مقابلة خاصة: مسؤولة باليونيسف تدافع عن حقوق 150 مليون طفل معاق في أنحاء العالم

الأمم المتحدة 30 مايو 2013/دعت مسؤولة بارزة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، مكلفة بالدفاع عن حقوق ما يقدر بـ150 مليون طفل معاق حول العالم، دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء سريع للحد من التمييز ضدهم.

وفي مقابلة خاصة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أعربت روزانجيلا بيرمان بيلير رئيسة قسم شؤون الأطفال ذوي الإعاقة في اليونيسف عن تصميمها على مكافحة الوصمات التي تلحق بالأطفال المعاقين.

وأوضحت بيلير قبل نشر التقرير العالمي لوضع الطفل لعام 2013 أن "أي طفل مصاب بإعاقة يواجه في المقام الأول الكثير من أوجه التمييز ووصمة عار من قبل المجتمع، وهي أحد الأشياء التي تؤثر على حياة هذا الطفل"
.

-- أرقام تقديرية

ويركز تقرير وضع الطفل لهذا العام، والذي صدر يوم الخميس، على إشراك المزيد من الحكومات وكذا تضييق فجوة عدم المساواة بين الأطفال ذوي الإعاقة وسائر الأطفال في العالم.

وذكر التقرير أنه "في العديد من البلدان، تقتصر الاستجابات لوضع الأطفال ذوي الإعاقة بصورة كبيرة على النقاط المتعلقة بالإيواء والتخلي والإهمال"، وهي عوامل تؤثر أيضا على جمع البيانات الإحصائية، إذ أن الأدلة الإحصائية المتاحة ليست سوى تقديرات.

وقالت بيلير، التي كانت تعمل من قبل صحفية في البرازيل "هناك على سبيل المثال إحصاءات واردة من منظمة الصحة العالمية، ومستقاة من الدراسة العالمية الأخيرة حول الإعاقة التي أجريت في عام 2011، تستخدم بيانات تقول إن هناك 93 مليون طفل لديهم إعاقات دون سن 14 عاما في العالم.

وذكرت أن العدد في الواقع ربما ارتفع إلى 150 مليون طفل في الوقت الحاضر.

وقالت إن أسباب هذا الرقم المعلن "غير مرتبطة بالفقر"، مسترجعة تجربتها الشخصية كشابة معاقة تستخدم كرسي متحرك للتنقل.

وأوضحت أن عملية جمع البيانات مسألة تشكل تحديا كبيرا جدا بشأن الأطفال ذوي الإعاقة نظرا للعديد من الأسباب المختلفة، أحدها أن الدول ليست مستعدة لتقديم خدمات.

وقالت "في الكثير من الأحيان، لا تقوم الحكومة بإحصاء عدد الأطفال ذوي الإعاقة ، ولا يرجع ذلك فقط إلى أنهم مختفون داخل المنزل وإنما أيضا إلى أنه لا يتم إحصاؤهم حقا في المجتمع".

-- وصول محدود إلى الأطفال ذوي الإعاقات

وخلال المقابلة، تحدثت بيلير بالتفصيل عن كلمة "المختفي" ووصفتها بأنها أشبه بحجب طفل عن المجتمع وسائر أفراد الأسرة.

وذكرت أن "الآباء يشعرون في الأساس بالخجل من أن لديهم طفلا مصابا بإعاقات، ولا يعلم المجتمع في الكثير من الأحيان شيئا عن هذا الطفل لأنه يلازم المنزل ولا يسمح له بالخروج".

وقالت "هذا أمر شائع جدا"، مضيفة أن خجل الأسرة يمكن أن يولد أيضا المزيد من المشكلات للطفل مثل العقاب الثقافي.

وسلطت المسؤولة باليونيسف الضوء على حاجة الأطفال ذوي الإعاقة إلى الحصول على التعليم ورعاية طفولتهم.

وقالت إن انفتاح هذه العملية "سيتيح لهم فرصة أن يترعرعوا مع أقربائهم بدلا من المؤسسات التي تفصلهم عن أسرهم ومجتمعاتهم".

وأشارت إلى "أنها قضية كبيرة وأن أحد الأشياء التي تركز عليها اليونيسف هي الحاجة إلى تطبيق سياسة اللاإيواء بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة ".

وذكرت "نحن نعمل في العديد من الدول على سبيل المثال لتطبيق سياسة اللاإيواء وعدم السماح بتطبيق سياسية الإيواء حتى سن الثالثة لأن بعض الثقافات تقول إنه إذا كان لديك طفل مصاب بإعاقات، فعليك أن تدخله على الفور المؤسسات المختصة".

وأضافت أن "هذه المؤسسات تعني الإهمال من حيث الطعام والتغذية وحتى من حيث مسألتي التعليم والصحة أيضا."

واختتمت حديثها قائلة إن الأطفال ذوي الإعاقات بحاجة إلى "الحصول على كل الأشياء الاعتيادية التي يحتاجها أي طفل ليكبر".

/مصدر: شينخوا/