بكين 20 يناير 2013 /أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة ان جزر دياويو تحت السلطة الإدارية لليابان، ومن ثم فان المعاهدة الأمنية بين الولايات المتحدة واليابان تنطبق عليها.
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة تعارض "أي تحرك أحادي الجانب يسعى إلى اضعاف الإدارة اليابانية". كما تظهر تصريحاتها بوضوح إقرار الولايات المتحدة موقف اليابان بشأن قضية جزر دياويو، لترسل إشارة مختلطة وسيئة فيما يتعلق بالقضية وتعمل على تفاقم الأمر.
من الخطأ الكبير بالنسبة لكلينتون، مسئولة بارزة بالحكومة الأمريكية عن الشئون الخارجية لبلادها، ان تعلن مثل هذه التصريحات خلال الاجتماع مع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا فى واشنطن.
أولا، تجاهلت تعليقات كلينتون الحقائق التاريخية الجوهرية والقانون الدولي، كما انها لم تميز بين الحق والظلم. تعد جزيرة دياويو والجزر التابعة لها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ القدم.
تتمتع الصين بسيادة غير قابلة للجدل على الجزر سواء من الجانب التاريخي أو الجانب الجغرافي أو الجانب القانوني.
بيد ان الولايات المتحدة وضعت، على نحو اعتباطي، جزر دياويو تحت إدارتها فى الخمسينيات ونقلت ما يطلق عليه "السلطة الإدارية" إلى اليابان فى السبعينيات.
ان الاتفاقيات السرية بين البلدين بشأن الجزر انتهكت بشدة سيادة الأراضي الصينية وأظهرت بذور النزاع المستقبلي على الأراضي.
تتحمل الولايات المتحدة مسئولية تاريخية كبيرة بشأن قضية جزر دياويو، ولكنها بدلا من النظر فى التاريخ ترتكب الأخطاء بشكل متكرر.
ثانيا، تشير تصريحات كلينتون إلى السياسة الخارجية الأمريكية المختلطة والمشوشة. وستدعم هذه السياسة قوى اليمين فى اليابان وتزيد من حدة التوتر بين الصين واليابان.
ومنذ فترة قريبة، كانت واشنطن تبدو حذرة فى التعامل مع قضية جزر دياويو. فقد ذكرت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) يوم الخميس ان كيرت كامبل، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشرق اسيا، أصدر مؤخرا رسالة واضحة لليابان مقترحا ان تخفف طوكيو حدة لهجتها وتحركاتها بشأن نزاعها مع بكين.
وبالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة ان كامبل "حافظ على لهجة محايدة فى وصفه للوضع."
بيد ان تصريحات كلينتون الأخيرة أشارت بوضوح إلى ان الموقف الأمريكي بشأن القضية على النقيض.
وينظر إلى تعليقات كلينتون على انها دعم لليمينيين فى اليابان، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدا فى حل القضية.
ثالثا، تعرض تصريحات كلينتون، فى الواقع، المصالح الوطنية الأمريكية للخطر. فمنذ ان كشفت الولايات المتحدة عن "محورها" الاستراتيجي فى آسيا، فان الذى تقوم به يعكس استراتيجتها فى منطقة آسيا-الباسيفيك.
هل ستساعد على تعزيز الأمن والازدهار الاقليميين ومن ثم الاستفادة من ثمار التنمية الاقتصادية فى المنطقة؟ أم انها ستعمل على تفاقم الوضع وتصبح مثيرة للمشاكل والاضطرابات؟
ستعمل تصريحات الولايات المتحدة غير المسئولة فيما يتعلق بجزر دياويو على زيادة حدة التوتر بشأن القضية بدلا من تخفيفها.
ومع تفاقم التوتر وتدهور الوضع الأمني فى المنطقة، ناهيك عن إحياء التسلط العسكري فى اليابان، فان أمن الولايات المتحدة وتعافيها الاقتصادي سيتأثران بشدة. ومن غير الحكمة بالنسبة للسياسيين العمل بالنظر على المدى القصير.
وبدلا من السعي وراء المصالح الفورية، يتعين على واشنطن وضع علاقاتها العامة مع الصين فى الاعتبار وتبني منهج مسئول فيما يتعلق بقضية جزر دياويو.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn