بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 11/2 

تحليل إخباري: إعادة العلاقات تكشف تقارب المصالح بين تركيا وإسرائيل في السياسة الإقليمية

2013:03:25.08:40    حجم الخط:    اطبع

أنقرة 23 مارس 2013 /كشفت عملية التطبيع التي تمت برعاية الولايات المتحدة بين تركيا وإسرائيل ،عقب تأخر اعتذار الأخيرة عن غارة بحرية شنتها منذ ثلاث سنوات، تقاربا كبيرا فيما يتعلق بأهداف البلدين في الشرق الاوسط في مواجهة التطورات ذات الوتيرة السريعة التي تشهدها المنطقة.

كانت تركيا قد قطعت العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع اسرائيل بعد مقتل ثمانية أتراك وأمريكي من أصل تركي على متن أسطول مساعدات كان متجها إلى غزة في مايو 2010 وذلك خلال مواجهة عنيفة مع قوات إسرائيلية خاصة.

وانتظرت أنقرة حتى يوم الجمعة للحصول على اعتذار من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أجرى محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان واتفقا فيها على تطبيع العلاقات الثنائية.

وقال محمد سيف الدين إرول، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة غازي بأنقرة إن "هذا يشير إلى أننا دخلنا مرحلة جديدة في سوريا حيث تتشارك كل من اسرائيل وتركيا المصالح فيما يتعلق بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة".

وأضاف إن "الولايات المتحدة أيضا تشاركهما نفس الهدف في سوريا التي يجب أن تحظى بحكومة مستقرة بعد النظام السوري الراهن".

والجدير بالملاحظة أن اعتذار نتانياهو جاء عقب وقت قصير من مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اسرائيل بعد زيارة رسمية.

ويعتقد إرول أنه في ظل الصورة الاكبر، تحتاج واشنطن إلى تركيا واسرائيل، حليفيها المخلصين في الشرق الاوسط، لتحقيق أهدافها التي تتراوح من سوريا إلى العراق ثم إيران. ولهذا فإنه كان من المهم بالنسبة لأنقرة وتل أبيب أن يصلحا تلك العلاقات".

وقال مراد يكن، كاتب عمود في جريدة (راديكال) اليومية إن "هذا الاتفاق سيغير التوازنات السياسية في المنطقة بأسرها وستكون له تأثيرات على عدة قضايا مثل سوريا والعراق وايران واحتمال قبرص".

وأعرب أوباما على الفور عن تقديره لإعادة العلاقات الإيجابية بين تركيا وإسرائيل، قائلا إن تلك الخطوة ستدفع السلام والأمن الإقليمي قدما.

وأضاف أوباما "آمل أن يمكن الاتصال الذى تم اليوم الزعيمين من المشاركة في تعاون أعمق بشأن هذا الأمر والتعامل مع الفرص والتحديات الأخرى".

وفسرت المحللة التركية زينب جوركانلي، رئيسة رابطة المراسلين الدبلوماسيين في انقرة، ما هو قادم، قائلة إن رفع مستوى العلاقات في ظل تبادل السفراء سيعقبه اتفاقية تعويضات لضحايا هجوم الاسطول وكذا اتفاق بشأن عدم مساءلة الجنود الإسرائيليين المتورطين في الحادث.

وأضافت إن "تركيا سترفع قرارها الرافض لمشاركة اسرائيل في تدريبات الناتو العسكرية"، مؤكدة على أن مثل تلك القرارات يمكن أن تتخذ في المنابر الدولية التى أعاقت فيها تركيا المساعي الاسرائيلية.

واستطردت قائلة إن التبادلات رفيعة المستوى بين تركيا واسرائيل ستبدأ قريبا اعتمادا على ما اذا كانت اسرائيل ستخفف قيودها على السلع التي تدخل الاراضي الفلسطينية، لا سيما المتجهة إلى قطاع غزة والضفة الغربية.

ويعكس انصياع اسرائيل لطلب أنقرة الذي استمر طويلا أن الدولة اليهودية قلقة بشأن العزلة وسط التقلبات السياسية في المنطقة حيث تستعد واشنطن لتحقيق دفعة جديدة في عملية السلام الفلسطينية- الاسرائيلية.

ويمكن أن تسهم تركيا، وهي صديق مقرب للفلسطينيين، في العملية اذا طبعت علاقاتها مع اسرائيل، حسبما قال إرول.

وذكر مكتب إردوغان في بيان عقب الاعتذار إن "تركيا ستدعم الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل عادل ودائم وشامل يرتكز على حل الدولتين بشأن الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني".

وعلى صعيد متصل يقول محللون آخرون مثل نصوحى جونجور الذى يكتب لصحيفة (ستار ديلي)، ان ارتفاع مكانة تركيا فى السياسة العالمية في السنوات الاخيرة هى السبب الذى دفع إسرائيل إلى التسوية.

وقال ابراهيم كالين كبير مستشارى السياسة الخارجية لإردوغان "هذا الاعتذار نصر كبير للدبلوماسية".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات