تحسين سلالة الذرة تحدث ثورة إنتاجية في الصين

تشانغتشون 3 ديسمبر 2012/ بعد ان انتهى من جنى محصول الذرة مؤخرا، شعر قو تشون ون، وهو مزارع في مقاطعة جيلين شمال شرقي الصين، بسعادة غامرة لتأثير قراره الذي اتخذه قبل بضعة أشهر. وفى الوقت الذي تراجع فيه المحصول عند جيرانه وربما دماره جراء الكوارث الطبيعية، زاد إنتاج مزرعته بنسبة50 بالمائة مقارنة مع العام الماضي.

اتخذ قو قراره في مارس عندما زار متجرا للبذور وطلب المشورة. واقترح عليه فني زراعي محلي استخدام نوع جديد من البذور والانضمام إلى برنامج اختبار مصمم للسلالة، وبعد هذه المشورة، أصبح قو جزء من المبادرات العلمية الهادفة إلى زيادة الإنتاج المحلى من الذرة في الصين من اجل تلبية الطلب المتزايد.

لقد أثبتت غريزة المزارع البالغ من العمر 40 عاما انه على حق عندما تفشت الآفات واجتاحت الأعاصير مقاطعة جيلين، حزام الذرة في الصين، في فصل الصيف. وقال " الكثير من الحقول عانت من انخفاض في الإنتاج . لكن فوجئت بمحصولي يقاوم الرياح وديدان الذرة أيضا."

تلقى قو محصولا وفيرا في وقت تعمل الصين، ثاني اكبر مستهلك للذرة في العالم، على زيادة كفاءتها في زراعة الذرة. فقد عززت الشهية المتزايدة في البلاد على اللحوم من واردات الذرة- العلف الرئيسي للمواشي. ولكن إنتاجها من الذرة بالنسبة للوحدة يعادل فقط 60 في المائة مما يجنى في وسط غربي الولايات المتحدة.

ويترأس وانغ لي تشون، باحث في أكاديمية جيلين للعلوم الزراعية ، المشروع الذي يضم من بينه مزرعة قو. ويعمل فريق وانغ، الذي ترعاه الدولة، على تطوير سلالة جديدة من البذور تسمى ليمين 33 لمدة ثماني سنوات.

وساعد الفنيون التابعون للباحث المزارعين أيضا على استخدام وتثبيت شبكات الري بالتنقيط وقطعوا زيارات منتظمة إلى هناك لتطبيق الأسمدة والمبيدات مع المعدات المهنية .

ووفقا لتشاو مينغ، نائب مدير فريق خبراء الذرة في وزارة الزراعة ، قامت الصين بإقامة أكثر من 3500 مزرعة عالية الإنتاجية ، تغطى كل واحدة منها حوالي 10 آلاف مو (666 هكتارا) من حقول الذرة.

ومن المتوقع ان تحصد الصين 201 مليون طن من الذرة في العام الحالي، بزيادة 4.1 بالمائة مقارنة مع العام السابق، وفقا لبيانات صادرة عن المركز الوطني لمعلومات الحبوب والزيوت.

وقال تشاو ان " معدل الإنتاج التاريخي يمكن ان يعود إلى الزراعة المكثفة إضافة إلى التوسع في حقول الذرة ذات الإنتاجية العالية".

وقد أنشأت جيلين لوحدها أكثر من 500 مزرعة ذرة تدمج العشرات من الحقول العائلية الصغيرة، وبفضل تزايد المساحات والإدارة المشتركة، تمكنت المزارع من اعتماد تقنيات حديثة في زراعة الذرة.

وعلى سبيل المثال، وقعت شركة قانسو للاستصلاح الزراعي في عام 2010عقدا بـ1500 هكتار من الأراضي الزراعية في محافظة تشيانقو في مقاطعة جيلين، وبعد عامين من الأنشطة الزراعة والتصنيعية المتكاملة ،توسع الإنتاج للمو الواحد (نحو 0.067 هكتار ) في حقل الذرة للشركة بما يزيد على 40 بالمائة عن متوسط الإنتاج بالمحافظة.

قال وان زون شين، المدير العام لمزرعة تشيانقو التابعة للشركة، " من خلال بناء نظام الري الجديد، وفرت المزرعة أيضا استهلاك المياه بنسبة 40 بالمائة"، مضيفا ان الشركة تخطط لزيادة مساحة المزرعة بأربعة أضعاف على الأقل في غضون خمس سنوات.

ومع ذلك، فقد شكك بعض العلماء الزراعيين في مدى سلامة الافراط في موارد الأرض من الناحية البيئية، ودعمت الحكومة الصينية الجهود الرامية إلى تحديث إنتاج الذرة اثر مخاوف يمكن ان تقوض الاكتفاء الذاتي، لكن واردات الذرة في الوقت الراهن تشكل 5 في المائة فقط من إجمالي استهلاك البلاد .

ويعتقد ليو شياو ران، الأمين العام لمعهد اقتصاد الحبوب في جيلين، ان الذرة المستوردة سوف تساعد المزارع الصينية على التعافي من الزراعة المفرطة، مشيرا إلى ان التربة في شمال شرق البلاد قد ضعفت بنسبة 50 بالمائة خلال نصف القرن الماضي، محذرا " من تدمير إنتاجية الأرض في حزام الذرة في الصين بشكل لا رجعة فيه ".

ولكن بالنسبة لمزارعين مثل قو يأملون في توسع مشاريع الذرة ذات الإنتاجية العالية. وبحسب تقدير قو زاد دخله من المحاصيل 18500 يوان(2960 دولارا أمريكيا) مقارنة مع العام المنصرم. وقال" هذه النتيجة جيدة جدا، واعتقد ان العائلات جميعها في قريتي ستختار البذور الجديدة في العام المقبل".

/مصدر: شينخوا/