تقرير إخباري: خبراء: يجب على واشنطن أن تدعم قيام الصين بدور أكبر في بناء الحوكمة الاقتصادية العالمية

واشنطن 12 يونيو 2013 (شينخوا) قال خبراء امريكيون هنا يوم امس إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم قيام الصين بدور اكبر في بناء الحوكمة الاقتصادية العالمية الراهنة حيث سيجني البلدان الكثير من التعاون في القضايا العالمية.لغز كيندلبرجر.

قامت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية بدور مساعد في إقامة الحوكمة الاقتصادية العالمية بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مما أعطاها تأثيرا غير مسبوق.

وقال ارفيند سوبرامانيان، العضو البارز فى إدارة معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، خلال ندوة على غداء استضافها المعهد الذى يتخذ من واشنطن مقرا، إن التحدى الاقتصادي الاكبر بعد أكثر من نصف قرن بالنسبة لصانعي السياسة في البلدين هو التغلب على ما قد يسمى ب"لغز كيندلبرجر" فى إشارة إلى المؤرخ الاقتصادي الأمريكي الشهير تشارلز كيندلبرجر .

وقال الباحث الامريكي، انه وفقا لتلك النظرية ،تتعارض المحافظة على منظومة اقتصادية منفتحة تعددية ترتكز على القواعد مع خلفية تحول تاريخي، قد لاترغب فيه قوى صاعدة من المحافظة على هذه المنظومة في وقت تزداد فيه عدم قدرة قوى متدهورة على تحمل مسؤولية القيادة وحدها.

وأضاف سوبرامانيان إنه يتعين على البلدين أن يتغلبا على حذرهما المتبادل، ليس فقط بالنسبة لقضايا معينة، ولكن أيضا بالنسبة لنظرتهما لنظمهما وأدوارهما في العالم، مضيفا أن هناك أسبابا للتفاؤل بشأن وجود منظومة اقتصادية عالمية منفتحة عبر التعاون الثنائي.

التمكين وليس الاحتواء وقال الخبير الأمريكي إنه يجب على الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مساهم في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أن تدعم فكرة زيادة حصة الصين في الوكالتين اللتين تهيمن عليهما واشنطن، لتعطي الصين حق النقض فى صندوق النقد الدولي، وتضع الرنمينبي في سلة العملات التى تشكل حقوق السحب الخاصة وهى العملة الخاصة للصندوق .

وقال كورت كامبيل، المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي، إن الترحيب بالصين في المؤسسات متعددة الاطراف يتم بالفعل.

واضاف "نرغب في الحقيقة فى أن تقوم الصين بدور أكبر في العديد من تلك المؤسسات لأكثر من عقد".

واضاف كامبيل، الذي يعد مخططا رئيسيا لاستراتيجية "محور آسيا"ان "كل دولة في آسيا ترغب في إقامة علاقة أفضل مع الصين"، وأن استخدام مصطلح "الاحتواء" بالذات يشبه بقايا فترة في التاريخ مضت وانقضت".

وقال جوزيف ناي، الاستاذ في جامعة هارفرد، مؤكدا على وجهة نظر سوبرامانيان، إنه يتعين على الولايات المتحدة ألا تحتوي الصين، ولكن عليها أن تعمل مع ثاني اكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف ناي خلال مقالة كتبها مؤخرا، إن الاحتواء ليس أداة سياسية ملائمة للتعامل مع صين صاعدة.

ومضى قائلا "القوة هي القدرة على تحقيق النتائج التى يرغب فيها المرء، وفي بعض الأحيان تكون قوة أمريكا أكبر عندما نتعامل مع الآخرين بدلا من محاولة التعالى عليهم "، مضيفا أن اكبر اقتصادين في العالم حققا الكثير من التعاون في مكافحة التغير المناخي والأوبئة والإرهاب الإلكتروني وحظر الانتشار النووي. وتذكر سوبرامانيان روبرت زوليك، الرئيس السابق للبنك الدولي، الذى قال ذات مرة إن الولايات المتحدة ستقبل صعود الصين "كمشارك مسؤول"، عندما كان نائبا لوزير الخارجية تحت قيادة الرئيس السابق جورج دبليو بوش.

بيد انه قال إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعدل دورها وكيفية تعاملها مع الصين وتتخطى التحذيرات الشائعة للصين حتى تصبح "مشاركا مسؤولا".

واشار الى ان زوليك حث في كلمة ألقاها مؤخرا، الولايات المتحدة والصين على استكشاف "علاقة قوى كبرى"، فى تلميح الى دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لاقامة نموذج جديد من العلاقات بين البلدين.

واختتم سوبرامانيان حديثه قائلا إنه على الجبهة التجارية، يجب على الولايات المتحدة أن توقف مبادراتها التمييزية ضد الصين مثل الشراكة عبر الباسيفيك والتجارة عبر الاطلنطي والشراكة الاستثمارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، لصالح مبادرة تحرر عالمية بقيادة منظمة التجارة العالمية.

/مصدر: شينخوا/