بكين   مشمس -3/-11 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة
  2. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

(مقالة خاصة):من قرية صغيرة إلى أكبر سوق للحوم الحلال في شمال غرب الصين.. قطاع الأطعمة الإسلامية يغير حياة المسلمين

2011:10:25.17:47    حجم الخط:    اطبع

بقلم سامي تساو يي

تتمتع لحوم البقر والضأن الحلال المنتجة في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشهرة واسعة في الصين قاطبة، لكن من المستغرب أنها بدأت تشتهر بسبب قرية يصعب العثور عليها على الخريطة واسمها لوخهتشياو.

تقع قرية لوخهتشياو في وسط نينغشيا، وهي معروفة في شمال غربي الصين بصفتها أكبر سوق لتوزيع لحوم البقر والضأن الحلال ، ويذهب إليها التجار من كل أنحاء البلاد طوال السنة سواء أكان الجو حارا أم باردا.

كانت القرية منطقة نائية وفقيرة في ثمانينات القرن الماضي في حين تعرض القرويون لمشكلات عدم كفاية الغذاء والكساء، فما الذي جعلها تتحول من قرية منسية إلى مركز تجاري خلال زهاء العشرين سنة الماضية ؟

تقع قرية لوخهتشياو على الطريق الوحيد المؤدي إلى مدينة ووتشونغ المتاخمة حيث كان هناك سوق كبير للمنتجات اليدوية والإكسسوارات في المدينة منذ قديم الزمان، الأمر الذي اجتذب عددا كبيرا من التجار من مقاطعات ومدن مجاورة إليه ، فمرت بالقرية كل قوافل التجار متجهة إلى السوق.

وفي ذلك الوقت، عاش أهل القرية على رعاية المواشي في سفوح جبل خلان وهضبة أوردوس التي تشتهر بأعشاب رفيعة الجودة، فالأغنام والأبقار في القرية برزت بلحومها اللذيذة للغاية في ذلك الوقت.

مع العلم بأن أهل القرية هم من قومية هوي المسلمة التي برعت في ممارسة الأعمال التجارية منذ العصور القديمة ، فشرع بعض القرويين في ذبح الأغنام والأبقار في منازلهم ثم بيع اللحوم على جانبي الطريق في بداية ثمانينات القرن الماضي.

قال لي تشان تساي، وهو أول شخص يقوم ببيع لحوم البقر والضأن على جانب الطريق في القرية، إن عدد الأسر في القرية كان أقل من المائة في ذلك الوقت، وما زال أهل القرية يعيشون في الفقر، فسأله بعض القرويين " من يشترى اللحوم ؟"

لكن لحوم البقر والضأن تتمتع باقبال التجار ذهابا وايابا بسبب أسعارها الرخيصة وجودتها العالية بالإضافة إلى طريقة الذبح المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بصورة صارمة، فشهدت تجارته ازدهارا متواصلا يوما بعد يوم.

وفي الوقت نفسه، كان المزيد من القرويين يمطرونه بنظرات الحسد ، ويقلدونه في ذبح الأغنام والأبقار في منازلهم وبيع اللحوم على جانب الطريق، فتشكل سوق الشارع للحوم البقر والضأن الحلال على جانبي الطريق تدريجيا.

فضلا عن ذلك، كانت القرية بصفتها قرية للمسلمين تتمتع بالسياسات التفضيلية العديدة من قبل حكومة المنطقة من حيث الإعفاء الضريبي على بيع اللحوم، ما أدى إلى أن تكون أسعار اللحوم في القرية أرخص مقارنة مع المناطق المجاورة.

وقال لي تشان تساي إنه مع توسع شهرة اللحوم الحلال لقرية لوخهتشياو، شرع عدد كبير من التجار من المناطق المجاورة مثل منغوليا الداخلية وشنشي وقانسو وغيرها الى جلب أغنامهم إلى القرية لذبحها ومن ثم اعادتها إلى الأسواق المحلية، نظرا لأن اللحوم المنتجة في قرية لوخهتشياو تشهد إقبالا من كل المسلمين.

بيد أن السوق المزدهر بدأ في عرقلة حركة المرور نظرا لوقوعه على جانبي الطريق، فتم نقل السوق إلى محطة الجرارات المهجورة في القرية بمساعدة من الحكومة المحلية في عام 1986، فأصبح السوق أكثر تنظيما واحتل حوالي 3000 متر مربع في ذلك الوقت.

استعرض باي شيويه تشونغ رئيس القرية قائلا إن كل الأئمة في المساجد والمدارس الإسلامية المحلية كانوا يشتغلون في ذبح الأغنام والأبقار كل يوم ، ويمكن ذبح أكثر من 400 رأس من الأغنام في اليوم الواحد، لكنها كانت بعيدة عن تلبية حاجات أنحاء البلاد في ذلك الوقت.

وفي الوقت نفسه، كانت البيئة في السوق تتجه نحو الفوضى الشديدة يوما بعد يوم بسبب عدم وجود الإدارة الفعالة، فقررت الحكومة المحلية تنسيق وتوسيع سوق لوخهتشياو لجعله مركزا تجاريا للحوم البقر والضأن الحلال في المنطقة.

تم إنشاء سوق لوخهتشياو الجديد للحوم البقر والضأن الحلال الذي احتل زهاء 50 مو(حوالي 3.33 هكتار) في عام 1997 في حين تم تأسيس شركة لوخهتشياو للحوم البقر والضأن الحلال لمراقبة السوق وإدارته.

يذكر أن أعمال الشركة في الوقت الحاضر تجمع بين الذبح والتقطيع والمعالجة العميقة للحوم البقر والضأن الحلال ، مع بلوغ حجم الذبح زهاء مليون رأس من الأغنام والأبقار كل سنة بقيمة تعاملات تبلغ حوالي مليار يوان (156 مليون دولار أمريكي ) في ذروتها وتصدر منتجاتها إلى دول الشرق الأوسط مثل الإمارات والأردن وغيرهما.

والأهم من ذلك، احتلت شركة لوخهتشياو صدارة قطاع اللحوم الحلال في الصين باعتبارها المورد الوحيد للحوم البقر والضأن الحلال لدورة الألعاب الآسيوية في قوانغتشو ودورة ألعاب الجامعات العالمية المقامة في مدينة شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين .

بالإضافة إلى ذلك، بلغ عدد الأسر التي تعمل في قطاع اللحوم الحلال في قرية لوخهتشياو زهاء 437 أسرة حتى الآن مشكلين 83.7 بالمائة في الإجمالي، بما يدفع النمو الاقتصادي المحلي بصورة ملموسة.

وقد نمت قرية لوخهتشياو من قرية يصعب العثور عليها على الخريطة إلى " موطن نشوء " علامة تجارية ذائعة الصيت للحوم البقر والضأن الحلال في الصين استنادا إلى موقعها الجغرافي البارز والجهود الحثيثة للقرويين.

وقال تشو شيويه خه المدير العام لشركة لوخهتشياو، وهو ضمن أول مجموعة من القرويين الذين قاموا ببيع لحوم البقر والضأن على جانب الطريق، " أشعر بسعادة غامرة لارتفاع مستوى المعيشة لأهل قريتي من خلال تنمية قطاع الأطعمة الإسلامية ، لكننا لا زلنا نسير على الطريق إلى الأمام".(شينخوا)

تعليقات