تحليل اخباري: ايران قد تتدخل إذا هاجمت القوى الغربية سوريا

طهران 29 أغسطس 2013 /قال المحللون هنا إن ايران ستتدخل اذا ضغط الغرب من أجل تغيير النظام فى سوريا فى ظل زيادة الدعوات بتدخل عسكري بعد الاستخدام المزعوم لأسلحة كيماوية فى الدولة العربية.

ولا تريد الحكومة الإيرانية الجديدة مواجهات مباشرة مع الغرب حول سوريا، حيث قال الرئيس حسن روحاني "ان شعوب العالم، وبشكل خاص شعوب الشرق الأوسط، ليست على استعداد لحرب جديدة."

ولكن قد تجبر طهران على الدخول فى صراع، وفقا لما قال صادق زيباكلام، استاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس).

وقال ان ايران ستتدخل بشكل مباشر فى سوريا عندما تجد ان القوى العالمية والاقليمية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية على استعداد للهجوم على بشار الاسد. "فى مثل هذا السيناريو، ستفعل ايران ما تراه للحفاظ على الاسد فى السلطة".

خيارات ايران

فى ضوء هجوم محتمل من الغرب، حذر مسؤولون ايرانيون من ازمة اقليمية لا يمكن ان تقف فيها الجمهورية الاسلامية موقف المتفرج.

وفى تعليقه الأخير على سوريا، حذر المرشد الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي من توابع "كارثية" لهجوم امريكي محتمل على سوريا، قائلا ان التدخل العسكري "كارثي" للمنطقة.

وأوضح ان منطقة الشرق الأوسط تشبه "برميل بارود"، والمستقبل غير مضمون اذا حدث شيء.

يحذر الايرانيون الغرب: "لا تعتقدون انكم اذا هاجمتم سوريا، فسيظل الامر مقصورا على سوريا. سينتشر الخطر مثل النيران ولن يمكن السيطرة عليه. سينتشر الخطر فى مناطق أخرى أيضا."

وستنظر إيران إلى "القواعد العسكرية الأمريكية فى أي مكان فى المنطقة على أنها هدف مشروع"، وفقا لما قال.

وبالاضافة الى التدخل غير المباشر فى الأزمة السورية بأعمال تستهدف المصالح الغربية فى الشرق الاوسط، من الممكن ان تواجه ايران الغرب فى معركة أيضا. "واذا تعلق الأمر بقضية بقاء الاسد، من الممكن أن ترسل إيران قوات للإبقاء عليه فى السلطة. وهذا سيعني مواجهة مباشرة بين ايران والغرب"، وفقا لما ذكر.

حليف استراتيجي

وقال زيباكلام ان ايران ستعرض الدعم بالطبع، كما فعلت من قبل، للحكومة السورية حيث ان الدولة العربية "حليف استراتيجي" لايران فى المنطقة.

وفى وقت سابق فى أغسطس، أكد روحاني على ولاء إيران للعلاقات الودية مع سوريا، قائلا إنه لا شيء سيغير التحالف الوثيق بين البلدين ولن تستطيع أية قوة أن تهز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

ترجع علاقات ايران الوثيقة مع سوريا الى الثورة الاسلامية فى ايران فى 1979 واستمرت قوية منذ ذلك الوقت. وخلال الحرب الايرانية- العراقية (1980-1988)، كانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التى قدمت لإيران الدعم السياسي والمعنوى والعسكري.

وبالاضافة الى العلاقات التاريخية، تعتمد ايران بقوة على سوريا فى تنفيذ استراتيجياتها فى المنطقة.

تعد سوريا ممرا لوجيستيا رئيسيا تزود إيران عن طريقه الدعم للقوى المناهضة للولايات المتحدة والغرب فى المنطقة، مثل حزب الله وحماس والجماعات الفلسطينية الأخرى، وفقا لما قال، مضيفا "اذا لم يعد هناك النظام السوري، فسيعني ذلك انهيار السياسات الاستراتيجية الايرانية فى الشرق الأوسط."

وفى اطار السياسة الاقليمية الاستراتيجية الايرانية لاحتواء اسرائيل، وصف مسئولون ايرانيون بارزون سوريا بأنها "جبهة مقاومة" للوقوف امام الضغوط الاسرائيلية.

ومشيرا الى الهجوم السوري على مركز بحوث سوري فى وقت سابق من العام، قال قائد الحرس الثوري الايراني الميجور جنرال محمد-علي جعفري "يمكن التعامل مع النظام الصهيوني (الاسرائيلي) فقط من خلال المقاومة والانتقام"، حاثا سوريا على مقاومة الضغوط الاسرائيلية.

التأثير على المفاوضات النووية

بيد أن دعم إيران لدمشق فى هذه المرحلة الحرجة والتدخل الممكن للحكومة الإيرانية الجديدة فى الصراع فى سوريا سيؤدي الى بعض التوابع التى لا تصب فى صالح ايران.

بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية فى 14 يوليو التى فاز فيها روحاني، اعرب الايرانيون عن أملهم فى امكانية تخفيف الصعوبات فى حياتهم من خلال تخفيف العقوبات الغربية بتحقيق تقدم فى القضية النووية الايرانية.

وتعهد روحاني بكسر الجمود فى المحادثات النووية فى مفاوضات "جادة" مع مجموعة 5+1 (الدول الاعضاء الدائمة فى مجلس الأمن زائد المانيا). ولكنه سقط فى مأزق حيث ان مصير ايران المرتبط بسوريا يمنعه من اتخاذ موقف اقل حدة لاصلاح العلاقات مع الغرب.

وعن تأثير التدخل العسكري الغربي المحتمل فى سوريا على فرص المفاوضات النووية، قال زيباكلام "ستضر بالطبع بامكانية تحقيق تقدم فى محادثات 5+1."

وكانت ايران ومجموعة 5+1 قد اظهرا الاستعداد لاستئناف وشيك للمحادثات النووية التى لم تحقق اية نتائج خلال السنوات الماضية. وعقدت الجولة الاخيرة من المفاوضات فى الماتي فى قازاقستان فى 6 ابريل ولم يتم تحقيق نتائج عملية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاربعاء انه تم تحديد الجولة الجديدة من المحادثات بين ايران والوكالة الأممية النووية فى 27 سبتمبر أملا فى ان يتم التوصل الى بعض التقدم فى ظل الادارة الايرانية الجديدة.

وأوضح زيباكلام "تأتي الأزمة فى وقت سيء جدا بالنسبة لروحاني."

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/