضح حادثة اطلاق النار قدرة الرابطة على التاثير على مناقشة مقترحات مراقبة البندقية في الكونغرس.
بدلاً من ذلك،اصبح الرئيس الامريكي باراك اوباما " النجم المحظوظ" في صناعة البندقية. وتظهر بيانات مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي، أن خلال المرحلة الاولى من حكم باراك اوباما، تجاوز المشتريين للبندقية اكثر من 50 مليون شخص، ما يعني مرتين مقارنة مع فترة بوش الابن.ويبين التحليل أن الاسباب الكامنة وراء ذلك هي أولا، تعبير الشعب الامريكي عن القلق ازاء ارتفاع معدل الجريمة خلال الازمة المالية،ثانيا، القلق من أن ينجح أوباما في فرض قانون حظر شراء البندقية،ادى الى زيادة عتبة الشراء.
حظر الاسلحة في الولايات المتحدة لا يوحي بالتفاؤل
هل الرئيس الامريكي باراك اوباما يملك القدرة على حظر البندقية خلال فترة حكمه الثانية؟إن الجواب واضح جدا، حيث اظهر اوباما لمستخدمي الانترنت قلة ثقته في الالتزام.
وقال محللون أن لوائح الدستور الامريكي فيما يخص امتلاك البندقية اصلا كانت لحماية الناس من انتهاكات الملكية الخاصة.ولا يجب على الامريكين أن يقلقوا بشأن تعاطي الحكومة الامريكية مع البلطجة،لكن مفهوم منع الحكومة ضد المواطنين قد تراكم عميقا في قلوب الامريكين،وباتت من الثقافة السياسية والاجتماعية وهذا لن يتغير على المدى القصير.
بالإضافة الى ذلك،هناك البعض من يتحدث بالارقام، حيث يمكننا أن نرى من استقطاب موقف الامريكيين من امتلاك البندقية،و الجدل حول البندقية الى ظهور تدفقات في شراء البندقية بأنه لم يكن هناك توافق في الآراء بشأن حظر امتلاك المدنيين الاسلحة.
وفي هذا سياق،فإن وضع امن الاطفال بين ايديهم اختيار الكثير من الآباء. ومنذ اعقاب اطلاق النار في مدرسة ابتدائية بولاية كونيتيكت الامريكية في يوم 14 ديسمبر الجاري،بات الزي الواقي من الرصاص واللوحات الواقية من الرصاص وغيرها من الدروع الدفاعية اكثر هدايا عيد الميلاد لعام 2012. وهذا أمر لا حيلة له ايضا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn