![]() |
صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 20 نوفمبر عام 2012 – الصفحة رقم 09
أفادت اذاعة صوت الصين مؤخرا ، أنه في يوم 16 نوفمبر الحالي تم العثور على جثث 5 أطفال لا تتعدى أعمارهم الـ 10 سنوات، داخل حاويات قمامة في مدينة بيجيا التابعة لمقاطعة قويتشو. وأظهرت التحريات الأولية بأن أطفال الشوارع الخمسة توفوا بسبب تعرضهم للتسمم جرّاء اشعالهم نيران للتدفئة داخل حاويات القمامة.
هذه القصة الشبيهة بنسخة حديثة من قصة "الفتاة بائعة الكبريت"، أدمت قلوب الكثير من الناس. حيث كان من الواجب ألا تحدث حادثة الوفاة الشنيعة لأطفال الشوارع الـ 5، لأنهم هم أيضا لهم آباء وأمهات، فمالذي أخذهم إلى قاع حاويات القمامة للبحث عن الدفء؟ في نهاية السنة الماضية، تم احداث "عيدية" دفء الأطفال، وهو تحرك اشتركت فيه 8 جهات منها وزارة الشؤون المدنية،ووزارة الأمن إلخ، يهدف إلى "إعادة أطفال الشوارع إلى منازلهم". وقد طرح هذا التحرك افراغ المدن الصينية من أبناء الشوارع غير البالغين بموفى عام 2012. إذا، فلماذا لم يدخل أطفال الشوارع الخمسة بمدينة بيجيا إلى حقل نظر الأقسام المعنية؟
في الحقيفة اذا نظرنا إلى الوارء، فإن الأخبار السيّئة المتعلقة بالأطفال، لم تقتصر على خبر أو خبرين. مثلا، أصبحت العطلة الصيفية "الذروة السوداء" لحوادث وفاة الأطفال، ودائما مايكون غالبية الضحايا من أطفال العمال المهاجرين فاقدي السند؛ ووفقا لما كشفته ندوة نظمت حول هذا الموضوع، فإن الأرياف تفقد كل يوم 63 مدرسة و30 نقطة تعليمية بسبب سياسة " دمج المدارس الصغيرة".
وفي سياق متصل، وعلى هامش و معرض السيارات الذي نظم بمركز المعارض الدولي بووهان في 16 نوفمبر الجاري، إلى جانب السيارات الفاخرة والفتيات المثيرات، ظهرت كذلك عارضات أزياء لسيارات الأطفال يلبسن البكيني ويقفن على هيئة "شكل S"، بعد ذلك لم يتم إجراء أي معالجة للصور، بل تم تداولها على نطاق واسع على الإنترنت، لإثارة انتباه الآباء إلى "قلوبهم الميتة".
في خلفية هذه الأخبار المتعلقة بهذه الأحداث، نجد احد وجوه المشاكل التي تشهدها الصين خلال"مرحلتها الأولى": حيث أدت الفوارق الشاسعة بين الفقراء والأغنياء، والفراغ القانوني الموجود، و"ازدحام المدن، وضعف وفراغ الأرياف"، إلى إفقار الأرياف، وتوغل ثقافة الأعمال المبتذلة في كل مكان، والمؤسف أن هذا المأزق المعقد بصدد الإنتقال إلى الأطفال الذين يعدون الحلقة الأضعف والأكثر تعرضا للضرر، مايهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.
إن مستقبل أي مجتمع، يجب أن ينبني على سعادة أطفال الأرياف والمدن على حد السواء. والإسائة إلى الأطفال تعني الإسائة إلى مستقبل الأمة وأفق الدولة، ويعني عدم تحمل للمسؤولية تجاه الدولة.
لكن من يرغب في أن يكون مظلة واقية للأطفال؟ ومن سيوفر للأطفال محيطا ملائما للنمو؟ هذا لا شك بأنه يمثل تعذيب لكافة المجتمع، وأكثر منه اختبار للأقسام الحكومية. وخاصة في ظل تتالي ظهور بعض الأحداث التي تضر بالأطفال. لذلك فإن "احترام الأطفال وحمايتهم" أصبح وعي وتحرك لايمكن اغفالهما في الوقت الحاضر.
وفي هذا الإطار، ذكر الأمين العام للجنة الحزب شي جينغبينغ خلال المؤتمر الصحفي أن "تعطش الشعب لحياة أجمل، هو هدف كفاحنا" من هنا فصاعدا، كما خص الأطفال في حديثه بقوله، "نتمنى لأطفالنا أن ينموا أفضل، ويعملوا أفضل، ويعيشوا أفضل". وعند سماع حديث شي جينغبينغ، ثم تذكر أطفال الشوارع والأطفال الذين يتم رصهم داخل سيارات المدارس القديمة، هل سيهدأ خاطرنا؟
مهما كانت أعبائنا ثقيلة، ومهما كانت خلافاتنا معقدة، ومهما كانت مصالحنا متشابكة، يجب ألانؤذي الأطفال، لأن ذلك هو الخط الأحمر لمجتمعنا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn