الصين: ترقية وضع فلسطين في الأمم المتحدة يظهر دعما دوليا واسع النطاق للقضية العادلة للشعب الفلسطيني

قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة لي باو دونغ يوم الخميس إن القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للتو، والذي يمنح فلسطين تمثيلا أعلى في المنظمة الأممية ، "يظهر تماما الدعم واسع النطاق الذي يوفره المجتمع الدولي للقضية العادلة للشعب الفلسطيني"، ويعني مزيدا من الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

جاءت تصريحات لي باو دونغ في معرض كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد التصويت لصالح مشروع قرار ينص على "الموافقة على منح فلسطين وضع الدولة المراقب غير العضو في الأمم المتحدة".

وقال لي باو دونغ إن "قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي تم اعتماده للتو ويقضي بالموافقة على منح وضع الدولة المراقب غير العضو لفلسطين، يظهر تماما الدعم واسع النطاق الذي يوفره المجتمع الدولي للقضية العادلة للشعب الفلسطيني فيما يتعلق باستعادة حقوقه الوطنية المشروعة".

وأضاف المبعوث الصيني أن "هذا مزيد من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتطور إيجابي آخر بالنسبة لفلسطين على طريقها نحو الدولة المستقلة".

كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت في وقت سابق من يوم الخميس لصالح رفع تمثيل فلسطين بالأمم المتحدة من "كيان مراقب غير عضو" إلى "بلد مراقب غير عضو"، ما قد يرقى إلى مستوى الاعتراف الضمني والرمزي من قبل المنظمة الأممية بالدولة الفلسطينية.

وصوت الأعضاء الـ193 بالجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار، الذي أحيل إلى الجمعية برعاية الصين وقرابة 70 دولة أخرى، بموافقة 138 عضوا واعتراض 9 أعضاء فيما امتنع 41 عضوا عن التصويت.

وفي هذا الصدد، لفت لي باو دونغ إلى أن "هذه نتيجة لجهود بعيدة الأمد من جانب فلسطين ودول عربية أخرى بدعم من المجتمع الدولي ... والصين تعرب عن خالص تهانيها للشعب الفلسطيني".

كما ذكر لي باو دونغ أن "الصين ظلت تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني فيما يتعلق باستعادة حقوقه الوطنية المشروعة ... إن نيل دولة مستقلة حق مشروع للشعب الفلسطيني، إنه أساس وشرط مسبق لتحقيق حل الدولتين الذي ينص على قيام بلدين يعيشان جنبا إلى جنب في سلام".

وتدعم الصين وجود دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة عاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود عام 1967، على حد قول لي باو دونغ.

وتابع المبعوث الصيني قائلا "إن الصين كانت إحدى أوائل الدول التي دعمت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية واعترفت بمنظمة التحرير الوطنية الفلسطينية ودولة فلسطين"، مشيرا إلى أن الصين في عام 1988 أعلنت اعترافها بدول فلسطين وأقامت علاقات دبلوماسية معها.

وأردف لي باو دونغ قائلا "إن الصين تؤيد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وتعرب عن تفهمها واحترامها ودعمها لطلب فلسطين الخاص بالحصول على وضع المراقب في الأمم المتحدة".

ظلت القضية الفلسطينية على الدوام محور قضية الشرق الأوسط، ويمكن فقط تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة عن طريق حل القضية الفلسطينية بطريقة ملائمة، حسبما قال المبعوث الصيني.

ومن ناحية أخرى، قال لي باو دونغ إن "الصين تعرب عن قلقها الشديد إزاء الجمود المستمر في محادثات السلام بين الطرفين ... وتأمل أن تحل جميع الأطراف خلافاتها عبر التفاوض السياسي على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرات العربية وخارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام".

وكانت محادثات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قد توقفت عام 2010 بسبب استمرار توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي خطوة يدينها الفلسطينيون والمجتمع الدولي وكذلك يسار الوسط في إسرائيل نفسها.

ويطالب الفلسطينيون بتجميد بناء المستوطنات قبل استئناف محادثات السلام..

وفي هذا السياق، قال لي باو دونغ "إنه في ظل الوضع الراهن، يعد استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل أكثر أهمية وإلحاحا من أي وقت مضى ... يتعين على المجتمع الدولي اعتماد موقف أكثر فعالية وبناء بدرجة أكبر للضغط من أجل استئناف محادثات السلام ودفع الطرفين، وبخاصة إسرائيل باعتبار أنها الطرف الأقوى، إلى اعتماد إجراءات فعالة لإزالة العقبات التي تقف في طريق محادثات السلام، واستعادة الثقة المتبادلة من أجل استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن وإحراز تقدم بناء".

واختتم المبعوث الصيني بقوله "إن الصين تعتزم الاستمرار في لعب دور فعال وبناء في إطار الدفع من أجل تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".

/مصدر: شينخوا/