تعليق: الصراعات العشرة الأكثر تأثيرا في الأمن الدولي عام 2014(الجزء الأول)

تزايدت في الآونة الأخيرة التنبؤات والتوقعات عن التغيرات التي قد تطرأ علي سياسات الدول، وعلى الأوضاع الداخلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن الدولي في عام 2014. فهل تزال احتمالات استخدام الولايات المتحدة القوة ضد سوريا قائمة؟هل الوضع في أفغانستان سوف يصبح خارج السيطرة مرة أخرى بعد انسحاب القوات الأمريكية؟ هل حادثة إدوارد سنودن ستجعل شبكة الانترنيت أكثر اطمئنانا؟ ويمكن تلخيص الأسئلة الكثيرة الأخرى في جملة واحدة: 2014 ،هل سيكون أكثر أمنا من 2013؟

أمريكا... محدودية فضاء إستراتيجية " إعادة التوازن " في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

يبين الوضع الداخلي للولايات المتحدة أن الاقتصاد الأمريكي لم يخرج من ظل الأزمة المالية بالرغم من الانتعاش المتواضع الذي حققه. كما أن مواصلة أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي المعارك حول الشؤون الداخلية في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في عام 2014، إلى جانب صعود النزعة الانعزالية الأمريكية في السنوات الأخيرة سوف يدفع باوباما إلى تولي المزيد من الاهتمام في الشؤون الداخلية ، مما يجعل فضاء مناورات تعزيز "إستراتيجية إعادة التوازن" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ محدود جدا العام الجديد.

ومن الناحية الدبلوماسية،الولايات المتحدة لن تتراجع عن إستراتيجية "إعادة التوازن" في آسيا والمحيط الهادئ، لان المنطقة باتت المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي، ونقطة ارتكاز للأمن الدولي. وستتضمن خطواتها الجديد: ـ أولا، التزام الولايات المتحدة بتعزيز علاقاتها مع حلفائها وتوطيد شراكات جديدة لتحقيق إستراتيجية "إعادة التوازن" في آسيا والمحيط الهادئ. وإن الدفاع عن النفس الجماعي والحشد العسكري في تعديل الدستور الياباني هو إذعان للموقف الأمريكي،إلا أن الحكومة الأمريكية أعربت يوم 26 ديسمبر العام الماضي عن أسفها لزيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى لضريح ياسوكونى، وأنها تشعر بخيبة أمل غير عادية، كما أعربت أيضا عن أنها لن تسمح لابي ان يذهب بعدا جدا ويضر بالمصالح الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ. ثانيا، التركيز على نظام التشغيل الدفاع آسيا والمحيط الهادئ،والسعي للحصول على موطئ قدم بالتعاون العسكري مع الدول ذات الصلة. ونشر مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ووضعها بطريقة منظمة.ثالثا، ضمان هيمنة نظام الدولار في آسيا والمحيط الهادئ. وضغط الولايات المتحدة على اتفاقية التجارة التي تشمل عدة بلدان في آسيا والمحيط الهادئ(TPP) بغرض منع تشكيل كتلة تجارية موحدة في آسيا، والتدخل الكامل في عملية التكامل الإقليمي،وضمان المصالح الجيوسياسية والاقتصادية.رابعا، إلحاق أضرار بتحسين العلاقات بين القوى الكبرى بسبب إستراتيجية "إعادة التوازن" في آسيا والمحيط الهادئ.

المياه المحيطة... التوتر شرقا والاستقرار جنوبا في بحر الصين

يواصل التوتر شرقا والاستقرار جنوبا في بحر الصين الذي بدأ عام 2013 اتجاهه عام 2014.

في عام 2014، من المرجح أن تحول حكومة شينزو أبي توجيه تركيزها من القضايا الاقتصادية الى القضايا الأمنية، ولن تتخلى عن استخدام التوترات في بحر الصين الشرقي لتعزيز إصلاح الدستور والتوسيع العسكري. وقال أبي أنه لن يقبل سيادة يابانية صينية مشتركة في جزر دياويو، وهدد بعض السياسيين بالتحكيم الدولي إذا ما قدموا أنشطة تطوير النفط والغاز في بحر الصين الشرقي،إلى جانب الإفراج عن آثار لاحقة لمنطقة تحديد الهوية للدفاع الجوي فى بحر الصين الشرقي،وخلق زيارة شينزو آبي ضريح ياسوكونى عقبات جديدة أمام العلاقات الصينية اليابانية،وتنخفض إمكانية تحسين العلاقة بين البلدين في المدى القصير مرة أخرى. وعلى الرغم من أن كلا الطرفين ليس لديه أي نية لإثارة الصراع إلا أن خطر الخطأ في الهدف لا يزال قائما.

تنفيذ اتفاق التعاون في بحر الصين الجنوبي لا يزال في الاتجاه التصاعدي. وطريق الحرير البحري في القرن الـ21 سيثري دلائل أكثر،ومن المتوقع أن يعرض برنامج مفصل لصندوق التعاون البحري بين الآسيان والصين،و تتم المفاوضات بشكل مطرد حول "المبادئ التوجيهية لتنفيذ الإعلان بشأن سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي". بطبيعة الحال، سوف تكون هناك عاصفة في بحر الصين الجنوبي، ولكن لن ترفع الأمواج عاليا.وتخفي قضية بحر الصين الجنوبي ورائها اعتبارات المصالح المختلفة للولايات المتحدة واليابان وفهم مختلف للقواعد الدولية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/