بكين   مشمس -3/-11 

"الأسواق المحمولة على الرأس" في غانا

2013:01:04.15:44    حجم الخط:    اطبع

أكرا 3 يناير 2013/إذا تجولت في الأسواق المحلية أو علقت في زحام المرور في أكرا عاصمة غانا ستنبهر بمنظر الباعة المتجولين الذين يحملون بضائعهم على رؤوسهم ويسيرون بسهولة واستقامة ويتجولون دون توقف لبيع بضائعهم أو التنقل من مكان لآخر مثل لاعبي الأكروبات.

في الواقع تلك أصبحت مهارة حياتية أساسية وهامة للسكان المحليين في غانا.

وفي سوق ماكولا في الحي التجاري بوسط أكرا يمكنك مشاهدة المزيد من الباعة الجائلين ومعظمهم من النساء يمارسن عملهن عن طريق حمل بضائع متنوعة على الرأس لبيعها. وتسير البائعات في الشوارع للبحث عن الزبائن بأناقة واستقامة ببضائعهن المحمولة على الرأس مثل عارضات الأزياء. وعندما تظهر لهن فرصة للبيع يسارعن للزبون وبيد واحدة تحضر البائعة البضاعة من على رأسها وباليد الأخرى تأخذ النقود من الزبون وسط منافسة شرسة مع البائعات الأخريات.

ويبدو أن هؤلاء البائعات لا يجدن صعوبة في حمل الأشياء على الرأس والبيع بتلك الطريقة، وتقول مابيل أودي كيوي وهي بائعة بسكويت صغيرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها تستيقظ يوميا في الساعة 4 صباحا وتذهب للسوق كل يوم للبيع وقبل أن تعود للمنزل كل مساء يمكنها بيع علبتين أو ثلاثة علب من البسكويت.

وقال إن معظم أهل غانا يتعلمون تلك المهارة خلال الطفولة من خلال مشاهدة الأقارب الكبار وهم يفعلون ذلك. وقالت "يشيع جدا في القرى أن يسافر الآباء والأجداد سيرا على الأقدام وهم يحملون الأشياء على رؤوسهم أو يتنقلون من مدينة إلى أخرى على مقربة منها بسبب قلة عدد السيارات في الماضي".

يكمن السر في حمل الأشياء بتوازن على الرأس والسير دون الحاجة لسندها باليد هو وضع قطعة من القماش ملفوفة على شكل دائري اسفل البضائع لمنعها من السقوط وبعدها يمكن حمل أي شيء على تلك الدعامة بما في ذلك أواني المياه والحطب والطعام والملابس وحتى أسطوانات الغاز.

وعلى الرغم من أن حمل الأشياء على الرأس بدأ كتقليد متوارث بين الأقارب إلا انه أصبح وسيلة لكسب الرزق.

وأحد أسباب رواج "الأسواق المحمولة على الرأس" هو أن معظم الباعة الجائلين ليس لديهم أماكن ثابتة في السوق ولا يرغبون في دفع تكاليف إضافية لحفظ بضاعتهم في أي مكان.

تقول ايرنيستينا اوسوا، 20 عاما، وهي بائعة ملابس متجولة لوكالة ((شينخوا)) إنها عندما تحفظ بضاعتها في مكان بدون ترخيص يتم مصادرة تلك البضائع وهو ما يعني تكلفة إضافية لها.

إضافة إلى ذلك تحتاج تلك المهارة لمرونة نظرا لأن الباعة يضطرون للسير أو الوقوف عادة ليوم كامل وهم يحملون بضاعة ثقيلة قد يصل وزنها إلى 45 كيلو جراما تقريبا.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجههم لا يزال الباعة المتجولون مفعمين بالتفاؤل في إمكانية نجاحهم في إدارة أسواقهم المحمولة على الرأس بالقوة والقدرة على التحمل والمثابرة. وهم يأملون في كسب المزيد من المال لدعم أسرهم وتحقيق أحلامهم.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات