محللون صينيون: تفجير بوسطن... يدفع الولايات المتحدة نحو مضمار جديد لمكافحة الإرهاب

بكين 16 أبريل 2013 /مع وقوع تفجيرين شديدين عند خط الوصول خلال مارثون مدينة بوسطن الأمريكية ووسط تعالي أصوات الصراخ والبكاء واختلاط العلم الأمريكي بدماء القتلي والجرحي، عادت إلى أذهان الأمريكيين مجددا أجواء أحداث 11 سبتمبر الإرهابية وأثارت لديهم المخاوف من أن يكون التفجيران مؤشرا على أن شبح الإرهاب بدأ يطل برأسه من جديد.

وبدورهم يرى المحللون الصينيون أنه بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تواجه واشنطن في المرحلة الآنية تحديا كبيرا يتمثل في صعوبة تحديد "عدوها" في سعيها إلي مكافحة الأرهاب ، وهو ما قد يدفع إدارة أوباما إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في هذا الصدد لتبحث عن مضمار جديد ومختلف، لافتين إلى أن الحادث سينبه واشنطن بأن مكافحة الإرهاب لا تتحقق عبر "معركة عسكرية قصيرة" بل عبر "جهد متواصل على جميع الأصعدة".

-- العلم الأمريكي مخضب بدماء القتلي والجرحي

وقد أفادت شرطة ولاية بوسطن الأمريكية بأن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح أكثر من مائة جراء تفجيرين استهدفا خط الوصول في ماراثون المدينة، حيث سالت الدماء في أرجاء المكان ونُقل الجرحي إلى المستشفيات الميدانية المختصة بسباق المارثون وسط حالة شديدة من الذعر .

وفي ضوء هذا الحادث، قال يانغ يو المحلل السياسي بصحيفة الشعب))رنمين(( إن هذه الكارثة هزت العالم في ضوء كونها أول هجوم كبير يقع على أرض الولايات المتحدة منذ كارثة 11 سبتمبر عام 2001، مضيفا أن خطورتها تتساوى تقريبا مع حادثة تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك نظرا لكون مدينة بوسطن تقع في "قلب العمق التاريخي" للولايات المتحدة.

واتفق معه في الرأى وو بينغ بينغ، خبير العلاقات الدولية بجامعة بكين الذي كان يقوم بزيارة لبوسطن عندما وقع التفجيران، قائلا إن بوسطن مدينة ذات أهمية بارزة في تاريخ الولايات المتحدة علاوة على الميزة التي تنفرد بها وهى أنها تضم نخبة من كبار العلماء والباحثين في جامعتي "هارفارد" و"إم أي تي"، قائلا إن "اختيار بوسطن تحديدا لتنفيذ التفجيرين يظهر رفض منفذوهما للقيم الأساسية الأمريكية ورغبتهم في جذب انتباه الشعب لهذا الرفض."

يعد مارثون بوسطن أحد سباقات المارثون الخمسة الأهم في العالم ويقام دائما في "يوم الوطنية"، وهو ثالث يوم اثنين من أبريل من كل عام؛ ويجذب سنويا حوالي 20 ألف عداء وأكثر من نصف مليون من المتفرجين. ويعد سباق هذا العام الدورة الـ117 من مارثون بوسطن منذ عام 1897.

وحول هوية منفذي التفجير، تنصب غالبية توقعات أجهزة الشرطة الأمريكية حول محورين، الأول أن يكون المنفذون متطرفين من الخارج مثل تنظيم القاعدة والثاني أن يكونوا متطرفين من الداخل معارضين لسياسة الضرائب المنتهجة في البلاد.

وأكد وو أن تفجير القنبلة الثانية بعد 23 ثانية من الأولي وبعد تجمع رجال الإنقاذ والشرطة والصحفيين في موقع الحادث كشف عن الخبرة الوافرة والتخطيط الدقيق لدى منفذي التفجيرين ورغبتهم في توسيع نطاق تأثير هذه الكارثة.

/مصدر: شينخوا/