تحليل إخباري: إيران تتوقع فوز مرشح الرئاسة المعتدل روحاني

طهران 15 يونيو 2013 / يتصدر المرشح المعتدل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية حسن روحاني عمليات فرز الاصوات بهامش واضح ويقترب من تحقيق نصر غير متوقع على منافسيه المحافظين الذين وجهت لهم اللائمة بالتسبب في الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وحصل روحاني مرشح حزب الاعتدال والتنمية حتى ظهر اليوم (السبت) على 6049655 صوتا من اصل 11686139 صوتا ما يعادل 51.77 في المائة من اجمالي الاصوات.

وكان من المتوقع أن يشارك 50.5 مليون ناخب ممن لهم حق التصويت في الانتخابات قبل انطلاقها يوم أمس. وذكرت قناة ((برس تي في)) اليوم أن نسبة الاقبال على التصويت تجاوزت 80 في المائة. بيد أن وزارة الداخلية لم تعلن بعد عدد الناخبين بالضبط.

وسيكون فوز روحاني بأكثر من 50 في المائة من اجمالي الاصوات مفاجأة بالنسبة للمجتمع الإيراني والعالم اجمع حيث يعتقد كثيرون أنه لا يحظى بدعم الزعيم الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامئني.

وقد احتدمت المنافسة الرئاسية بين الاصلاحيين والمحافظين الذين يتبنون الفكر الإسلامي كأساس ايدولوجي لهم على مدار العقود الماضية وذلك في ظل غياب التيارات العلمانية عن المشهد السياسي في إيران.

وخاض الاصلاحيون والمعتدلون نزاعات عنيفة دامت طويلا مع المحافظين المتشددين بسبب السياسات المحلية والدولية في البلاد التي اوقعت البلاد في ايدى المتشددين وجعلتها اكثر عزلة وادت إلى تدهور الاقتصاد الوطني بشكل اكبر في ظل الضغوط الغربية.

الدعم المناسب

وحصل روحاني على قوة دفع منذ ان اعلن الزعيم الاصلاحي الإيراني والرئيس السابق محمد خاتمي دعمه له قبل ثلاثة ايام من بدء السباق الرئاسي.

وقال خاتمي، الذي قاد الاصلاحيين للفوز بالانتخابات الرئاسية في 1997 و2001 إنه سيصوت لروحاني بسبب شعوره بالمسؤولية تجاه البلاد ومصير الامة الإيرانية.

كما اعرب خاتمي والرئيس السابق ايضا أكبر هاشمي رافسنجاني عن دعمهما لروحاني خلال تصويت يوم أمس.

وقال صادق زيباكالام استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم (السبت) إن روحاني قادر على توحيد الاصلاحيين والمعتدلين لكي يلقي بثقله في محاولته للفوز بالمنصب في ظل دعم خاتمي ورافسنجاني وكذا لما يتمتع به من سياسات براجماتية.

وقد يعاني المحافظون من هزيمة غير متوقعة بسبب غياب الوحدة بين المرشحين المحافظين الثلاثة الذين يخوضون الانتخابات وهم عمدة طهران محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية السابق على أكبر ولايتي وكبير المفوضين النوويين الإيرانيين سعيد جاليلي في الوقت الذي يلقي روحاني فيه مثل هذا الدعم.

سياسات معتدلة

ويعتقد محللون أن الميل الشعبي تجاه المرشح المعتدل قد يكون له جذور بسبب أداء المحافظين المتشددين على مدار السنوات الثماني الماضية وهو ما قاد بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي إلى حافة الانهيار.

وقال الاستاذ الجامعي إن السبب الرئيسي في حصول روحاني على اغلبية الاصوات يكمن في رغبة المصوتين في تحقيق تغييرات بالبلاد.

وأظهر روحاني خلال كلمته في الحملة الانتخابية بعده عن سياسات المحافظين المتشددة في المشهد الاجتماعي-السياسي للبلاد. وقال إنه سيبقى بعيدا عن التطرف ولكنه ملتزم بسياسات خاتمي ورافسنجاني التي تهدف إلى تخفيف العقوبات الغربية من خلال تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي.

وقال روحاني إنه "سيقوم بتكامل بناء" مع العالم اذا نجح في الانتخابات، مؤكدا "يمكننا ان نحل مشكلاتنا مع العالم ونصحح سياساتنا. "

وأضاف "يتعين علينا اليوم أن نتعاون مع العالم على اساس المنطق والحكمة."

وقال زيباكالام "اذا اتخذ روحاني خطوة ايجابية باتجاه السياسة الخارجية فإن عقبة المحادثات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد ستزال"، مفضلا سياسة روحاني الخارجية اذا فاز بالانتخابات.

وقال روحاني، فيما يتعلق بالقضية النووية، إنه سيحاول اعادة الملف النووي الإيراني من مجلس الأمن الدولي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث اكد على "سلمية" البرنامج النووي وضرورة تسوية تلك المسألة في اطار الوكالة الدولية.

وقاد روحاني، عندما كان رئيسا للمفوضين النوويين في الفترة ما بين 2003 وحتى 2005 اثناء ولاية الرئيس الاصلاحي خاتمي، المفاوضات النووية مع ثلاثية الاتحاد الأوروبي التي تضم (بريطانيا وفرنسا وألمانيا).

حكومة الحكمة والأمل

وقال روحاني الذي يشغل الآن منصب مدير مركز الابحاث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام إنه سيشكل "حكومة تتمتع بالحكمة والأمل" ويرسم خطة "للحقوق المدنية" في حالة فوزه.

وقال المرشح الذي يرفع شعار "حماية الاقتصاد الإيراني واستعادة الفضيلة" خلال حملته الانتخابية إن الثقافة الديناميكية والسياسات البراجماتية والاقتصاد المنتعش ثلاثة عناصر هامة في ادارة الدولة.

وأضاف الاستاذ الجامعي "غلق المناخ السياسي الإيراني" هو السبب لمشكلات اخرى في البلاد منها الاقتصاد.

واستطرد قائلا من اجل تنفيذ الاصلاحات في الاقتصاد وتحسينه يجب على المرشح الاصلاحي او المعتدل المحتمل بما فيهم روحاني أن يدرس جيدا التطورات السياسية في إيران أيضا.

واختتم حديثه قائلا إن السيطرة المحكمة للحكومة الحالية على الاقتصاد الوطني من خلال احتكار المؤسسات الاجتماعية والسياسية سينتج عنه "الفساد"، في اشارة إلى عدد من قضايا الاحتيال خلال حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد.

/مصدر: شينخوا/