فرنسا التي كان ينظر إليها على كونها "مفسد" مفاوضات النووي الإيراني أثار دخولها على خط المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في الوقت الراهن وتحركها الاخير على صعيد النقاط الساخنة إنتباه العالم بأكمله. ووفقا لتفسيرات وزير الخارجية الفرنسي فابيوس، فإن فرنسا لا تمارس "دور الذيل"، بل ترغب في أن تقوم بدور فريد داخل الشوؤن الدولية.
ويعني دور الذيل التخلي عن القيادة، كما يعد توجه فكري يفتقد لروح النقد. لكن قراءة الإعلام الفرنسي كانت صريحة أكثر: لا مشكلة أن نمازح الآخرين، لكن أن يمازحنا الآخرون، فهذا غير مقبول.
وقد كانت مختلف تحركات فرنسا خلال الفترة الأخيرة تصب في هذا الإتجاه. فنظرا للآمال التي علقها مختلف الأطراف على مفاوضات النووي الإيراني التي انطلقت في 7 نوفبمر الجاري، قطع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جولته الشرق أوسطية واتجه إلى جينيف. في الأثناء أدى إعتراض فرنسا على "الصيغة الأولية"، إلى فشل جولة المحادثات الأخيرة.
فلماذا لا تمارس فرنسا "دور الذيل"؟ إلى جانب حسابات الواقع والمصلحة، يعود السبب إلى التاريخ أيضا. ففرنسا بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن، سعت منذ عهد شارل ديغول إلى وضع نهج دبلوماسي مستقل وسيادي مع الدول الكبرى، وسعت إلى إسماع صوتها من خلال تحركات فعلية على مستوى القضايا الدولية الساخنة وعدة مجالات،محاولة منها إلى رفع مكانتها الدولية.
ومع تقد الزمن، لم يعد الوضع الدولي الآن يسمح بتكرار الظروف التي توفرت للجينيرال ديغول، لكن رغم الأوضاع الغجتماعية والإقتصادية السيئة التي تواجهها فرنسا والإتحاد الأوروبي ورغم شخصية أولاند الهادئة وأسلوبه المعتدل إلا أن موقف فرنسا الرافض للعب"دور الذيل" و "المعاون الصغير " لأمريكا لم يتغير. وسواء على مستوى الأزمة السورية أو الإضطرابات في مالي فقد أثارت تحركات فرنسا انتباه العالم.
وأمام التحركات المتكررة للديك الفرنسي ، لا يملك المتأمل سوى الإعجاب بالدور الذي لعبه، اما المشمئزون فيرون ذلك سلوكا تخريبيا. وإنه من الصعب الحكم على من هو صحيح ومخطئ، لكن الحقائق تعكس القواعد. مثلا خلال حرب العراق، تمسكت فرنسا بحل الأزمة في إطار الأمم المتحدة وحظي موقفها بإعجاب المجتمع الدولي، غير أن حرص فرنسا على التدخل العسكري في سوريا أكثر من أمريكا أثار إنتقادات من المجتمع الدولي.
لكن لماذا النتيجة مختلفة مع رفض "دور الذيل" هو نفسه؟ الفرق يكمن إن كان متماشيا مع القانون الدولي، وان ذلك مغامرة بالتدخل العسكري، وإن كان ذلك في صالح مصالح الدولة والأمن والإستقرار في العالم. لأن الدول الكبرى يجب أن تكون القدوة في حل النزاعات عبر الدبلوماسية، والحرض على تعزيز الإستقرار والتنمية في العالم. وهذا هو ربما المحتوى الحقيقي والإتجاه الصحيح للديغولية.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn