بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 7/-4 

تعليق: اتهام المقاتلة جيان-15 بكونها "نسخة مقلدة" ادعاء فاقد للأساس

2012:11:26.16:54    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية – الصادرة يوم 26 نوفمبر عام 2012 – الصفحة رقم 01

أجرت المقاتلة جيان- 15 خلال الأيام الأخيرة بنجاح تدريبات الإقلاع والهبوط على متن "الحاملة لياونينغ"، حيث حصلت منصة الحاملة وتقنيات الطائرة على مستوى عالي من الثقة. وبالتزامن مع هذا التقدم الكبير الذي أحرزته الصين في المجال العسكري، ادعت بعض وسائل الإعلام الأجنبية بأن المقاتلة الصينية جيان- 15 هي "نسخة مقلدة" لأحد طرازات المقاتلات الأجنبية، واتهمت الصينيين بالتجسس على تكنولوجيا مقاتلات الدول الأخرى، وأظهرت في هذا الجانب تعامل نفسي معقد.

وبالتزامن الإنجازات التي حققتها الصين في التكنولوجيا العسكرية خلال السنوات الأخيرة، دأبت بعض الأطراف الأجنبية على التشكيك في مصدر هذه المعدات، والقدح في قدراتها التكنولوجية والقتالية، والإدعاء بأن الصين تتجسس على الإنجازات التكنولوجية للدول الأخرى. وعلى هامش انعقاد معرض تشوهاي للطيران مؤخرا، سخرت بعض وسائل الإعلام الأجنبية من شبهات "التقليد" التي ادعت وجودها في بعض المعدات العسكرية الصينية.

لكن، كل معارف ولو قليلة بالأمور العسكرية يدرك، أن القول بأن المقاتلة جيان- 15 تعد نسخة مقلدة لأحد طرازات المقاتلات الأجنبية هو حديث عار من الصحة. حيث تعد جيان-15 أول مقاتلة محمولة على ظهر الحاملات ومتعددة الإستعمالات تقوم الصين بصنعها وتطويرها اعتمادا على قدراتها الذاتية، وتمتلك كافة حقوق ملكيتها الفكرية، ويمكنها خوض مهام حربية جوية وبحرية إلخ، كما تعد طائرة حربية صينية الصنع وصينية "القلب والروح"، وثمرة للإبتكارات التي راكمها العاملين في حقل العلوم والتكنولوجيا بوزارة الدفاع الصينية. وفي الحقيقة ان مايسمى بالتجسس الصيني، هو ادعاء لا أساس له، ومايعكسه تقريبا هو "غيرة وحسد" قلوب بعض الأطراف. ونحن ندعو أولائك الذين لديهم حسابات مع الصين، عدم التقليل من شأن قدرات الإبتكار الذاتية للصين في مجال تكنولوجيا الدفاع.

يعد الإبتكار الذاتي نقطة استراتيجية هامة بالنسبة لعلوم وتكنولوجيا الدفاع والبناء العسكري. والكل يعلم، ان الصين استطاعت تصنع القنبلة النووية رغم تواضع امكانياتها في ذلك الوقت، وأسست مكانتها الإستراتيجية كدولة عسكرية كبرى. وخلال القرن الجديد، وفي ظل الحصار التكنولوجي على الصين، حققت الصين سلسة من الإختراقات التكنولوجية الهامة بما في ذلك الطائرات الحربية الحديثة، حيث تمكن التسليح العسكري الصيني ذو التكنولوجيا العالية من تحقيق تنمية مستدامة ذاتية وعابرة.

طبعا، ان تاريخ التقدم البشري، هو تاريخ تعلم، واستفادة، واندماج. وخلال مراحل انفتاح واندماج الأمة الصينية، فإنها في الوقت الذي تصدر فيه حكمتها الحضارية، تتعلم وتستفيد وتمتص وتدمج التقنيات المتقدمة للدول الأخرى، لدفع الإبتكار التقني والتقدم التنموي. لكن، بعض الدول ظلت لوقت طويل تتمسك بموقف معاد ومناهض للصين، ولاتتوقف عن تعبئة الرأي العام تجاه الصين حول قضايا تتعلق بالجوسسة العسكرية، والسرقات التكنولوجية والعلمية، بهدف مزيد احكام الحصار التكنولوجي على الصين، وتعطيل وعرقلة تقدم الصين في تطوير التكنولوجيا العسكرية.

في ظل تزايد التبادل المعلوماتي والعلاقات مع الخارج الذي يشهده العصر الحالي، يشهد التبادل المعلوماتي العسكري والتعاون العسكري بين الصين والدول الأخرى مزيدا من النتائج الإيجابية. في ذات الوقت، نشاهد بكل يقظة، ماتمارسة بعض الدول العسكرية الكبرى من تشكيك وحظر ومحاصرة تكنولوجية كبيرة تجاه الصين من أجل تدعيم مكانتها كدولة قوية في مجال التكنولوجيا العسكرية المفصلية. لكن تطور التكنولوجيا العسكرية الصينية، ليس من قبيل الوهم، بل ينبي على القدرات والإبتكارات الصينية الذاتية.

وفي هذا الصدد، أشار تقرير المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، إلى ضرورة تعزيز بناء التسليح ذو التكنولوجيا العالية، والعمل على رفع قدرات الدفاع الوطني الصيني على الإبتكار التكنولوجي والصناعي الذاتي. حيث نتطلع، إلى أن يدخل بناء الدفاع الصيني والجيش الصيني عصرا جديدا من النضهة في ظل المسيرة الثورية التحديثية والتنظيمية التي يعيشها الجيش الصيني، لتحقيق قفزة تاريخية. وبصفتها دولة محبة للسلام، فإن قيام الصين بتعزيز مستوى التسلح بالتكنولوجيا العسكرية العالية يأتي في إطار متطلبات حماية سيادة وأمن ووحدة أراضى الوطن.

كلما تقدمت عملية التحديث الدفاعي والعسكري الصيني خطوة إلى الأمام، كلما كان جيش التحرير أكثر قدرة على مجابهة التحديات، وكلما كان أكثر ثقة بالنفس على كبح الحروب، مايعني قدرة أكبر على استعمال الوسائل السلمية لحماية السلم والأمن العالميين.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات