دراسة: قرابة 500 ألف حالة وفاة في العراق لأسباب غير مباشرة مرتبطة بالحرب

واشنطن 15 أكتوبر 2013/ أظهرت دراسة أعدها فريق من الباحثين ونشرت نتائجها يوم الثلاثاء أن بين كل 3 قتلى بسبب العنف خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة واحتلال العراق في الفترة بين عامي 2003 و2011، يوجد حالتا وفاة نتيجة لانهيار منظومة الرعاية الصحية وشبكة توزيع المياه والغذاء وشبكة النقل.

وبينت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة ((بي أل أو أس ميديسن)) الطبية، أن قرابة نصف مليون شخص لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بالحرب.

وتعد الدراسة، التي قام بها باحثون من جامعتي جونز هوبكنز وواشنطن في الولايات المتحدة وجامعة سيمون فريزر بكندا إضافة إلى الجامعة المستنصرية في العراق، تعد أول بحث مسحي سكاني منذ عام 2006 لتقدير الوفيات المرتبطة بالحرب في العراق.

وخلص الباحثون بيقين نسبته 95 بالمائة إلى أن هناك زهاء 461 ألف حالة وفاة مفاجئة خلال حرب العراق، لكن العدد الحقيقي قد يتراوح بين 48 ألفا و751 ألفا.

وفي السياق، قالت آمي هاغوبيان، الأستاذة المساعدة في قسم الصحة العالمية بجامعة واشنطن وكبيرة معدي الدراسة، إن "الساسة والحكومات والرأي العام بحاجة إلى بيانات أفضل عن التأثير الصحي للصراع المسلح ... بدون هذه المعلومات، من المستحيل تقييم الكلفة الإنسانية الحقيقية للحرب".

ولإعداد الدراسة، انتقى الباحثون بشكل عشوائي ألفي أسرة في جميع أرجاء العراق لضمان أن تبرز العينات تمثيلا وطنيا, وسألوا كل رب أسرة عن عدد المواليد والوفيات منذ عام 2001، كما سألوا جميع البالغين في كل أسرة عن معدل الوفيات في صفوف أطفالهم.

وتوصل الباحثون إلى أن ما يزيد على 60 بالمائة من حالات الوفاة كانت مرتبطة بشكل مباشر بالعنف، فيما كانت الحالات المتبقية ناتجة عن أسباب غير مباشرة ولكن مرتبطة بالحرب.

وبناء على المسح المدني للأسر، تم التوصل إلى أن حوادث إطلاق النار كانت السبب في نسبة 62 بالمائة من أعداد القتلى، واحتل تفجير السيارات نسبة 12 بالمائة والتفجيرات الأخرى 9 بالمائة. وكانت أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي في الوفيات في أعمال غير عنيفة، بنسبة 47 بالمائة من الوفيات لأسباب غير مرتبطة بالعنف خلال الفترة التي غطتها الدارسة.

كما وجد الباحثون أن حالات الوفاة زادت بواقع الضعف عن المستويات المتوقعة في بداية الحرب، واستقرت لفترة وجيزة نهاية عام 2003، ثم ارتفعت مجددا إلى ذروة جديدة عام 2006. وبعد ذلك، تراجع العدد حتى عام 2008، وظلت الوتيرة مستقرة قبل أن ترتفع مجددا بشكل طفيف عام 2011.

وقال الباحثون إنهم عدلوا النتائج لحساب هجرة ما يقدر بنحو مليوني عراقي إلى خارج بلدهم خلال الحرب.

وقال غيلبرت بورنهام، الأستاذ بجامعة جونز هوبكنز، إن "هناك سببين كبيرين لإعداد هذه الدراسة وهما؛ تغطية فترة الحرب كاملة وتحسين العمل التحضيري للدراسات السابقة ... من خلال توسيع مصادرة المعلومات التي نستخدمها وتغطية فترة الصراع كاملة، توفر هذه الدراسة صورة أكثر اكتمالا للوفيات خلال حرب العراق".

/مصدر: شينخوا/