طهران 12 يونيو 2013 / أصبح مشهد السباق الرئاسي الايراني، قبل يومين من انطلاقه، اكثر "حساسية" و"تعقيدا"، في ظل التغيرات التي حدثت في تحالفات القوى السياسية في المنافسة على اقتناص فرص اكبر خلال الانتخابات المقبلة المقررة في 14 يونيو الجاري.
وظل معسكر الذين يتبنون فكر "التوجه المبدئي"، مختلفا وغير موحد، ما يسلط الضوء على التوجهات الفردية بين الشخصيات الثلاثة الرئيسية التي ترفض الانسحاب من السباق لصالح رفاقهم في العمل السياسي.
وقال سعيد جليلي، كبير المفاوضين النوويين للبلاد، إنه لن ينسحب لصالح اي مرشح آخر. وتعهد جاليلي بعدم التراجع عن حقوق ايران النووية وقال انه سيتبع سياسة المقاومة ضد الضغوط الغربية اذا ما فاز في الانتخابات المقبلة.
بالاضافة إلى ذلك، فإن التحالف المبدئي 2+1 "لايزال صامتا"، حيال تحالف عمدة طهران محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي، بعدما انسحب غلام علي حداد عادل من السباق.
وذكرت صحيفة ((كيهان انترناشونال))، وهي صحيفة يقال إنها قريبة من الزعيم الايراني الاعلى، أنه بعد انسحاب المرشح الداعم للاصلاحيين محمد رضا عارف من السباق الرئاسي يوم أمس، تنامت المطالبات العامة لمن يتبنون الفكر المبدئي بالتنازل لصالح مرشح واحد.
واعلن المشاركون المعتدلون والاصلاحيون في الانتخابات الرئاسية المقبلة بايران يوم أمس انه عقب انسحاب عارف، فإنهم توحدوا خلف المرشح المعتدل حسن روحاني لتحدي معسكر المحافظين المنقسم في الانتخابات المقررة بعد غد.
وقال الدكتور صادق زيباكلام، استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، لوكالة انباء ((شينخوا)) عبر الهاتف اليوم إنه في ظل انسحاب عارف، فقد حقق الاصلاحيون تقدما.
وقال الاستاذ الجامعي، عند سؤاله اذا ما كان مؤيدو المعسكر المحافظ سينقسمون في حالة قرر مرشحوه الرئيسيون عدم الانسحاب، إن مؤيديهم سينقسمون وسيواجهون تحديات قاسية، وهو ما سيمنح فرصة للإصلاحيين.
وقال محمود رجابي اليوم نيابة عن جمعية مدرسة الحوزة العلمية بمدينة قم إنه نظرا لضعف المساندة لبعض مرشحى الاتجاه المحافظ، كان يجب عليهم سحب بعض مرشحيهم دعما لمرشحين آخرين.
ونقلت صحيفة ((كيهان انترناشونال)) عن رجابي قوله "كلما قل عدد المرشحين من اصحاب التوجه المبدئي في الانتخابات، كانت فرص فوزهم اكبر".
وقال محمد-علي اصفاناني، وهو مشرع ايراني بارز، في مقابلة مع وسائل اعلام محلية بعد اجتماع للبرلمان اليوم إنه عقب انسحاب عارف "اصبح تشكيل الفريق الانتخابى أكثر تعقيدا. وأتوقع قرارات جديدة بين المرشحين المحافظين. وفي حالة انسحاب احد مرشحيهم لصالح اخر فإن الوضع سيتغير بشكل جذري".
وانتهت الصحيفة، التى تعبر عن المحافظين الايرانيين المتشددين، الى القول بإنه بعد التطورات الاخيرة في معسكر المعتدلين-الإصلاحيين المنافس، هناك حاجة ملحة لدى أصحاب التوجه المبدئي لتقليل عدد مرشحيهم لتجنب مزيد من الانقسامات.
وفى الوقت نفسه، يحتفل الإصلاحيون والمعتدلون في البلاد باتحادهم سعيا للفوز بالانتخابات الوشيكة.
وذكرت صحيفة ((الشرق)) وهي صحيفة اصلاحية في عددها الصادر اليوم إن التوافق الاخير للاصلاحيين والمعتدلين في المشهد السياسي الايراني يعد نقطة تحول في الكفاح السياسي للبلاد، ويعد ايضا بمثابة حجر زاوية للتوجه السياسي المستقبلي للجمهورية الاسلامية.
وذكرت الصحيفة أن التقاء الشخصيات السياسية الكبيرة في البلاد، برغم انهم كانوا على خلاف في بعض المراحل بشأن القضايا السياسية الرئيسية في البلاد، يشير إلى ان مصلحة الامة تحتل الأولوية عن مصلحة الأفراد. وقد حسن هذا "التحرك التاريخي" وضع حسن روحاني، المرشح المعتدل، في الانتخابات وسيكون له تأثير كبير على التوجهات السياسية المقبلة في البلاد.
وقال روحاني يوم أمس في مقابلة نشرتها صحيفة ((الشرق)) إنه "سيغير المناخ المهيمن" في البلاد عقب فوزه بتأييد الاصلاحيين، مضيفا انه لكى يتحقق هذا "يتعين ان نحقق المزيد من التوافق".
وكتبت صحيفة ((بهار))، المؤيدة ايضا للتوجه الاصلاحي، في اشارة إلى التحالف الاخير للاصلاحيين والمعتدلين، "لقد تحقق التحالف اخيرا".
ووصفت سولماز اكدار، الكاتبة في الصحيفة، ذلك بأنه "تطور سياسي عشية الانتخابات الرئاسية"، مضيفة أن "هذا التحالف قد يكون الخطوة الاولى التي ستؤدي إلى فوز الحكمة في الانتخابات".
ونقلت عن الدكتور زيباكالام قوله إنه لم يعد هناك اعذار لعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع بعد هذا التحالف.
ويمكن أن ينظر لتصريحات زيباكالام على انها تلميح لتلك المجموعات من الايرانيين، التى اصابها اليأس من حدوث تغيير، قائلة إن تلك الانتخابات لا يمكن ان تلبي المطالب الاجتماعية والسياسية للبلاد.
واضاف الدكتور زيباكالام ان "التحالف هو كلمة السر فى انتصارنا"، مضيفا أن "رفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية يعني التصويت لصالح السياسات غير المرضية والمتضاربة خلال السنوات الثماني الماضية".
وقال الخبير السياسي إن سياسة "التغيير" و"الحكمة الجماعية" ستحقق النصر، في ظل الاقبال الكبير على الانتخابات المقبلة.
وذكرت وزارة الداخلية الإيرانية أن قرابة 50.5 مليون إيراني لهم حق التصويت، سيدلون بأصواتهم للمرشحين الذين صدق مجلس صيانة الدستور على أهليتهم لخوض السباق الرئاسي المقرر في 14 يونيو.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn