تقرير : القادة فى أوروبا يعربون عن تفاؤل حذر بقدوم عام 2013

بروكسل 2 يناير 2013 /مع ترحيب المحتفلين فى العالم بالعام الجديد بإطلاق ألعاب نارية بكثافة وإقامة حفلات ، فإن القادة فى اوروبا التى عانت من ازمة الديون كانوا فى مزاج أكثر كبتا لمشاعرهم -- مؤملين فى تعافى اقتصاداتهم المصابة ولكنهم كانوا حذرين من الطريق الوعرة التى تنتظرهم.

وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل فى خطابها بمناسبة العام الجديد " ان الاصلاحات التى وافقنا عليها بدأت تؤتى ثمارها " .

لكنها حذرت من ان ازمة الديون التى تعانى منها منطقة اليورو " لم تنته " وان البيئة الاقتصادية الخاصة بالعام القادم سوف تكون اكثر صعوبة .

واضافت " ان ذلك يجب الا يحبطنا . وانما يجب ان يحفزنا " ،مشيرة الى ان ازمة الديون السيادية المستمرة منذ ثلاثة أعوام تظهر مدى أهمية إحداث توازن بين الرخاء والتضامن .

وقالت " مازلنا فى حاجة الى التحلى بكثير من الصبر " .

وفى ثانى اكبر اقتصاد فى منطقة اليورو ،اعترف الرئيس الفرنسى فرانسوا اولاند الذى تعانى شعبيته من نكسة قاسية بسبب الاضطرابات الاقتصادية والتوترات الاجتماعية بأن " مخاوف الشعب الفرنسى مشروعة وان المصاعب خطيرة " .

لكنه فى الخطاب الاول له بمناسبة العام الجديد فى قصر الاليزيه قال ان فرنسا سوف تخرج من الازمة " قريبا وبشكل اقوى " مما يتوقع بسبب سياسات حكومته .

وقال " لقد حددنا المسار -- الوظائف والقدرة التنافسية والنمو - ولن أحيد عن ذلك . فهذا هو مستقبل فرنسا" .

واستقبل رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون العام الجديد بالاشادة بعام 2012 ووصفه بأنه "غير عادى" ودعا الى " الواقعية والتفاؤل"بالنسبة للمستقبل .

وتابع كاميرون " ما زلنا نتعامل مع ديون تراكمت خلال أعوام كثيرة. وبالنسبة لأسر كثيرة كان الوفاء بالاحتياجات فى حدود الدخل أمرا صعبا "، مشيرا الى الكفاح الاقتصادى الذى تمر به بريطانيا مع دول اوروبية اخرى .

لكنه طمأن الشعب بالقول " اننا نسير على المسار الصحيح .وفى كل القضايا الكبرى التى تهم بريطانيا نتجه فى الاتجاه الصحيح " .

واضاف ان الشعب البريطانى يجب أن يكون واقعيا لأنه لاتوجد " حلول سريعة "،"واننا نستطيع التفاؤل ايضا لاننا نحرز تقدما ملموسا " .

وحتى فى اليونان حيث ولدت ازمة الدين والتى يتوقع ان يتعرض اقتصادها للركود للعام السادس على التوالى ، فإن القادة ليسوا متشائمين .

وقال الرئيس اليونانى كارولوس بابولياس فى رسالته فى عشية العام الجديد " اننى متأكد للغاية بأننا نستطيع تحويل الوضع الحالى ... وان هذه المغامرة سوف تنتهى " .


وبينما أقر رئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس بأن العام الجديد سيكون صعبا ،فإنه أعرب عن التفاؤل بأن اليونان ستتمكن بوحدتها من أن تترك خلفها التهديد بالتخلف الفوضوى عن سداد الديون والخروج المحتمل من منطقة اليورو وستتقدم إلى الأمام على طريق التعافى والرخاء مرة أخرى .

قرارات العام الجديد

بالرغم من الأمل فى المستقبل ،فإن القادة كانوا واقعيين بشأن المهام الشاقة القادمة .

وقالت ميركل ان هناك الكثير الذى يتعين القيام به على المستوى الدولى لمراقبة الأسواق المالية،محذرة من أن العالم لم يتعلم بما فيه الكفاية درس الأزمة المالية المدمرة فى عام 2008 .

وعلى الصعيد الداخلى اكدت على ان البحث له الاولوية، وتعهدت بزيادة الاستثمار فى التعليم وجعل ألمانيا واحدة من أحدث منتجى الطاقة فى العالم واعداد الدولة لتغير ديموغرافى وتنظيم شئون المالية العامة .

وبالنسبة لأولاند فإن " الهدف الوحيد " فى عام 2013 هو النزول بمستويات البطالة المتزايدة فى الدولة .

واضاف " ان كل قوانا سوف تحشد لهدف واحد : تحويل منحنى البطالة الحاد خلال عام . وسوف نصل الى ذلك الهدف مهما كان الثمن " .

وأشار إلى أن الأثرياء الفرنسيين يتعين عليهم زيادة المساعدة فى إصلاح الموارد المالية .

وبعد رفض المجلس التأسيسى للدولة نسبة الضريبة التى تبلغ نسبتها 75 فى المائة على الدخول السنوية التى تتجاوز مليون يورو ( 1.3 مليون دولار امريكى )، قال الرئيس الاشتراكى إنه ستعاد صياغة القانون للهدف نفسه .

وفى رسالة كاميرون إلى بلاده ذكر أن التغييرات فى سياسة الرعاية ضرورية من أجل توظيف المزيد من الافراد ومساعدة "أولئك الذين يرغبون فى العمل بقوة والتقدم فى الحياة "،مدافعا بذلك عن قراره بمنع العاطلين الذين يرفضون السعى الى ايجاد وظيفة من الحصول على اعانة حكومية .

كما صرح الرئيس الايطالى جيورجيو نابوليتانو بأن بلاده يمكن ان تتعافى من الركود و تعزز اقتصادها عن طريق " دفعة قوية واقتراحات تتسم بالمصداقية من اجل مزيد من التكامل " فى الاتحاد الاوروبى .

وصرح العاهل الاسبانى خوان كارلوس فى رسالته بمناسبة العام الجديد ان اسبانيا سوف تواصل العمل مع الاتحاد الاوروبى " من اجل التغلب على الرؤى الوطنية الفردية" وتعزيز اسس التضامن .

/مصدر: شينخوا/