تعليق: زيارة مشرعين يابانيين لضريح ياسوكوني تكشف عن جبن الساسة

بالرغم من الاحتجاجات الشديدة التي أعربت عنها الدول المجاورة، إلا أن مجموعة من 169 مشرعا يابانيا زارت اليوم (الثلاثاء) ضريح ياسوكوني سيء السمعة والذي يكرم مجرمي حرب مدانين بالإضافة إلى قتلى حرب يابانيين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية.

إن هذا الإجراء، الذي يأتي في أعقاب زيارات مماثلة قام بها ثلاثة وزراء يابانيين وقرابين قدمها رئيس الوزراء شينزو آبي للضريح في نهاية الأسبوع ، سيلحق باليابان ضررا أكبر مما سيلحقه بجيرانها في آسيا الذين عانوا بشدة من الإمبرياليين اليابانيين.

وفي الواقع ستدفع هذه الزيارات الاستفزازية في طبيعتها، اليابان بعيدا عن تحقيق "دولة طبيعية"، وهى عبارة متداولة على لسان الكثير من الساسة اليابانيين.

ومنذ أن منيت اليابان بالهزيمة في عام 1945، بدأت رؤية التحول إلى دولة طبيعية تكتسب شعبية في المجتمع الياباني، وخاصة بعد الانطلاق الاقتصادي للبلاد في سبعينات القرن المنصرم.

بيد أنه على نحو مغاير لألمانيا ، فإن رحلة اليابان نحو مقصد كهذا تعرقلها على الدوام تحركات استفزازية، إما يبتعد بها الساسة البارزون عن التفكير بشكل صحيح في الأعمال الوحشية التي ارتكبتها البلاد في زمن الحرب أو يحاولون بها إذكاء الحنين لماضي البلاد العسكري.

وفيما يستحيل على الساسة اليابانيين تجاهل حقيقة أن زيارة ضريح ياسوكوني تمس نقطة حساسة بالنسبة للكثير من البلدان الآسيوية، يتخذ بعضهم عمدا هذا الإجراء الاستفزازي لجني مكاسب سياسية.

وبالنسبة لهؤلاء الساسة، فإن ولعهم بلعبة الضريح، التي عادة ما تلعب قبل أو بعد انتخابات رئيسية، يكشف قصر نظرهم السياسي لأن مثل هذه التحركات لن تؤدى سوى إلى تعزيز صورتهم الداخلية على حساب تشويه الصورة الوطنية لليابان في الخارج.

وقد قوبلت الزيارات، التي قام بها ثلاثة وزراء يابانيين في نهاية الأسبوع ، قوبلت بالفعل بنقد لاذع من الصين وكوريا الجنوبية. وعقب هذه الزيارات، قدمت الصين احتجاجات شديدة اللهجة إلى اليابان فيما ألغت كوريا الجنوبية زيارة وزير خارجيها يون بيونج - سي إلى طوكيو احتجاجا على ذلك.

وبالقطع ستلقى زيارة الثلاثاء الجماعية لضريح ياسوكوني، والتي ضمت أكبر عدد من المشرعين منذ أكتوبر 2005، بظلالها على العلاقات المتدهورة بين اليابان وجيرانها الرئيسيين في آسيا.

وبالنسبة لجيران اليابان، يتمثل جوهر مسألة ضريح ياسوكوني فيما إذا كان الزعماء اليابانيون ينظرون إلى تاريخ العدوان الخاص ببلادهم ويتعاملون معه بشكل صحيح، ويحترمون مشاعر الشعب الصيني والبلدان الأخرى التي سقطت ضحية للعدوان.

وينبغى على الساسة اليابانيين، ولا سيما من لديهم رؤية إعادة تشكيل اليابان كدولة طبيعية، أن يتذكروا أن اليابان لن تنعم بمستقبل أفضل إلا عندما تواجه ماضيها العدواني السيء .

/مصدر: شينخوا/