تقرير إخباري: فرنسا تطلق عملية عسكرية في مالي لصد هجمات المتمردين
صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 14 يناير عام 2013- الصفحة رقم:21
شهدت مالي تسارع في الاحداث مؤخرا، وقررت القوات الفرنسية ومجموعة الإيكواس التعجيل بنشر قوات تابعة لها في المنطقة. كما أن اسئلة كثير تطرح حول السبب وراء ارسال فرنسا قواتها العسكرية الى مالي،وعن خلفيتها العميقة، وماهي الاعتبارات الاستراتيجية والمصالح، وهل حقا أن مكافحة الارهاب هو السبب الرئيسي وراء هذا التدخل العسكري، وكيف يتم فتح آفاق اوسع للتنمية في مالي؟ ووفقا للتحليل، فإن الهدف من ارسال فرنسا قواتها العسكرية الى مالي هو من أجل اعادة مكانة فرنسا في افريقيا كدولة كبرى تحت اسم محاربة الإرهاب. بالاضافة الى ذلك، فإن تدخل القوات الجوية الفرنسية ياتي لمساعدة حكومة مالي التي تشهد حربا اهلية في اوجها مع المسلحين المناهضين للحكومة.
وقد أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرارا وتكرار عن أن تدخل بلاده في مالي عسكريا من أجل مكافحة الارهاب، ولكن التعليقات الفرنسية مختلفة تماما. حيث نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية مقالا توضح فيه أن فرنسا يمكنها أن لا تتدخل في الوضع في مالي، ويمكنها أن تفك " اتفاقيات الحماية القديمة وسيئة الصيت " الموقعة بين فرنسا و البلدان الافريقية في 60 من القرن الماضي. وأن ما يدفع فرنسا الى التدخل في مالي حقا هي المسؤولية التاريخية البعيدة واحلام الدول الكبرى.
لقد كانت مالي على مدى 20 سنة نافذة الديمقراطية على الطريقية الغربية في المنطقة الناطقة باللغة الفرنسية في أفريقيا. ومع ذلك، فإن سوء الوضع في مالي في السنوات الاخيرة حولها الى برميل بارود يهدد فرنسا واوروبا. وتواجه فرنسا تحدي لمصالحها ونفوذها على ارض الواقع. وترجم زير الدفاع الفرنسي العلاقات بين فرنسا و مالي ب" الصديق "و"الجار" لتاكيد ضرورة العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي.
شهد التدخل العسكري الفرنسي في مالي ردود فعل ايجابية من قبل المملكة المتحدة. وقال متحدث باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اجرى في وقت متأخر من ليلية يوم 12 يناير الجاري محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. واتفق قادة البلدين على ضرورة توفير الدعم اللازم لقوة حفظ السلام لدول غرب أفريقيا (ايكواس) والعمل على نشرها في مالي بصورة عاجلة. ووفقا لتقرير آخر، فإن ألمانيا واحدة من الداعمين الرئيسيين الخلفيين للعمليات العسكرية في مالي، وأقر الاتحاد الأوروبي ارسال نحو 250 قوة عسكرية إلى مالي في نهاية يناير الجاري، لتدريب القوات المسلحة المالية وإعادة تنظيمها. كما أعربت الولايات المتحدة عن تأييد فرنسا من حيث المبدأ، وان الجيش الاميركي يدرس امكانية تزويد القوات الفرنسية في مالي بمعلومات استخباراتية وتموين في الجو واشكال اخرى من الدعم، موضحا خصوصا ان البحث يتركز على توفير طائرات استطلاع بدون طيار لمراقبة المناطق غير المأهولة في مالي والمناطق المحيطة بها.
يعتقد لي وين تاو باحث في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يعقب نموذج الحرب على ليبيا، وإن فرنسا مسؤولة عن القتال الجوي والاستخبارات والدعم اللوجيستي بينما يقوم جيش مالي ومجموعة الايكواس بالهجوم البري، وأدى التدخل العسكري الاجنبي الى انعكاس ميزان القوات للجانبين، وأن تقديرات لمستقبل الانفصاليين في شمال مالي سوف يكون عن طريق التنصت بدوره الدفاعي.
إن النجاح في ساحة المعركة قد لا يؤدي بالضرورة الى الاستقرار في المنطقة. وأن العقلية الاستعمارية التقليدية جعل فرنسا تعتبر دائما أن الجماعة الناطقة باللغة الفرنسية في افريقيا نفوذا خاصة بها، وأن استخدام القوة لحل المشاكل يبرز صورة " الشرطة العسكرية في افريقيا". وفي السنوات الاخيرة، اصبحت فرنسا البلدان الاكثر شيوعا في استخدام القوة في افريقيا، حيث كانت فرنسا على مدى العامين الماضيين ضالعا في ثلاث حروب في ليبيا، وكوي ديفوار ومالي، وإن سبب الاستمرار في اظهار " العضلات" و" الاسنان"و مفهوم " المسؤولية عن الحماية" هو من اجل التدخل العسكري السليم.
إن السلام القسري لا يمكن أن يستمر، فقد شهدت افريقيا منذ عام 2007 الى الوقت الحاضر 7 انقلابات عسكرية، و6 منها حدثت في البلدان الافريقية الناطقة باللغة الفرنسية. ووقد جعل الحرب على ليبيا وكوت ديفوار فضلا عن الحالة السياسية غير المستقرة في جمهورية افريقيا الوسطى،و في البلدان الاخرى الناطقة باللغة الفرنسية من المنطقة "منطقة الكوارث" والاضطرابات السياسية.
عدم الاستقرار في البلدان الافريقية الناطقة باللغة الفرنسية لديه تاريخ وجذور عميقة، وابرز السمات المشتركة عموما بين البلدان الافريقية الناطقة باللغة الفرنسية هي تخلفها في التنمية الاقتصادية عن البلدان الاخرى في افريقيا. كما أن البلدان الناطقة باللغة الفرنسية في افريقيا هي البلدان الاقل نموا في العالم، وإن شمال المالي واحد من الاكثر المناطق تخلفا في العالم. لذلك، فإنه من الصعب استئصال العلل السياسية في افريقيا إذا ما حلت المشاكل من جذورها.
إقرا المزيد من تعليقات خاصة لصحيفة الشعب اليومية أونلاين
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn