بكين   مشمس جزئياً 2/-9 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة
  2. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

حيوية القيادة الجديدة للحزب الشيوعي الصيني أمام اختبار حزبي صعب

2012:12:21.14:55    حجم الخط:    اطبع


بكين 21 ديسمبر 2012 / كان يدرك نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ أن المسيرة شاقة في تنظيف الحزب الشيوعي الصيني من مشاكله عندما أطلق عبارته الشهيرة " من أراد أن يكون حدادا لا بد له أن يقوى نفسه أولا " عقب انتخابه أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصينى فى المؤتمر الوطنى الـ18 للحزب.

فقد كشف شي جين بينغ عن عزيمة قوية على إدارة الحزب بانضباط صارم وبذل جهود جادة لتسوية مشكلات الحزب وتوثيق علاقته بالجماهير في اللقاء الذى جمع القيادة المنتخبة الجديدة للحزب الشيوعي الصيني مع الصحفيين الصينيين والأجانب في منتصف نوفمبر الماضي في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين.

وقال شي "ان الحزب يواجه الكثير من التحديات الخطيرة وتوجد بداخله مشاكل كثيرة تتطلب الحل بإلحاح وخاصة الإختلاس والفساد والانفصال عن الجماهير والشكلية والبيروقراطية وغيرها من المشاكل عند بعض الكوادر الحزبيين".

ومشددا على أهمية حل هذه المشاكل بالجهود الكبيرة وتحلى الحزب باليقظة والحذر، قال شي" إن مسؤوليتنا تتمثل في أن نعمل سويا مع الرفاق في كل الحزب , ونتمسك بإدارة الحزب بانضباط صارم, ونبذل جهودا جادة لتسوية المشاكل البارزة داخل الحزب ".

ولكن السؤال: هل يمكن للقيادة الجديدة أن تحل مشاكل الحزب بصورة جيدة؟

يعتقد بعض المراقبين انه رغم الانجازات التي حققها الحزب طوال تاريخه وخدمته للشعب بكل أمانة وإخلاص ، إلا انه يواجه الكثير من التحديات الجادة في عملية البناء .

ويمكن القول ان قدرة الحزب، الذي تأسس قبل 91 عاما ويحكم الصين منذ أكثر من 60 عاما، على إدارة الدولة تدخل مرحلة تاريخية جديدة في الوقت الراهن .

وانعقد المؤتمر الوطني الـ18، البالغ الأهمية للحزب الشيوعي الصيني، فى مرحلة حاسمة تناضل فيها الصين لإنجاز مجتمع رغيد العيش على نحو شامل وسط تحديات وفرص غير مسبوقة، واتجاهات ايديولوجية متنوعة ، وأنماط مصالح متغيرة في المجتمع الصيني .

وادراكا لأهمية المرحلة، أدخل المؤتمر لأول مرة مفهوم التنمية العلمية مع الماركسية اللينينية وافكار ماو تسى تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار " التمثيلات الثلاثة " الهامة , فى دستور الحزب كدليل لعمل الحزب. وبددت عبارة " لا سلوك الطريق القديم ولا سلوك الطريق الغريب أيضا "، التي طرحت في المؤتمر، الشكوك داخل الصين وخارجها حول كيفية إتباع الصين لسياساتها.

كما وضع تقرير المؤتمر يده على الجرح عندما قال " ما زال بعض الكوادر ضعفاء في قدرتهم على قيادة التنمية العلمية, ولا تزال بعض منظمات الحزب القاعدية ضعيفة ومتراخية, وأصبح قلة من الكوادر الحزبيين مترددين في المثل العليا وضعفاء في الحس بالاهداف ، بينما برزت لديهم مشكلات السطحية والبيروقراطية , وتفاقمت عندهم ظاهرة البذخ والتبذير، وكثيرا ما تظهر ظاهرة السلبيات والفساد في بعض المجالات , وعليه , فان الوضع لمكافحة الفساد لا يزال خطيرا."

وأثر المؤتمر ألا يترك هذا الجرح دون وضع روشتة للعلاج وبرزت العزيمة قوية فى طرحه لمسألة " الرفع الشامل لمستوى علمية بناء الحزب"،" والمهام الثمانى " للبناء في المستقبل.

ومن جانبه، قال نى شينغ شيانغ , رئيس المتحف التذكاري لمقر المؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني، ان تغيرات كبيرة للغاية طرأت على الصين والخارج منذ تأسيس الحزب قبل 91عاما حتى الآن . وظهرت تحديات جديدة على صعيدي إدارة الحزب وإدارة الدولة. ولذلك , أولى الحزب الشيوعي الصيني اهتماما أكبر بالتنمية السليمة لكائن ذاته الحي في السنوات الأخيرة .

وتأسس الحزب الشيوعي الصيني عام 1921بعدد اعضاء بلغ انذاك نحو 50 عضوا. والآن يتجاوز عدد اعضائه 82 مليون عضو، ما يجعله الحزب الأكبر فى العالم.

ورأي شيه تشون تاو، الأستاذ بمدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن المؤتمر الوطني الـ18 اثبت أن الحزب الشيوعي الصيني يتمسك ويمارس أيضا " مفهوم التنمية العلمية " من حيث بناء ذاته .

ورأى لين شانغ لى , نائب رئيس جامعة فودان والمتخصص في دراسات بناء الحزب , ان "المهام الثماني للحزب متصلة وليست منفصلة عن بعضها البعض وهو ما يجب عليه أن تكون عملية بناء الحزب. ورغم صعوبة اتقانها جميعا , لكن لا بد من اتقانها لانها ضرورة لضمان ممارسة الحزب الشيوعي الصيني لحكم الدولة بطريقة أكثر فعالية".

وحدد الحزب ثمانية مجالات لبناء الحزب هى المثل والمعتقدات، وممارسة حكم الدولة لابناء الشعب، والديمقراطية داخل الحزب، والكوادر وشؤون الموظفين, وجمع الأكفاء, وبناء الحزب في الوحدات القاعدية , ومقاومة الفساد, والتنفيذ الصارم لانضباط الحزب .

كما أكد تقرير المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني على ضرورة الحفاظ على تقدم الحزب ونقائه . وقد طرح معيارا أعلى لكل عضو حزبى من حيث مجالات الفكرة والنظرية ومبدأ روح الحزب وبناء الاخلاق وغيرها .

وبلغ متوسط اعمار اعضاء اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي الصيني والمنتخبة يوم 14 نوفمبر الماضي 56 سنة ما يبعث بإشارة جديدة على حيوية المسؤولين الصينيين .

وقال نى شينغ شيانغ عندما شاهد البث التلفزيونى المباشر لجيل القادة الجديد مع الصحفيين المحليين والأجانب " قبل 91 عاما تأسس الحزب الشيوعي الصيني في شانغهاي، حيث حضر 13 عضوا المؤتمر الوطني الأول ، كان متوسط عمر هؤلاء أقل من 30 سنة ، والآن ، يمكننا أن نعتقد ونثق بأن المزيد من الشباب الأكفاء يرغبون فى الإنضمام إلى أعمال الحزب الشيوعي الصيني والانتماء له فى المستقبل".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات