تعليق : القوى الكبرى ينبغى أن تحترم الشئون الداخلية لأوكرانيا

بكين 13 ديسمبر 2013 /سعت القوى الغربية الى التلاعب بآراء الشعب الأوكرانى حول عما اذا كان يتعين على الدولة التوقيع على اتفاق محورى للتجارة والشراكة مع الاتحاد الأوروبى .

وقد توجهت مساعدة وزير الخارجية الأمريكى فيكتوريا نولاند إلى كييف وقدمت الدعم إلى المتظاهرين فى ميدان الاستقلال وانضمت إلى رابطة المعارضة التى تطالب بإسقاط الرئيس المنتخب ديمقراطيا فيكتور يانوكوفيتش .

وكان سياسى غربى آخر قد ذهب لتحية المتظاهرين هو وزير خارجية المانيا جويدو فيسترفيله الذى قام بجولة فى قلب معسكرات الاحتجاج مع اثنين من قادة المعارضة وابلغهم ان " اوكرانيا يجب ان تكون على متن السفينة الاوروبية " .

وفى الوقت نفسه حذر مشرعون أمريكيون بتوقيع عقوبات فى الوقت الذى ابلغت فيه مسئولة الشئون السياسية للاتحاد الاوروبى كاثرين اشتون الصحفيين فى كييف ان يانوكوفيتش قد تعهد بتحقيق حل خلال 24 ساعة .

ويهتم الغرب بانتزاع تنازل من الحكومة الأوكرانية التى أسقطت فى أواخر نوفمبر خطة للتوجه الى الغرب والتحول بدلا من ذلك إلى موسكو .

وبسبب الأهمية الجغرافية لأوكرانيا فإنها حوصرت فى صراع للقوة بين القوى الغربية وروسيا .

ومع ذلك يتعين على أوكرانيا أن تفكر وتقرر بنفسها .ويجب على الغرب أن يرفع يده عن الشئون الداخلية لدولة ذات سيادة . وإن إظهار الدعم للمتظاهرين المناوئين للحكومة يمثل ضربة قوية للديمقراطية الأوكرانية فضلا عن أنه قد يعقد الشئون الاقليمية .

وقد يلقى الغرب بتلك الدولة الاوروبية الشرقية فى اضطراب بإذكاء نار المواجهة وليس الدعوة إلى حوار لحل النزاعات الداخلية .

وعلاوة على ذلك فان التحرك العدائى لدفع اوكرانيا للعودة الى الاتحاد الاوروبى هو تحد مباشر لسيطرة موسكو على الجمهورية السوفيتية السابقة واثارة التوتر السياسى والتسبب فى عدم الاستقرار فى المنطقة .

وحتى مع بروز حل مؤقت للأزمة فى الأفق فإن التدخل الغربى أجهض الحوار المستقل بين الحكومة والمعارضة وزرع بذور الشقاق الاجتماعى والسياسى فى البلاد مستقبلا.

لقد انتهت الحرب الباردة . لكن عقلية إما هذا وإلا فلا مازالت متلكئة فى ميادين القتال القديمة مثل أوكرانيا .

ان التدخل السافر للقوى الغربية يثير شبح التفكير العتيق للمبارة الصفرية الذى ليس من شأنه الا الاتجاه الى وضع لايربح فيه أحد .

/مصدر: شينخوا/