تقرير خاص: شى جين بينغ يحث على المزيد من الجهود للحد من الفقر

بكين 30 ديسمبر 2012 /حث الزعيم الصينى شى جين بينغ السلطات المحلية على زيادة الجهود من اجل الحد من الفقر ، وذلك خلال جولته فى نهاية الاسبوع فى القرى الفقيرة فى محافظة فوبينغ النائية بشمال الصين.

وفى ظل طقس شديد البرودة يقارب 10 درجات مئوية تحت الصفر ، وصل شى امين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصين ، إلى فوبينغ، وهى محافظة فقيرة تقع في اعماق جبال تايهانغ بمقاطعة خبي، بعد ظهر يوم السبت.

وزار شي صباح اليوم منازل مزارعين فى قريتى لوتووان وجوجياتاى لكي يلمس بنفسه طبيعة حياة الناس هناك.

وخلال حديثه مع القرويين، اولى شى اهتماما خاصا للصعوبات التى يواجهونها فى الحياة اليومية، مثل المشاكل المتعلقة بالدخل والغذاء والتعليم والرعاية الطبية.

وزار شي ايضا عيادات ومحال القرية وتحدث مع مسؤوليها. وقال شى للمسؤولين المحليين ان يضعوا فى اعتبارهم الفقراء وان يعملوا باخلاص لمساعدتهم.

ويتعين على السلطات المحلية والحكومة اعطاء اهمية اكبر لمهمة مساعدة المواطنين على الخروج من الفقر، لا سيما في المناطق الفقيرة. كما قال شي إنه يتعين على السلطات أن تبذل قصارى جهدها لايجاد الطريق الصحيح لاخراج الناس من الفقر عبر تعديل السياسات بما يتوافق مع تلك الاوضاع بطريقة علمية.

واضاف شي إن السياسات المخصصة لدعم الزراعة والمناطق الريفية والفلاحين والقضاء على الفقر يجب أن تنفذ بشكل كامل، واصفا عمليات الاختلاس من الاموال المخصصة للقضاء على الفقر بأنها "جريمة لا تغتفر".

واظهرت الاحصاءات أن دخل الفرد الصافي السنوي يقارب 2400 يوان (390 دولارا امريكيا) فقد بالنسبة للفلاحين في محافظة فوبينغ التي تفتقر للموارد الطبيعية، وهي قاعدة ثورية سابقة تبعد عن بكين 300 كيلو متر.

وقال شي ان " المهمة الاكثر صعوبة وثقلا التى تواجه الصين فى عملية اتمام بناء مجتمع مزدهر بشكل معتدل تتمثل في المناطق الريفية لا سيما في المناطق التي تعاني من الفقر".

وجاءت تصريحات شي عقب اطلاعه على تقارير المسؤولين بشأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية مساء السبت.

وقال الزعيم الصيني إن وجود صين مزدهرة لن يتحقق اذا لم يعش الناس في المناطق الريفية حياة مزدهرة.

واضاف أن السلطات المركزية قلقة للغاية بشأن جهود مكافحة الفقر، وحث كافة الاجهزة الحكومية والحزبية المحلية على الوفاء بالتزماتها بشكل جيد لاخرج الناس من الفقر سريعا.

ولقت زيارة شي التي اجراها اليوم ووردت انباء عنها لاول مرة عبر خدمات المدونات الصغيرة، استحسانا واسعا من الخبراء والمعلقين.

وقال آي يي وي، استاذ في المدرسة التابعة للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة هونان "توضح تلك الزيارة مشاعره تجاه الفقراء وتجاه القواعد الثورية السابقة".

وافاد تقرير صادر عن المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني أن الصين تستهدف اتمام بناء مجتمع مزدهر على نحو معتدل بحلول نهاية 2020، وهو ما يسهم في تحقيق انخفاض حاد في عدد المواطنين الذين يعانون من الفقر في البلاد.

واضاف التقرير أن الصين ستزيد من جهودها لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القواعد الثورية القديمة، ومناطق الاقليات، والمناطق الحدودية والفقيرة، بالاضافة إلى تعميق جهودها في الحد من الفقر في المناطق الريفية.

وقال الخبراء أن تحقيق هذا الهدف لا شك أنه سيكون مهمة طويلة وشاقة.

ويوجد بالصين 128 مليون شخص فقير في المناطق الريفية وهو ما يمثل 13.4 في المائة من تعداد السكان في ريف البلاد، وذلك استنادا إلى معدل الحد الادنى الحالى للدخل الذي يبلغ قيمته 2300 يوان كصافي دخل سنوى للفرد .

يشار الى أن الصين حققت تقدما كبيرا على مدار العقود الثلاثة الماضية في الحد من الفقر، وهي حقيقة اعترف بها المجتمع الدولي.

بيد أن الصين لديها فجوة كبيرة بين المناطق المختلفة وبين المناطق الحضرية والريفية فيما يتعلق بمستويات التنمية، وهي مسألة ملحة. وسيكون حل تلك المشكلة طويل الأجل ومهمة شاقة.

وقال لي نينغ تاي، سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني في محافظة فوبينغ، "لقد كانت زيارة السكرتير العام شي مصدر الهام لنا"، مضيفا أن البلاد ستسرع من جهودها في الحد من الفقر.

وعلى صعيد متصل، اعرب المسؤول عن امله بأن يتم اتخاذ مزيد من المبادرات فى سياسات تتعلق بالمخصصات الحكومية وتدريب الافراد وعمليات التوظيف وغيرها، لدعم المناطق الفقيرة مثل محافظته.

وقال اي يي وي إن الصين سيكون لها مستقبل افضل بالتأكيد اذا ما نفذت القيادة الجديدة للحزب الشيوعي الصيني سياستها في الاصلاح والحد من الفقر بشكل سليم وبطريقة واقعية.

وبالنسبة لشي، فقد اعرب عن رؤيته الخاصة للتغيير في المناطق الفقيرة. حيث قال "يمكن للناس بالثقة في انفسهم أن يحولوا الرمال إلى ذهب".

/مصدر: شينخوا/