تعليق:الانتخابات الإيرانية تركز الضوء أساساً حول القضية النووية

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 14 يونيو عام 2013- الصفحة رقم: 03

الانتخابات الرئاسية الإيرانية ستعقد يوم 14 يونيو 2013 و ينتخب رئیسا لمدة أربع سنوات. ما يميز الانتخابات هذا العام هو الاهتمام الخارجي بمدى تأثير الانتخابات الرئاسية على المفاوضات النووية المتعثرة.

سجل 686 شخصا لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية ، وأيد مجلس صيانة الدستور أهلية 8 مرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة،وقسم الخارج المرشحين إلى ثلاث فصائل، المحافظين المتشددين، المحافظين المعتدلين والإصلاحيين، بالإضافة إلى أن انسحاب المرشح الإصلاحي الوحيد محمد رضا عارف ورئيس البرلمان الإيراني الأسبق غلام علي حداد عادل من الترشح للانتخابات الرئاسية خفض عدد المرشحين إلى 6 مرشح فقط.

أصبحت الانتخابات الإيرانية محل الاهتمام وموضوعا حساسا للغاية منذ اندلاع أعمال الشغب في انتخابات 2009،وبسبب القضية النووية،وبدأت إيران تتخذ قيودا صارمة جدا على دخول المراسلين الأجانب،ونادرا ما تصدر التأشيرات والموافقة على مقابلة وسائل الإعلام،بالإضافة إلى السيطرة على الانترنيت.

مواقف الفصائل من حماية الحقوق النووية متسقة للغاية،لكن بوسائل معالجة مختلفة فقط

تعتقد العديد من وسائل الإعلام أن الفوز بالانتخابات الرئاسية في إيران سوف تكون من حليف المحافظين.وعلقت هيئة الإذاعة البريطانية، «بي بي سي» على أن الانتخابات الرئاسية في إيران يغيب عنها عنصر الإبهار والتشويق.

وبشأن القضية النووية الإيرانية يصر المحافظون المتشددون على حق إيران في تخصيب اليورانيوم،ومواجهة الغرب،وطلبوا من المجتمع الدولي احترام حقوق إيران النووية.وبالرغم من أن المرشح الرئاسي الإيراني سعيد جليلي ممثل المفاوضين النوويين الإيرانيين منذ فترة طويلة، مرشح فوق العادة للانتخابات،لكن موقفه أدى إلى بعض الانتقادات. ويعتقد بعض الإيرانيين أن مواقف جليلي الشديدة أدت إلى معانات إيران من العقوبات التي اثرت على حياة الناس.ومن وجهة نظرهم، انه ينبغي على إيران السعي للحد من العقوبات في ظل حماية حقوقها النووية.

ومن جهة أخرى، يركز المحافظون المعتدلون أكثر على القضية النووية.وقال ممثلهم حسن روحاني أنه ينبغي تجنب إحالة قضية إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لأنه يحمل إيران ضغوطات دولية أثقل.وأضاف، أنه ينبغي ترك المفاوضات النووية للشخصيات ذوي الخبرة. والجدير بالذكر، أن حسن روحاني تحول فجأة قبل الانتخابات من المحافظ المعتدل إلى الإصلاحي، و يبدو أن هذا يزيد من أمل فوز الإصلاحيين. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن الدعم الحالي للإصلاحيين لا يزال ضعيفا.

الحكومة الإيرانية الجديدة قد تكون أكثر مرونة في معالجة القضية النووية

يعتقد بعض المحللين أن القضية النووية الإيرانية في ورطة.من ناحية،العديد من المرشحين لرئاسة ضد المساومة على حق إيران النووي.وأشار المحللون إلى أنه بغض النظر عن الفصيل الذي يصل إلى رأس السلطة في إيران،فإن الفصل في قضية برنامجها النووي ينظر فيه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئين بما في ذلك الحفاظ على حق التطوير والانضمام إلى التفاوض.ومن ناحية أخرى،فإن التعنت الإيراني يؤدي إلى فرض عقوبات طويلة الأجل التي تؤثر على التنمية الاقتصادية وحياة الناس في إيران.

قال حسين نقوي حسيني المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالمجلس الإيراني أن دفاع المرشحين عن حق إيران النووي في هذه الانتخابات ليس فيه اختلاف،وأن مسار السياسية الخارجية يُرسم بما تقتضيه المصالح الوطنية الإيرانية،ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد احتمالات التغيير،واستخدام الحكومة الجديدة وسائل دبلوماسية مرنة، واعتماد استراتيجيات مختلفة للمفاوضات النووية.

النتائج العكسية لسياسة العقوبات الأميركية على إيران

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات الأخيرة على إيران لإرغامها على وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم وعقد التفاوض بحسن نية.ومع ذلك، فإن نتائج العقوبات عكسية نظرا للوضع الحالي للانتخابات الرئاسية الإيرانية.وإن توقعات خبراء أمريكيين بإمكانية أن تعزز الانتخابات المفاوضات النووية منخفضة نسبيا.

ويعتقد بافلوفسكي أستاذ بقسم الدراسات الشرقية بمعهد موسكو للعلاقات الدولية أن الحقيقة التي لا جدال فيها هو أن اختيار معظم الإيرانيين يعتمد على وجهات نظر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وبغض النظر عن نتائج الانتخابات،فإنه لن يغير مسار التنمية في إيران.
　　
يعتقد تانغ جي تشاو مدير مكتب بحوث الشرق الأوسط لمعهد بحوث غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية هذا العام تنعقد في لحظة خاصة وحساسة وقد يكون لها تأثير كبير على المنطقة،مما يسبب في قلق إضافي. والعوامل الأكثر إثارة هم ثلاثة،أولا، دور إيران الخفي في التغيرات التي تحدث في غرب آسيا وشمال إفريقيا بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة،وأبرزها منافسة إيران دول الخليج التى تقودها المملكة العربية السعودية.ثانيا،استمرار الغرب في زيادة شدة العقوبات إذا لم يتم حل قضية النووي الإيراني على المدى الطويل،مما يجعل إيران تواجه أقصى التحديات الاقتصادية خلال ما يقرب 10 أعوام.ثالثا، مواصلة الولايات المتحدة وإسرائيل التهديد باستخدام القوة في ظل مواصلة إيران إحراز تقدم في التكنولوجية النووية الإيرانية مما يزيد من مخاطر الصراع.

إن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية لا يزال صعب التنبؤ بها. وشهدت عملية المسابقة النهائية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مشاركة 6 مرشحين.وفي احدث نتائج استطلاع الرأي، يأتي عمدة طهران محمد باقر قاليباف ، والمفاوض الإيراني الرئيسي السابق في الملف النووي حسن روحاني، وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي الحالي، سعيد جليلي في المراتب الأولى، لكن لا أحد لديه مزايا واضحة،وربما كان الشيء نفسه مع الانتخابات العامة في عام 2005، وبحاجة إلى جولة ثانية من الانتخابات.

وفقا لنظام القائم في إيران،فإن أعلى سلطة في البلد تنتمي إلى القادة وليس الرئيس.وهكذا فإن نتائج الانتخابات الرئاسية لا تؤثر جوهريا على السياسة الداخلية والخارجية في إيران.وإن موقف إيران الداخلي من تعزيز التنمية النووية متسق للغاية،ويصعب التوقع من أن يجري الرئيس الجديد تغيير جوهري بشأن القضية النووية الإيرانية. ولكن قيمة الرئيس وأسلوب الإدارة وما إلى ذلك له تأثير هام على السياسة الداخلية والخارجية في إيران، وهذه أيضا احد الأسباب المهمة لوجود توقعات غربية بشأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية.وإن حل المشاكل الاقتصادية الخطيرة سوف تكون من أولويات الرئيس الإيراني الجديد. بطبيعة الحال، فإن كيفية تغيير البيئة الخارجية التي تشهد تدهورا مستمرا بسبب القضية النووية، لا سيما تحسين العلاقات مع جيرانها، وتعزيز المحادثات النووية هو أيضا حرج للغاية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/