تقرير اخباري: تراشق أمريكي- روسي غير دبلوماسي بمجلس الأمن الدولي بسبب أوكرانيا

الأمم المتحدة19 مارس 2014/بعدما قام مسؤولون كبار بالأمم المتحدة زاروا أوكرانيا مؤخرا بإطلاع مجلس الأمن على التطورات، نشب جدال تجاوز الأعراف الدبلوماسية يوم الأربعاء بالمجلس بين السفير الروسي وأعضاء أخرين المجلس.

واستمع مجلس الأمن الى إفادتين من يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وإيفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام لحقوق الانسان حول أخر التطورات ومجريات زيارتيهما للمنطقة.

وقال إلياسون أن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون توجه الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستلييها مناقشات يوم الجمعة مع الرئيس الأوكراني المؤقت الكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء المؤقت ارسني ياتسينيوك.

وقال نائب الأمين العام " خلال زيارتي الأخيرة لأوكرانيا أكدت أهمية تشكيل حكومة شاملة والحاجة الى الحفاظ على أوكرانيا متعددة اثنيا وثقافيا ولغويا مع جميع من تحدثت إليهم"، مشيرا الى ان التطورات الأخيرة زادت التوتر وعقدت الأزمة.

وأوضح أن" السلطات في القرم قررت عقد استفتاء حول وضع القرم (الأحد) وأعلنت بعد ذلك أن ما يقرب من 97 بالمئة من المصوتين أيدوا انفصال القرم عن أوكرانيا"، مضيفا أن الأمين العام أعرب عن خيبة أمله وقلقه إزاء القرار المتسرع بإجراء استفتاء على قضية يترتب عليها عواقب بعيدة مثل هذه على أوكرانيا والمنطقة وما وراءها، وبعد ذلك أعلنت القرم الاستقلال واعترف بها الاتحاد الروسي.

وقال إلياسون إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي تحركا لفرض عقوبات ضد مسؤولين روس وأوكرانيين بعد توقيع بوتين على معاهدة يتوقع أن يصدق عليها برلمان الاتحاد الروسي لجعل القرم جزءا من أراضي الاتحاد الروسي، في حين تعهدت الحكومة في كييف بعدم قبول استقلال أو ضم القرم، مؤكدة أن المنطقة هي جزء لا يتجزء من أراضي أوكرانيا.

وقال إلياسون انه من مصلحة الجميع إقامة علاقات إيجابية بين روسيا و أوكرانيا لكنه قال ان أولي الخطوات على هذا المسار يجب أن تقوم على أساس النزع الفوري لفتيل التصعيد والالتزام بضبط النفس.

ومن جانبه، قال سيمونوفيتش في افادته للمجلس إنه كلف من المجلس " لوضع تقييم مبدئي عن وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا، والتشديد على الأهمية القصوى لاحترام حقوق الإنسان اثناء العمل باتجاه تهدئة التوترات، وتقديم توصيات مستقبلا".

وقال انه لم يتمكن من زيارة القرم حيث رفضت السلطات في البداية استقبال البعثة وضمان تأمينها، مشددا على " الحاجة العاجلة لنشر مراقبين مستقليين لتقييم وضع حقوق الإنسان بموضوعية وآثار الأحداث السياسية الأخيرة في أنحاء أوكرانيا".

وفي اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء انتقدت العديد من الدول الغربية ما سمي بالاستفتاء المتسرع في القرم يوم الأحد.

وفي رده على تصريحات السفير الأوكراني يويري سيرغييف الذي قال في إفادته إن الشرطة ذهبت الى منازل الناس ودفعتهم للخروج للادلاء بأصواتهم، قال السفير الروسي فيتالي تشوركين" أمس (الثلاثاء) وقع حدث تاريخي حقا ألا وهو إعادة توحيد القرم الروسية.. إنه شئ انتظره شعبينا منذ 6 عقود وقد تحقق عبر استفتاء في القرم يوم الأحد من خلال عملية ديمقراطية".

ومضى بقوله " انا صعقت من محاولة ممثل أوكرانيا تشويه الاستفتاء من خلال استخدام حجج الدعاية الغربية بأن الشرطة ذهبت الى منازل من لم يخرجوا للتصويت".

وأضاف مبعوث موسكو " القليل من الزملاء الغربيين ربما لا يعرفون بيد أن زملائي الأوكرانيين يعرفون انه تقليد قديم ومعروف في الانتخابات بأنه اذا لم يستطع شخص ما لظروف مرضية أو صحية الذهاب لمقر الاقتراع فإن أعضاء اللجنة الانتخابية يذهبون لزيارته في منزله لتوفير فرصة له للتصويت".

وتتابعت الانتقادات لروسيا، وقالت سفيرة الولايات المتحدة سامانثا باور إن تشوركين بدأ تعليقاته بـ" الاطراء على ما يسمي بالاستفتاء بأنه يجسد الإجراءات الديمقراطية، وانه اجري دون تدخل خارجي".

وتابعت " روسيا معروفة بعظمتها الأدبية-- وما سمعتموه منذ قليل من السفير الروسي اظهر خيالا أكثر من تولستوي وتشيكوف.. لقد قررت روسيا على ما يبدو إعادة كتابة حدودها ولكنها لا تستطيع إعادة كتابة الحقائق".

وأضافت مبعوثة واشنطن" الولايات المتحدة رفضت التدخل العسكري الروسي واغتصاب الأرض في القرم.. وهذه الاجراءات مرة أخرى تنتهك سيادة وسلامة اراضي أوكرانيا والاتفاقيات الملزمة لروسيا والقاون الدولي والرغبة التي عبر عنها معظم أعضاء المجلس وروح ورسالة ميثاق الأمم المتحدة".

وبعد ان تحدث كافة أعضاء المجلس الـ15، طلب السفير الروسي الكلمة مرة أخرى وأعرب عن استياءه من "التعبيرات الساخرة" التي استخدمها " شركاؤنا الغربيون" فيما يتعلق بتدخل روسيا في أوكرانيا والاستفتاء.

وقال تشوركين " عدد من زملائنا تحدثوا بشكل مبالغ فيه"، لافتا الى أن " مدام باور بدأت بإشارة الى تولستوي وتشيكوف وأنهت بإنزال نفسها لمستوى صحافة التابلويد. ومن غير المقبول أن نستمع الى هذه الاهانات الموجهة لدولتنا. إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع تعاوننا في مجلس الأمن في قضايا أخرى، فيتعين على مدام باور أن تفهم هذه بوضوح".

وأضاف " هذا يمكن أن يأخذ كتهديد"، مشيرا الى التعاون المحتمل الذي تسعى إليه واشنطن من موسكو حيال برنامج إيران النووي.

/مصدر: شينخوا/