الأمم المتحدة 15 مارس 2014 (شينخوا) استخدمت موسكو يوم السبت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يعلن بطلان استفتاء من المزمع عقده في جمهورية القرم الذاتية الحكم بأوكرانيا حول ما إذا كانت تنفصل وتنضم لروسيا.
كما دعا مشروع القرار، الذي أعدته الولايات المتحدة ودعمته الدول الغربية، المنظمات الدولية إلى تجاهل نتائج التصويت المقرر إجراؤه يوم الأحد في القرم، والمتوقع أن ينال موافقة الأقلية العرقية الروسية التي تمثل 60 في المائة في شبه الجزيرة هذه.
وقبل التصويت، استرجع السفير الروسي فيتالي تشوركين كيف قام الاتحاد السوفيتي بمنح أوكرانيا منطقة القرم في عام 1954 دون أخذ أهالى القرم في الاعتبار. وذكر تشوركين في اجتماع مفتوح للمجلس، وهو السابع حول أوكرانيا في غضون أسبوعين فحسب، "سنحترم إرادة أهالى القرم خلال استفتاء 16 مارس".
وقال إن الأزمة الحالية في أوكرانيا بدأت خلال "فراغ قانوني نتج عن إنقلاب غير دستوري قام به الوطنيون الراديكاليون في كييف في فبراير 2014 فضلا عن التهديد المباشر الذي يشكله اؤلئك الأفراد في فرض نظامهم على جميع أنحاء أوكرانيا".
وأشار تشوركين إلى اتفاق سلام تم توقيعه تحت وساطة أوروبية في 21 فبراير بين الرئيس الأوكراني المعزول حاليا فيكتور يانوكوفيتش وقادة من كانت آنذاك أحزاب معارضة والذي نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفي غضون أيام من التوقيع، فر يانوكوفيتش من أوكرانيا إلى روسيا في ظل تهديد واضح على حياته بعدما صوت البرلمان الأوكراني بالموافقة على عزله وإجراء انتخابات جديدة.
وسرعان ما شكل قادة المعارضة حكومة مؤقتة يترأسها رئيس الوزراء أرسني ياتسنيوك وحددت يوم 25 مايو لإجراء الانتخابات. ولا تعترف موسكو بالحكومة المؤقتة في كييف.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، ظهرت تقارير عن دخول قوات مسلحة تتحدث الروسية في شاحنات تحمل لوحات معدنية روسية إلى القرم -- وقالت روسيا إنها قوات "دفاع ذاتي" لصد الهجمات المناهضة للسامية والتهديدات التي يواجهها الناطقون بالروسية. ودعا برلمان القرم فيما بعد إلى إجراء الاستفتاء يوم الأحد.
وصوتت 13 دولة في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا لصالح مشروع القرار، فيما امتنعت الصين، وهي عضو دائم بمجلس الأمن، عن التصويت.
وذكر المؤيدون الغربيون لمشروع القرار في مجلس الأمن أن روسيا أرسلت عشرات الآلاف من قواتها المسلحة لحماية الروس العرقيين الذين قالت إنهم مهددون في القرم حيث يتمركز أسطول البحر الأسود التابع لموسكو في ميناء سيفاستوبول. وأضافوا أن الاستفتاء يجرى تحت تهديد السلاح .
وقال ليو جيه يي مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن عقب التصويت إن "الصين تتخذ موقفاً موضوعياً وعادلا ً بشأن القضية الأوكرانية".
وأضاف ليو أن "التصويت على مشروع القرار من قبل مجلس الأمن في ظل هذا المنعطف لن يؤدى سوى إلى المواجهة وسيزيد من تعقيد الوضع، وهو أمر لا يتفق مع المصلحة المشتركة لكل من الشعب الأوكراني والمجتمع الدولي".
وقدم ليو ثلاثة اقتراحات، وهو يتعهد "بمواصلة الوساطة والتشجيع على الحوار من أجل الاضطلاع بدور بناء في إيجاد حل سياسي للأزمة ".
ودعا إلى تشكيل آلية تنسيق دولية لاستكشاف تسوية سياسية في أقرب وقت ممكن، وحث جميع الأطراف على الاحجام عن التصعيد، وحث المؤسسات المالية الدولية على المساعدة في تدعيم الاستقرار الاقتصادي والمالي في أوكرانيا.
تعاني كييف من أزمة مالية عميقة في أعقاب اضطرابات عاصفة دامت لأشهر فجرها تراجع يانوكوفيتش عن توقيع اتفاق تجاري واقتصادي مع الاتحاد الأوروبي وتحوله إلى روسيا طلبا لمساعدات مالية.
ولم يكن استخدام روسيا للفيتو مفاجئاً عقب عدم خروج محادثات اللحظة الأخيرة التي جرت بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بنتائج ملموسة في لندن يوم الجمعة الماضي.
وذكرت سامانثا باور السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة عقب تصويت السبت أن "مجلس الأمن يجتمع حول أوكرانيا لأن هذا من صميم عمل هذا الجهاز الذي يدعم السلم ويدافع عن من هم في خطر".
وقالت "بموجب ميثاق الأمم المتحدة، يمتلك الاتحاد الروسي حق استخدام الفيتو ضد أي قرار في مجلس الأمن، ولكنه لا يمتلك حق استخدامه ضد الحقيقة".
وذكرت "الحقيقة هي أن هذا القرار لا ينبغى أن يكون مثيراً للجدل"، مشيرة إلى "أنه إرتكز على المبادئ التي توفر الأساس للاستقرار والقانون الدوليين: المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت "إنها المبادئ التي توافق عليها روسيا وتدافع عنها بقوة حول العالم -- فيما عدا -- على ما يبدو في ظل الظروف التي تكون معنية بروسيا".
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn