إسلام أباد 30 ديسمبر 2012 /كان العام 2012 معقدا بالنسبة لباكستان إذ واجه البلد الآسيوي أزمتين أساسيتين، الأولى تتعلق بحليفها الرئيسي الولايات المتحدة، والأخرى عبارة عن خلاف بين القضاء والحكومة حول قضية فساد متهم فيها الرئيس الحالي للبلاد.
وكانت باكستان قد أغلقت طرق الإمداد الرئيسية إلى أفغانستان بعد مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة شنتها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدود البلاد في نوفمبر 2011، وطالبت إسلام أباد باعتذار رسمي من الولايات المتحدة قبل أن توافق على إعادة فتح طرق الإمداد.
وفي 3 يوليو 2012، أعلنت باكستان عزمها إعادة فتح الطرق البرية أمام قوات الناتو بعدما اعتذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن الغارة الجوية التي تمت في نوفمبر 2011.
وتم النظر إلى قرار باكستان الخاص بإعادة فتح طرق الإمداد الخاصة بالناتو على أنه تنازل نتج عن الضغط المتزايد من قبل الولايات المتحدة والناتو، إذ يؤثر إغلاق طرق الإمداد على العمليات العسكرية للجانبين في أفغانستان.
وخشيت إسلام أباد أن يؤدي رفضها إعادة فتح طرق الإمداد إلى مزيد من الاضطراب في أفغانستان، كما قد تتعرض باكستان لعقوبات دولية تقودها الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن القرار الخاص بإعادة فتح طرق الإمداد خفف حدة التوتر بين إسلام أباد وواشنطن، أثارت المعارضة الباكستانية عدة تساؤلات حول السبب وراء إبرام هذه الصفقة سرا وعدم الكشف عن تفاصيلها لعامة الشعب.
وانتقد حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني، حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، وكذلك أحزاب معارضة أخرى، القرار، وقالوا إنه قد يقود باكستان إلى مزيد من التورط في الحرب الجارية بأفغانستان.
كما واجه قرار الحكومة الباكستانية الخاص بعدم فرض أية رسوم عبور على شاحنات الناتو موجة من الانتقادات، إذ اشتكى مسئولون حكوميون سابقا من أن مركبات الناتو تضر بشدة بالبنية التحتية للبلاد.
وعلى الجبهة الداخلية، شهدت باكستان خلافا بين الحكومة والقضاء عندما قضت المحكمة العليا بعدم أهلية رئيس الوزراء آنذاك يوسف رضا جيلاني بعدما فشل الأخير في نقض حكم بإدانته أصدرته المحكمة في ابريل 2012 على خلفية اتهامه بازدراء المحكمة.
وتمكن رئيس الوزراء الجديد راجا برفيز أشرف من نزع فتيل الصراع بين الحكومة والقضاء بموافقته على سحب خطاب رسالة كانت قد تسببت في غلق ملف قضايا فساد ضد الرئيس آصف علي زارداري بالمحاكم السويسرية.
وأثارت الخطوة التي اتخذها أشرف دهشة كثيرين. ولكن مهما كانت نوايا الحكومة، تم النظر إلى هذه الخطوة على أنها تراجع وتغير كبير في نهج حزب الشعب الباكستاني الحاكم تجاه القضية.
وبعد ان تولى منصب رئيس الوزراء، واجه اشرف تحديات خطيرة ابرزها العنف الطائفى وتزايد هجمات الجماعات المسلحة بقيادة طالبان وأزمة الطاقة.
فى الوقت نفسه، تجتاح حمى الانتخابات الآن باكستان مع قرب موعد انتخابات 2012 العامة. وتظهر على السطح فى البلاد تحالفات جديدة قبل الانتخابات البرلمانية، إذ من المقرر ان تكمل الحكومة فترة ولاية السنوات الخمس فى منتصف مارس.
وقالت لجنة الانتخابات انه سيتم حل الجمعية العامة الحالية أو مجلس النواب، اضافة الى 4 جمعيات محلية أخري فى 17 مارس وستقوم حكومة تيسير اعمال بالاشراف على الانتخابات التى ستعقد فى غضون شهرين بعد حل الجمعيات.
وشارك حزب الرابطة الاسلامية فى باكستان ،المعارض الرئيسي، بقيادة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، فى محادثات مع عدد من الأحزاب الأخرى أملا فى تشكيل تحالفات أو تعديل المقاعد لتصعيب الأمور على منافسه اللدود حزب الشعب الباكستانى الحاكم بقيادة زاردارى.
وحزب الرابطة الاسلامية ، الذى يمتلك قاعدة سياسية فى اقليم البنجاب، الاقليم الاكبر فى الدولة، يعمل على خطة للتحالف مع احزاب قومية وصغيرة فى اقليم السند الجنوبى ومقاطعة بلوشستان الجنوبية الغربية.
ويعتقد محللون سياسيون ان الفرصة جيدة امام حزب الرابطة الاسلامية ليظهر كحزب أكبر وأوحد فى البنجاب بعد انتصاره فى الانتخابات الفرعية التى جرت هذا الشهر.
وقال نواز شريف ان حزبه قريب من التوصل الى اتفاقيات بشأن تعديل المقاعد مع الأحزاب القومية فى السند وبلوشستان.
كما شكل حزب الشعب الباكستانى تحالفا مع حزب الرابطة الاسلامية - قائد، الذى يملك بعض التأثير فى اقليم السند، بيد انه ينبغى عليه العمل بجد للفوز بأغلبية المقاعد نظرا لأن بعض سياساته من المحتمل ان تؤثر على احتياطى الأصوات فى معقله.
ويحكم حزب الشعب اقليم السند بدعم من الحركة القومية المتحدة. ومن المرحج ان يتعاون حزب الشعب مع الحركة القومية المتحدة فى معادلة تعديل المقاعد فى الانتخابات المقبلة.
وظهر السياسى لاعب الكريكيت السابق عمران خان كزعيم شعبى فى باكستان تحت شعار استئصال الفساد ووضع حد للغارات الامريكية بالطائرات بدون طيار على مخابئ المسلحين فى المناطق القبلية الخارجة عن القانون المتاخمة لافغانستان . ويجذب خان، الذى يقود حركة الانصاف او العدالة، جماهير حاشدة فى مسيراته.
وبيد ان المحللين يعتقدون هنا ان حزب خان قد يفوز ببعض وليس كثير من المقاعد بعد ان تركت شخصيات بارزة حزبه.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn