بكين   مشمس جزئياً~ غائم 11/0 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحليل إخباري: وعود أوباما بعدم مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان تخيب آمال الفلسطينيين

2013:03:18.08:40    حجم الخط:    اطبع

رام الله 17 مارس 2013 /على الرغم من عدم رفع الفلسطينيين سقف توقعاتهم إزاء زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة، إلا أن وعوده بعدم مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان زادت من خيبة أملهم تجاهها.

ويصل أوباما الى إسرائيل يوم الأربعاء المقبل على أن يزور الضفة الغربية في اليوم الثاني من جولته التي ستستمر ثلاثة أيام، ويلتقي خلالها كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لبحث مستقبل عملية السلام بين الجانبين.

واستبق الرئيس الأمريكي وصوله إلى المنطقة، بإعلانه أنه لن يطرح مبادرة جديدة للسلام أو طلبا محددا لإسرائيل بوقف البناء الاستيطاني كما يطالب الفلسطينيون من أجل استئناف المفاوضات مع الدولة العبرية.

وفي مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أول أمس الجمعة، استبعد أوباما أن يطالب بتجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية قائلا: "لقد تجاوزنا نقطة الشروط المسبقة".

لكنه أشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى التساؤل عما إذا كانت مستوطناتها في الضفة العربية قد جعلت " من الأصعب أم من الأسهل على المعتدلين الفلسطينيين" أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات.

وتسبب البناء الاستيطاني في توقف آخر جولات مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مطلع أكتوبر من العام 2010 بعد أربعة أسابيع فقط من إطلاقها برعاية أمريكية.

ويقول الفلسطينيون، إن استمرار تمدد الاستيطان في أراضيهم هو السبب الرئيسي لاستمرار الجمود في عملية السلام.

وعندما يصل أوباما الذي يدشن ولايته الثانية بزيارة إسرائيل والضفة الغربية، إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله سيكون باستطاعته ملاحظة أعمال بناء تجري على قدم وساق في مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية القريبة من المقر.

وحظيت هذه المستوطنة قبل أسابيع بواحد من أحدث قرارات الحكومة الإسرائيلية للتوسع الاستيطاني ببناء 90 وحدة سكنية جديدة فيها ما أثار غضبا عارما لدى الفلسطينيين الذين حذروا مرارا من أن مثل هذه القرارات تتسبب بتلاشي حل الدولتين.

وبيت إيل هي واحدة من 144 مستوطنة إسرائيلية تتوزع في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ويقطنها أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي.

وقال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان عبدالهادي حنتش لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن أوباما عليه فقط أن يفتح عينيه داخل سيارته عند مروره في الطريق الرئيسي من القدس إلى رام الله لمعاينة التمدد القياسي للمستوطنات الإسرائيلية وأعمال البناء المكثفة فيها.

وأشار حنتش، إلى أن 65 في المائة من المساحة الإجمالية للضفة الغربية بات يشغلها الاستيطان الإسرائيلي "محولا مدنها وبلداتها إلى كنتونات معزولة يستحيل معها أي تواصل جغرافي وينذر عمليا بالقضاء نهائيا على حل الدولتين الذي تنادي به واشنطن منذ سنوات".

وأبرز أوباما عند بدء فترته الرئاسية الأولى ملف السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل كأولوية له، وكان دعا في خطابه الشهير في القاهرة عام 2009 إلى بداية جديدة، مؤكدا أن بلاده لا تعترف بشرعية المستوطنات، وأن الوقت حان لوقف كلي للاستيطان الأمر الذي رفضته في حينه إسرائيل.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ((شينخوا))، "يمكن للجميع ملاحظة أن وعود ومواقف أوباما بشأن الاستيطان القضية الأكثر إلحاحا بالنسبة لمستقبل الصراع قد ذهبت أدراج الرياح".

وأضاف أبو يوسف " واضح تماما أن الإدارة الأمريكية غير جادة وغير مهتمة بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف الاستيطان وهي للأسف تضع ملفات إقليمية أخرى كأولوية على حساب القضية الفلسطينية وهو ما يجعلنا لا نعول على الزيارة بأي جديد".

وشدد أبو يوسف، على الموقف الفلسطيني الثابت "برفض أي عودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان الذي تجمع القرارات الدولية على أنه غير شرعي وبالتالي العنوان الرئيسي لإدارة أوباما إذا رغبت فعلا بفتح مسار سياسي جديد ينهي الجمود القائم".

ويقول الفلسطينيون، إن وقف البناء الاستيطاني هو استحقاق لعملية السلام وليس شرطا مسبقا.

وهم يلوحون أمام الجمود القائم في عملية السلام، بخيارات دبلوماسية للضغط على إسرائيل في قضية الاستيطان من خلال إثارته في محكمة العدل الدولية ومحافل دولية أخرى.

ويرغب الفلسطينيون للقيام بهذه الخطوات، في الاستفادة من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي ، بترقية مكانتهم إلى دولة مراقب غير عضو بعد أن حظوا بتأييد 138 دولة مقابل امتناع 41 دولة ورفض 9 أخرى كان على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال مصدر فلسطيني مسؤول لـ ((شينخوا))، إن القيادة الفلسطينية تتوقع أن يمارس أوباما ضغوطا بشأن عدم تفعيل خيار الانضمام لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة خاصة محكمة العدل الدولية " خشية من أن يمثل ذلك ضغطا دوليا على إسرائيل".

وتتبنى الإدارة الأمريكية موقفا معلنا يطالب إسرائيل بتجميد كافة الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك ما تصفه إسرائيل بـ"النمو الطبيعي"، لكن الفلسطينيين يقولون إن المواقف العلنية غير كافية طالما لم تقترن بسياسة ضغط عملية.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله أحمد رفيق عوض، لـ ((شينخوا))، أن "التجاهل" الأمريكي لقضية الاستيطان الإسرائيلي "يقدم رسالة واضحة المعالم للفلسطينيين بأن عليهم التعايش مع الاستيطان ومصادرة أراضيهم دون حتى إثارة الأمر دوليا".

وقال عوض، إن أوباما " يأتي للمنطقة وهو يغض النظر عن الاستيطان، فهو لن يناقشه جديا وإن تحدث عنه سيكون لمجرد الاستهلاك الإعلامي وكأنه عمليا يقول للفلسطينيين إن عليكم قبول الاحتلال والخضوع له في رسالة ليست سوى إذلال لهم ولقضيتهم ".

ورأى عوض أن أوباما يستغل واقع الانقسام والضعف الفلسطيني والعربي "إذ أنه يشاهد المنطقة العربية برمتها مفككة وغير قادرة على التأثير وبالتالي فإنه ليس مجبرا على رفع سقف التحدي لإسرائيل والضغط عليها لوقف برنامجها الاستيطاني الذي يمضي بتكريس الاحتلال".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات