بكين 18 ديسمبر 2012/ أرسلت كل من الصين وقرغيزستان في أكتوبر 2002 سرية للتعاون في مناورة عسكرية لمكافحة الإرهاب عقدت بالقرب من الحدود بين البلدين .وكانت المناورة, التي اشترك فيها مئات من الجنود فقط, أول تدريب عسكري مشترك تجريه الصين مع بلد آخر . ومنذ ذلك الحين, شارك جيش التحرير الشعبي الصيني في قرابة 60 مناورة عسكرية ثنائية أو متعددة الأطراف مع نظرائه من 30 دولة .
وعلى مدار العقد الماضي , اتبعت الدبلوماسية العسكرية الصينية، بتوجيه من نظرية بناء عالم متناغم التي طرحها الرئيس هو جين تاو, اتبعت بثبات مفهوم الأمن الجديد للصين والقائم على الثقة المتبادلة والنفع المشترك والمساواة والتنسيق. وبهذا, تشكل نمط شامل وواسع النطاق ومتعدد المستويات من التبادلات .
وتضطلع الدبلوماسية العسكرية الصينية بدور مهم في النهوض بتطوير علاقات الصين مع الدول الأخرى , فضلا عن حماية سيادة وامن مصالح الوطن. كما ساهمت الدبلوماسية العسكرية في دفع عملية تحديث الجيش , وساعدت في ضمان السلام العالمي.
وبينما تتزايد التهديدات الأمنية غير التقليدية منذ مطلع القرن الحالي, أصبحت القضايا الأمنية التي تواجهها الصين أكثر شمولية وتعقيدا وتنوعا . وفى الوقت نفسه , تطلب التطور العسكري العالمي السريع من الصين أن تعجل وتيرة تحديث جيشها. ولمعالجة هذه التحديات بفعالية، يسعى الجيش الصيني إلى أن يصبح أكثر انفتاحا على العالم الخارجي, ويصبو إلى تحسين قدراته لمواجهة التهديدات الأمنية المتعددة.
وبات من الممكن في الوقت الراهن أن تتضمن المناورات العسكرية المشتركة بين الصين ودول أخرى عشرات الآلاف من أفراد القوات البرية والبحرية والجوية والمشاركون في هذه المناورات ليسوا من جيران الصين فقط, بل أيضا من دول أوروبية وأمريكية وافريقية . وتتوسع مناطق التدريبات العسكرية من الحدود والسواحل إلى الأعماق الإستراتيجية والمناطق النائية. وأضحت المناورات العسكرية المشتركة تتخذ شكلا طبيعيا ومؤسسيا لتغطى مجالات مكافحة الإرهاب وحفظ السلام والإغاثة والمرافقة البحرية والعمليات الخاصة.
وتترك المناورات العسكرية المشتركة تأثيرا ايجابيا كبيرا على القوات المسلحة الصينية. فعلى سبيل المثال , قررت كل من الصين وروسيا أثناء مناورة مهمة السلام 2005 , وبعد خمس جولات من المفاوضات, قررتا تحديث المناورات العسكرية المشتركة بينهما من تدريب تكتيكي إلى عملية إستراتيجية تشمل الحصار البحري والإنزال البرمائي والعزلة القسرية . واعتبرت التدريبات الموسعة بين البلدين نجاحا على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والعسكرية .
وذكرت تقارير إعلامية أجنبية إن المناورات العسكرية المشتركة المتزايدة تشير إلى أن جيش التحرير الشعبي الصيني بدأ ينفتح على العالم بعد عقود من التطوير خلف الأبواب المغلقة .
وترسل الصين منذ عام 2007 وفودا عسكرية رفيعة المستوى للمشاركة في حوار شانغري- لا , وهو منتدى أمنى سنوي على مستوى الحكومات يعقد بمشاركة وزراء دفاع وقادة جيوش دول منطقة آسيا- الباسيفيك. ودائما ما يتركز الانتباه في المنتدى على قادة الجيش الصيني , ويتم توجيه نحو 90 بالمئة من الأسئلة في المؤتمرات الصحفية المشتركة إلى المسؤولين الصينيين .
كانت الصين في السابق تشغل مساحة ضئيلة على الساحة الدولية, ولكن بفضل قوتها المتزايدة بدأت في بناء ساحات جديدة تمثل فعلا تبادلات عالمية متكافئة وعادلة.
وتعد منظمة شانغهاى للتعاون واحدة من هذه الساحات . فتجاوز عقلية الحرب الباردة وتشكيل منظومة أمنية شاملة وعادلة أمر لا يلبى المطالب العامة لدول منطقة آسيا- الباسيفيك فحسب بل يحمى مصالح الصين أيضا. والتعاون في مجالي الأمن والدفاع بين أعضاء منظمة شانغهاى للتعاون ينمو باطراد بفضل المشاركة النشطة لجيش التحرير الشعبي الصيني. وبات نموذجا للتعاون الأمني الاقليمي من خلال التمسك بمبادئ الثقة المتبادلة والنفع المشترك والمساواة والتشاور واحترام الثقافات المختلفة والسعي إلى النمو المشترك.
وأصبحت الدبلوماسية العسكرية الصينية كذلك أكثر واقعية وديناميكية على ساحات أخرى متعددة الأطراف . ويشارك جيش التحرير الشعبي الصيني بنشاط في حوارات أمنية ودفاعية إقليمية مثل منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومحادثات آسيان- الصين وآسيان زائد ثلاثة ( الصين واليابان وجمهورية كوريا). واستجابة لمبادرات دول آسيان, تدفع الصين من أجل إقامة اجتماع وزراء دفاع آسيان (10+8) , وطرحت مفاهيم التعاون الأمني المتمثلة في " الاحترام المتبادل , والمساواة في السيادة, والتوافق, ومراعاة اهتمامات كل طرف".
ومن اجل حماية الأمن العالمي , تولى الصين أهمية كبرى للأدوار التي تلعبها المنظمات الإقليمية. ويجرى الجيش الصيني تبادلات متنوعة مع الاتحادين الأوروبي والإفريقي وحلف شمال الأطلسي (الناتو), الأمر الذي يساهم في تعزيز التفاهم المشترك والثقة المتبادلة ويوسع اطر الحوار الأمني الدولي .
عقدت وزارة الدفاع الصيني في 18 مايو 2008 أول مؤتمر صحفي لها منذ تدشين نظام برنامج المتحدث الرسمي باسم الوزارة. وبدأت الوزارة عقد مؤتمرات صحفية دورية عام 2011 . وكل شهر, يخبر الناطقون بلسان الوزارة العالم بما يفكر فيه الجيش الصيني.
وعلى مدار الأعوام الـ10 الماضية , كان الجيش الصيني يتواصل بنشاط مع العالم الخاري. وتمكن الجيش عبر العلاقات العامة الدولية الجيدة من كسب فهم وصداقة الآخرين.
بيد ان عمليات تشويه تطور الجيش الصيني لم تتلاش مطلقا . ولمواجهة التكهن بأن الجيش الصيني يمثل تهديدا, أصدرت الحكومة الصينية خمسة كتب بيضاء حول الدفاع الوطني للصين منذ عام 2002 . كما حددت وزارة الدفاع الصينية مؤتمرات صحفية دورية لنشر الأخبار المهمة والرد على التساؤلات بشأن القضايا العامة .
ويلقى قادة القوات المسلحة الصينية خطابات عامة ويجتمعون بالساسة والجنود ووسائل الإعلام من دول أخرى , في محاولة لتعزيز فهم الجيش الصيني ولإظهار الانفتاح والثقة لدى الجيش .
كما توجه الصين الدعوة إلى جيوش أجنبية لزيارة قواعدها العسكرية ومتابعة المناورات , وتعقد الحوارات والندوات العسكرية الدولية. وكل هذه الجهود توضح أن الجيش الصيني قوة تتحلى بالمقدرة والكياسة والنزعة السلمية.
يقع قبر الجندي الصيني دو تشاو يو في منطقة أحرقتها القنابل التي ألقيت خلال الصراع الأخير بين لبنان وإسرائيل. وكان دو تشاو يو واحدا من بين تسعة جنود صينيين لقوا مصرعهم في مهام حفظ سلام ضمن قوات يزيد قوامها على 20 ألف جندي أرسلتهم الصين للمشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كمساهمة منها في حفظ السلام والاستقرار على الصعيد العالمي .
وسواء في عمليات حفظ السلام الأممية أو مهام مرافقة السفن في خليج عدن أو عمليات الإغاثة الدولية, تظهر القوات الصينية دائما الشجاعة والتفاني , وتساهم في ضمان امن واستقرار العالم. وجهود جيش صيني قوى لا يسهم في الدفاع عن التنمية السلمية للصين فحسب , بل يصون السلام العالمي أيضا .
كما يجرى الجيش الصيني مشاورات إستراتيجية وحوارات دفاعية مع 22 دولة في مسعى للارتقاء بالثقة المشتركة والسلام والاستقرار.
لقد شارك الجيش الصيني في عمليات إغاثة دولية من هايتي إلى باكستان , وقدم مساعدات إنسانية لـ26 دولة ومعونات طبية لـ9 بلدان, وساعد في إزالة الألغام في 22 دولة.
ويزداد انفتاح الجيش الصيني على العالم الخارجي في ظل إتباعه المبدأ الاستراتيجي المتمثل في الدفاع الفعال وهدفه الداعي إلى ضمان السلام .
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn