بكين   ضباب~مشمس 1/-6 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة
  2. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تقرير أخباري: خبراء صينيون: شبح الإرهاب يطل برأسه من جديد في أفريقيا

2013:01:23.09:49    حجم الخط:    اطبع

بكين 22 يناير 2013/ رغم ما يبذل من جهود إقليمية ودولية مضنية لإحتواء أزمة مالي، إلا أنها عبرت الحدود إلى دول الجوار لتتمخض عن تداعيات بالغة الخطورة، كان أشدها قسوة أزمة احتجاز الرهائن بمنشأة عين أميناس الجزائرية والتي اسفرت عن سقوط 38 قتيلا من جنسيات مختلفة.

ومن وجهة نظر الخبراء الصينيين، فإن أزمة عين أميناس تدل على أن الوضع في مالي بات يكتسب أبعادا مختلفة ويثير الكثير من القلق. ويرون أنه في ضوء الظروف المعقدة لمكافحة الإرهاب في مالي، فإنه من الصعوبة بمكان حل هذه الأزمة على الأمد القصير، إذ أن نفوذ الجماعات الإرهابية بدأ يتزايد في أفريقيا ويشكل تهديدا ضخما على شعوبها.

-- تداعيات أزمة مالي على دول الجوار

وفي تذكير آخر بالتهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية في منطقة شمال أفريقيا، هاجم مسلحون يتنمون إلى تنظيم القاعدة يوم الأربعاء المئات من العمال الجزائريين والأجانب في منشأة نفطية جنوبي الجزائر واحتجزوا مجموعة من الرهائن، معلنين أن ذلك يأتى انتقاما من الجزائر لدعمها التدخل الفرنسي في النزاع الدائر في البلد المجاور مالي.

وفي هذا الصدد يعتقد المحللون الصينيون أن قضية اختطاف الرهائن في الجزائر تثبت جليا أن آثار الأزمة في مالي قد امتد صداها إلى بلدان أخرى، الأمر الذي دفع فرنسا التي كانت مالي ضمن مستعمراتها التقليدية إلى القيام بتدخل عسكري لحماية الرعايا الفرنسيين والبلاد من خطر الإرهاب .

وقد أعرب تشانغ يونغ بنغ الباحث في معهد شؤون غربي آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عن اعتقاده بأن الجزائر، هى دولة تشتهر بما لديها من قدرات أمنية عالية، أصبحت بأزمة الرهائن هذه في مأزق كبير، ولم يكن أمامها خيار سوى أن تشن عملية معقدة وصعبة وحساسة تهدف في المقام الأول إلى أنقاذ أرواح الرهائن وإلى اثبات قدرتها على التصدي لأي عمل إرهابي.

ومن ضمن تداعيات أزمة مالي، يقول تشانغ إنها جعلت دول المنطقة ولاسيما الجزائر في حيرة من أمرها. ويضيف قائلا إن الجزائر على سبيل المثال تريد أن يتلاشى نفوذ المتمردين في شمال مالي حتى لا يشكلون خطرا على أمن بلادها ، ولكن القلق يساورها في الوقت ذاته من توافد القوات الأجنبية على منطقة غرب أفريقيا التي تمزقها الصراعات.

ويوضح تشانغ إن ما يفسر خشية دول الجوار التورط في مستنقع مالي هو تأكيد الجيش النيجيري على تسلل عناصر إرهابية تدربت في مالي إلى أراضيه في تزامن مع قيام نيجيريا بنشر كتيبة عسكرية للمشاركة في البعثة الدولية لدعم مالي.

-- حل أزمة مالي يتطلب وقتا طويلا

وتكتسب مالي أهميتها الاستراتيجية من كونها دولة تقع على تقاطع طرق "ممرين أفريقيين"، أحدهما ممر "البحر الأبيض المتوسط - خليج غينيا" والآخر "ممر المحيط الأطلسي - قلب غرب أفريقيا"، لتصبح بالتالي نقطة تلاقي حضارتي العرب والقارة الافريقية.

وفي الواقع، هناك 7 دول متاخمة لمالي تسودها نفس الأوضاع السياسية والاقتصادية الضعيفة، والأسوأ من ذلك أن حدود هذه الدول غير محكمة على النحو الواجب، الأمر الذي يسهل تسلل الإرهابيين عبر الحدود ويشكل خطرا أمنيا هائلا على الدول في هذه المنطقة، ومن ثم يعتقد المحللون أن حل أزمة مالي يتطلب معالجة المشكلات من جذورها ويحتاج إلى وقت ليس بالقصير.

وقال تشانغ إن انتهاء أزمة مالي يعتمد داخليا على مدى استمرار القدرة القتالية للمتمردين في الشمال وخارجيا على مدى حجم الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يمارسها المجتمع الدولي على هؤلاء المتمردين.

وأضاف تشانغ أنه على أى حال من الأحوال، قد يتحسن الوضع في شمال مالي مؤقتا جراء العملية العسكرية المشتركة، ولكن تسوية أزمة مالي تماما يستلزم اجتثاث الأساس الاجتماعي والديني والشعبي للمتمردين من جذوره، وهو ما سيحتاج بطبيعة الحال لوقت طويل.

-- صعود نفوذ الجماعات الإرهابية في أفريقيا

ومع تزايد نشاط الإرهابيين في أفريقيا في السنوات الماضية، يرى الخبراء الصينيون أن الأزمة الجارية في مالي تعكس بوضوح أن هذا النشاط بدأ يمضى الآن في منحنى تصاعدي وخطير للغاية.

وحول توافر مناخ يساعد على تنامى الإرهاب ، يعتقد المحلل السياسي تيان ون لين المتخصص في سياسات الشرق الأوسط بأكاديمية الصين للعلاقات الدولية المعاصرة أن المنظمات الإرهابية تستغل الطبيعة الجغرافية للقارة وتختبئ في الصحاري وتعمد على تجنيد الشباب من المناطق الفقيرة وجمع الأموال من خلال تهريب الأسلحة والمخدرات واختطاف الرهائن.

ولفت تشانغ إلى أن الحرب في ليبيا أسهمت إلى حد في نشر الإرهاب في جميع أرجاء أفريقيا، من الشمال إلى الجنوب وكذا على امتداد شواطئ القارة من غربها إلى شرقها، مشيرا إلى أن تعرض القوات النيجيرية لهجوم شديد قبل دخولها مالي يثبت أن الإرهاب ليس في مالي فحسب، بل أنه متشعب في دول مجاورة مثل موريتانيا وكوت ديفوار.

ويوضح تيان أن التوغل السريع للإرهاب ينبع من ناحية من استغلاله لاستمرار الصراعات القبلية وتشابك المشكلات الاجتماعية والخلافات القبلية، وينبع من ناحية أخرى من تردى الأوضاع الاقتصادية في البلدان الأفريقية.

ومن جانبه، قال تشانغ إن الإرهاب في أفريقيا، المتأثر بالفكر الجهادي لتنظيم القاعدة، يرتكز على أساس شعبي قوي، ومن ثم فإن مكافحته ليست بالأمر الهين.

وفي معرض حديثه عما ساهم في تزايد نفوذ الجماعات الأرهابية في القارة، قال تيان إنه بعد انطلاق "ثورات الربيع العربي" ضعفت القدرات الأمنية لدي العدد من دول شمال أفريقيا، ما أدى إلى أمرين أولهما انتشار الأسلحة ولا سيما بعد الحرب الليبية وثانيهما تزايد انتقال الكثير من عناصر تنظيم القاعدة من الشرق الأوسط إلى داخل أعماق أفريقيا.

وأضاف تيان أن أفريقيا تواجه حاليا ضغوطا كبيرة في مكافحة الإرهاب الذي تتزايد شوكته يوما بعد يوم. ولحل هذه المشكلة، لابد للمجتمع الدولي من تحديد استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب، بل ويتعين أيضا على الدول الأفريقية إيلاء اهتمام كبير بتطوير الاقتصاد وبذل جهود حثيثة بغية رفع مستوى معيشة شعوبها، من أجل القضاء على الفقر الذي يعد أحد أسباب صناعة الأرهاب.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات