بكين 20 نوفمبر 2012 / شهدت الصين تقدما متواصلا طوال العقود الأخيرة في أساليب التعليم المنزلي، غير أن المجتمع الصيني مازال يبحث عن طريق علمي متطابق مع نظام نمو عقول الأطفال وأجسادهم.
إن التعليم المنزلي جزءا مهما في نمو الأطفال ، وفي السنوات الأخيرة، رأى بعض الآباء أن الأساليب القاسية مثل الضرب والشتم والعقوبات الجسدية تساعد في نجاح أطفالهم في الدراسة والقدرات الأخرى في الحياة، وحظيت هذه الفكرة بالتقدير والمتابعة من بعض الآباء.
وأشهر مثل في السنوات الأخيرة هى "الأم النمر" آمي تشوا، إذ كانت تشوا، وهى أمريكية صينية الأصل تعمل كأستاذة دائمة في كلية الحقوق في جامعة ييل وصاحبة الكتاب الذي تمتع بأكبر حجم من المبيعات ((ترنيمة معركة الأم النمر)) على أساس تجربتها في تعليم أطفالها، وتضع تشوا 10 أمور محظورة على ابنتيها للحصول على أعلى درجة في كافة المواد الدراسية وغيرها ، وكانت تشوا تطلب من ابنتها الصغيرة العزف على البيانو والتمرين المستمر على فقرة واحدة من مساء اليوم حتى الليل بدون تناول أي طعام أو شراب. وحققت تشوا نجاحات في تعليم ابنتيها، وكانت ابنتها الصغيرة تعزف البيانو في قاعة كارنيجي.
وإلى جانب ذلك، يعتبر تعليم الأطفال بشكل صارم أسلوب مقبول ومعترف به في الثقافة التقليدية الصينية القديمة، وقد نجح بعض الأشخاص في دراستهم وحياتهم بسبب تعليم والديهم الصارم في فترة طفولتهم.
وبحسب ((تقرير تطوير التعليم المنزلي لطلبة المدارس الابتدائية والثانوية)) في مدينة تشونغ تشينغ جنوب غربي الصين، رأى 42.1% من المشاركين في استطلاع الرأي بشأن نمو الأطفال أن العقاب أو التهديد بشكل خفيف يعد أسلوبا فعالا وضروريا, ويعتقد 21.7% منهم أن ضرب الأطفال أسلوب فعال، ورأى 36.2% فقط منهم أن الضرب والعقاب أسلوب لا يجوز في تعليم الأطفال .
غير أن خبراء في مجال التعليم أشاروا إلى أن أساليب الضرب والشتم والعقاب لا تستحق التقدير والتعميم, كما لن تمثل الاتجاه الرئيسي للتعليم الصيني، فقد تؤدي هذه الأساليب المتشددة إلى تمرد الأطفال على والديهم وتزيد من كراهيتهم للدراسة وحتى الهوايات بعد المدرسة.
ورأى وانغ كاي يوى, عالم اجتماعي بارز، أن التعليم المتقدم والمقوي للأطفال في فترة ما قبل المدرسة يخالف قانون نمو الأطفال الطبيعي ويخنق قدراتهم الإبداعية القيمة.
وكانت وزارة التعليم والتربية الصينية قد أعلنت مؤخرا عن ((دليل التعليم والنمو للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات)) ، وقدمت إرشادات مفصلة ومتدرجة للأطفال في فترة التعليم ما قبل المدرسة لأجل تجنب التعليم المبكر والمتقدم للأطفال .
وضع ((الدليل)) 32 هدفا معقولا لنمو الأطفال في الفئة العمرية بين 3 و4 سنوات و4 و5 سنوات و5 و6 سنوات من جوانب الصحة واللغة والمجتمع والعلم والفن، كما قدم 87 اقتراحا تعليميا لوالدي الطفل والمدرسين في روضة الأطفال على أساس تحليل الأخطاء والارتباكات المتواجدة في تعليم الأطفال قبل المدرسة.
ولقي الدليل قبول وتقدير بعض الآباء الشباب، ورأوا أن الدليل يساعد على تشكيل شخصية الطفل السليمة وتوزيع الاتجاه الأخلاقي الصحي والطبيعي.
أشار وانغ كاي يوى إلى أن الدليل يؤكد على تربية عادات أساسية وشخصية طبيعية لدى الطفل ويحفز الوالدين على إعادة التفكير في معنى التعليم الحقيقي.
وتلبية لاهتمامات الكثير من الآباء بقدرة الأطفال اللغوية والعلمية، ركز الدليل على تطوير قدرة الأطفال في التبادلات الشفوية وحب القراءة والقدرة على الفهم المبدئي للقراءة في مجال اللغة واستيعاب العلوم الرياضية وتربية قدرة التفكير المنطقى المبدئية في مجال العلوم.
وأكد الدليل على أهمية الحياة والألعاب في نمو الأطفال محذرا من إجراء تعليم مبكر وتدريبات متقدمة من عمر الطفل .
وفي هذا الصدد، أشار مسؤول في وزارة التعليم والتربية الصينية, إلى أن هذا الدليل ليس مقياسا مطلقا لتقييم سرعة ووضع نمو وتطور الطفل, إذ لا يفرض على الوالدين والمدرسين التعامل مع الأطفال بخشونة أو بتساهل.
ودعا الدليل الآباء إلى مقاطعة أي تدريبات مقوية ومتقدمة مخالفة لقانون نمو الأطفال روحيا وجسديا حتى يعيش الاطفال طفولة سعيدة.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn