" الناس عند الولادة جيدون بالفطرة " جملة من اشهر ماكتب كونفوشيوس ترددها مجموعة مكونة من 30 معتقلا مع مدرسهم كل صباح في سجن بشمال شرق الصين.
فقد افتتح سجن بيجياو في مدينة تشانغتشون حاضرة مقاطعة جيلين " فصول كونفوشيوس " التي تقدم فيها حلقات تلفزيونية مغلقة ليتاح للحكيم القديم تقديم دروسه.
ويأخذ المعتقلون دورهم لحضور المحاضرات اثناء النهار ثم يراجعون النصوص في الليل, حيث اعطي لكل منهم مجموعة مؤلفة من 66 صفحة لاشهر اعمال كونفوشيوس التي تضم مبادئ الفضيلة والمختارات الادبية لكونفوشيوس واتباعه.
وفي نهاية الفصل سيخضع المعتقلون لامتحان كتابي ومساجلة شفهية حول الكونفوشية.
وقال يانغ مينغ تشانغ امر السجن " ان دراسة الثقافة التقليدية الصينية يمكن ان تساعد الموقوفين على التحلي بالفضائل ومن ثم تنميها وتصقلها فيهم وتساعدهم على اكتساب السلوك السوي".
و يرى خبير في الدراسات الكونفوشية ان النظرية التي وضعها هذا الحكيم والتي يعتقد بها اعظم الصينيين , لاقت قبولا بين المسجونين كخط مرشد لاصلاح طريق حياتهم .
من جانب آخر تلعب نظريات فرويد للتحليل النفسي دورا في اعادة التأهيل بالعديد من السجون الصينية حيث تقدم الاستشارات الى المعتقلين ويستحثون للتعبير عن انفسهم.
ففي سجن دونغ لينغ في شنيانغ حاضرة مقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين يتم تشجيع السجناء على الحديث الى المستشارين النفسيين او ضرب كرة الملاكمة في غرفة جدرانها مبطنة وبعد قتالهم مع شياطينهم يسمح للسجناء المتعبين بالاستلقاء على سرير ملكي في غرفة العلاج النفسي والاسترخاء على انغام الموسيقى الهادئة.
ومنذ بدء اصلاحات السجون في عموم البلاد عام 2003 , خطت العديد من السجون نحو توسيع رعاية المعتقلين بالانفتاح المتواتر على العائلات والسماح للمساجين المتمتعين بحسن السلوك بالانضمام الى اهاليهم في عيد رأس السنة الصينية الجديدة التقليدي.
وخلال مباريات كأس العالم 2006 الماضية تم تأجيل موعد اطفاء الضوء واغلاق كابل الكهرباء في سجن مدينة داتشينغ الغنية بالنفط في مقاطعة هيلونغجيانغ نزولا عند رغبة السجناء.
كما ينتشر التعليم ايضا في السجون الصينية , ففي اكتوبر الماضي التحق اكثر من 800 سجين في بكين بالامتحانات نصف السنوية على مستوى الجامعات للطلاب المتعلمين ذاتيا .
وذكرت مصلحة السجون بالمدينة ان المساجين الذين حصلوا على درجات جامعية يمكنهم التقدم بطلب تخفيف خمسة اشهر من العقوبة المطبقة عليهم, والطريف ان المعتقلين والموقوفين في سجون بكين يحررون صحيفة سجون بكين التي تصدر كل اسبوعين في داخل السجن. / شينخوا /