بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 19/5 

تحليل اخباري: التوتر عبر الحدود الباكستانية الافغانية قد يخرج عملية السلام عن مسارها

2013:04:02.08:33    حجم الخط:    اطبع

اسلام اباد أول ابريل 2013 /ربما تعطل التوترات بين باكستان وافغانستان بسبب القصف عبر الحدود، احراز تقدم في عملية السلام الافغانية التي تعتمد على التعاون بين الجارتين، مع قرب انسحاب قوات الناتو من افغانستان.

ويقول مسؤولون افغان ان القوات الباكستانية اطلقت قرابة 50 صاروخا على مقاطعة كونار بشرق افغانستان يومي 25 و26 مارس الماضي. وفي المقابل، ألغت وزارة الخارجية الافغانية زيارة كان من المخطط ان يقوم بها ضباط بالجيش الافغاني بشأن اجراء تدريبات مشتركة بين البلدين، ووصفت باكستان القرار بأنه "رد فعل مبالغ فيه" ازاء قضية محلية. وقال ايمال فايزي المتحدث باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي، ان باكستان "تضر بالجهود التى تهدف لانهاء تمرد طالبان الدموى المستمر منذ 11 عاما". وزعم نائب وزير الخارجية الافغاني جويد لودين ان بعض القادة الافغان ممن عبروا عن اهتمامهم بالانضمام لعملية السلام، اما قتلوا او اعتقلوا في باكستان. غير ان المسؤولين الافغان، الذي طلبوا من باكستان القيام بدورها في عملية المصالحة مع طالبان، قالوا انه بامكانهم الان مواصلة عملية السلام بدون مساعدة اسلام اباد. وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية ان القوات الباكستانية لم ترد سوى باطلاق نار على جهات معينة اطلق منها مقاتلون النار على مواقع حدودية باكستانية. ويعد القصف الحدودي وهجمات المسلحين هما المصدر الرئيسى للتوتر بين الجارتين على مدار السنوات القليلة الماضية. وتصر اسلام اباد ان مسلحي باكستان، الذين فروا من هجمات عسكرية في وادي سوات في الحزام القبلي شمال غرب البلاد، شنوا هجمات بشكل دوري على مواقع وقرى باكستانية من مناطق حدودية افغانية. وقال الجيش الباكستاني ان نحو 100 فرد امن ومدني باكستاني قتلوا خلال 20 هجوما مسلحا من الجانب الافغاني على الحدود خلال العام الماضي. وقد ألقت القوات الافغانية الشهر الماضي القبض على زعيم بارز في حركة طالبان الباكستانية يدعى مولوى فقير محمد في مقاطعة نانجرهار بشرق البلاد. ويعد فقير، زعيم طالبان السابق في منطقة باجور القبلية، من بين زعماء حركة طالبان الباكستانية الذين اعادوا تنظيم مقاتليهم في مقاطعتي كونار ونوريستان الافغانيتين، حسبما يقول مسؤولون باكستانيون. وتقول وكالات الامن في باكستان في تقرير رفعته الى المحكمة العليا يوم 26 مارس الماضي ان الحكومة الافغانية تآمرت مع حركة طالبان الباكستانية وان تآمرها المزعوم سيؤدي الى زيادة الهجمات عبر الحدود. وتلك هي المرة الاولى التي تتهم فيها قوات الامن الباكستانية علانية الحكومة الافغانية بالتآمر مع حركة طالبان الباكستانية. وتتزايد التوترات في وقت تحتاج فيه افغانستان لدعم جهودها لاجراء محادثات سلام مع طالبان.

ومن غير المحتمل ان ينجح نهج كابول الجديد لمواصلة عملية السلام بدون باكستان مع استبعاد طالبان اجراء أية محادثات السلام مع حكومة كرزاي طالما تبقى القوات الاجنبية في البلاد التي مزقتها الحرب. كما استبعد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد اجراء اية محادثات مع كرزاي خلال زيارته الى قطر حيث ان طالبان في طريقها لاقامة مكتب سياسي لها هناك. وقد سهلت باكستان ذهاب قادة طالبان الى قطر، ومازال لدى اسلام اباد العشرات من سجناء طالبان ومن بينهم الملا عبد الغني بارادار، النائب السابق لزعيم طالبان الملا عمر.

ان هجوم افغانستان اللفظى على باكستان من شأنه ان يعقد عملية السلام التي تحتاجها بصورة ملحة، قبل انسحاب قوات الناتو من البلاد لتجنب وقوع حرب اهلية اخرى.

وعلى اسلام اباد ايضا اظهار جديتها بشأن العملية طالما ان فتح ابواب العداء سيكون له اثار سلبية عليها، فقد فقدت البلاد بالفعل 49 الف شخص في الحرب بقيادة الولايات المتحدة على الارهاب، وضجر الشعب من اراقة الدماء.


/مصدر: شينخوا/

تعليقات