تعليق: اعضاء البرلمان الاوربي الذين يتدخلون في الشؤون الداخلية للصين مصابون بفقد الذاكرة
للعام الثاني على التوالي،يمرر البرلمان الاوربي قرارا بشأن التبت، وهى منطقة صينية ذاتية الحكم.
لقد اظهر بعض البرلمانيين الاوربيين، من خلال دعمهم مجددا للدالاي لاما المنفي واتباعه، انهم مصابون بفقد الذاكرة فيما يتعلق بالعصور المظلمة لاوربا القرون الوسطى، فيما اظهروا مجددا بوضوح سعيهم للتدخل السافر في الشؤون الداخلية للصين.
انه من السخف التام ان يدعم البرلمانيون المناهضون للصين حاكم تبتي سابق منفي وزمرته، والتى تصفه الكتابات التاريخية التي كتبها باحثون غربيون بأنه كان حاكما لقنانة اقطاعية.
كتب الباحثون ان هذا الحاكم وزمرته داسوا باقدامهم حقوق الانسان بطريقة تذكر بوضوح بتاريخ اوربا القرون الوسطى عندما كان الأمراء الاقطاعيون يسيئون استخدام سلطاتهم، ويستغلون الفرد العادى بلا رحمة،ويعذبوه، بل وأحيانا يعدموه.
ان القنانة الاقطاعية في التبت أدت بحق الى "معاناة وتدمير لا يمكن وصفهما "للأقنان والعبيد الذين كانوا يمثلون 90 في المائة من اجمالي سكان التبت في ذلك الوقت.
كانت التبت تحت حكم زمرة الدالاي لاما "جحيما على الارض" كما شاهدها تشارلز بيل الذي عاش في لاسا كممثل تجاري بريطاني في العشرينيات. وقد اشار بيل الى ان موقع الدالاي لاما الدينى ساعده على تطبيق الثواب والعقاب كيفما يحلو له. وهذا لانه يتمتع بسيطرة مطلق في الحياة الدنيا والآخرة على الرق، ويقهرهم بهذه السلطة.
ومما يدعو للسخرية، ان بعض البرلمانيين الاوربيين صورا الدالاي لاما عمدا "كمدافع عن حقوق الانسان" و"ممثل للثقافة التبتية".
لقد تحسنت حقوق الانسان بشكل هائل على مدى ال50 عاما الماضية. لكن البرلمانيين المناهضين للصين دأبوا على استخدام حقوق الانسان - التى كانت تعد ترفا لملايين الأقنان والعبيد تحت حكم الدالاي لاما - للضغط على الصين، بل والاهم من ذلك، لتهديد وحدة اراضيها.
حث البرلمان الاوربي في القرار الذي اتخذه اليوم الحكومة الصينية على دراسة "مذكرة الحكم الذاتي الحقيقى لأهالى التبت كمناقشة جوهرية تجاه احداث تغيير ايجابي وهادف في التبت، لكنه يتفق مع المبادئ التى حددها الدستور والقوانين فى جمهورية الصين الشعبية.
بيد ان الوثيقة التي قدمها الممثلون الخاصون للدالاي لاما للحكومة الصينية في نوفمبر الماضي، تسعى الى تحقيق استقلال سياسي للتبت تحت غطاء "حكم ذاتي حقيقى".
كما اشار الخبراء الى ان "المذكرة" امتلأت بأشياء تتناقض مع الدستور والقوانين الصينية.
وبدون شك، فإن قضية التبت تقف عائقا فى طريق العلاقات الصحية والوثيقة بين الصين والاتحاد الاوربي. وفي نهاية العام الماضي، على سبيل المثال، ادى اصرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الاجتماع مع الدالاي لاما الى تأجيل عقد قمة الاتحاد الاوربي - الصين.
بيد انه بفضل جهود الجانبين، انتعشت العلاقات بين الصين والاتحاد الاوربي من خيبة الأمل التى منيت بها فى نهاية العام الماضي.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في مقر الاتحاد الاوربي في بروكسل في 30 يناير ان الصين تتمسك "بمبدأ الاحترام المتبادل، والمساواة الكاملة" الذي يمكن على اساسه اجراء محادثات بين الاتحاد الاوربي والصين بشأن جميع القضايا.
لكن عدم الإحترام من جانب البرلمانيين الاوربيين المناهضين للصين، لن يفيد بالتأكيد العلاقات الثنائية على المدى القريب أو البعيد. ومن ثم فإننا ندعوهم الى تغيير موقفهم المنحاز وغير المتوازن إزاء الصين، وخاصة فيما يتعلق بقضية التبت. (شينخوا)