بكين   مشمس جزئياً~ غائم 7/-4 

تحليل اخباري: خبراء صينيون: العداء بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية السبب الجذري للاختبار النووي

2013:02:17.09:19    حجم الخط:    اطبع

بكين 16 فبراير 2013/قال خبراء صينيون انه يتعين على الولايات المتحدة ان تفكر بجدية بشأن الاختبار النووي الأخير الذى أجرته جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والذي جاء بسبب العداء الممتد بين البلدين.

بعد إجراء كوريا الديمقراطية اختبار نووي في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت بعض وسائل الاعلام الغربية انه قد ثبت فشل سياسة الصين تجاه الدولة، وهي مغالطة زائفة دحضها خبراء وباحثون صينيون.

أثبت التاريخ ان الدولة التى يتم تهديدها بالقوة وفرض عقوبات ستحافظ على قوتها العسكرية وستستمر فى تطويرها.

جدال لا أساس له بشأن "فشل" الصين

قال شي يين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة رنمين، ان كوريا الديمقراطية قررت إجراء ثالث اختباراتها النووية على أساس مصالحها الخاصة وليس لكونه يتماشى مع الإرادة الصينية.

وبشأن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، قال انه ينبغي على كافة الأطراف المعنية الوفاء بالتزاماتها، مضيفا ان موقف كوريا الديمقراطية الثابت بشأن الاختبار النووي يظهر عدم نجاح جهود هذه الأطراف.

ومتفقا مع وجهة نظر شي، قال ليو جيانغ يونغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا، ان القول بأن سياسة الصين تجاه كوريا الديمقراطية قد فشلت لا أساس له، وان مثل هذه الأقوال الصادرة عن بعض وسائل الاعلام الأجنبية أو على الانترنت إما تحريضية أو لها دوافع خفية.

وأضاف ان الصين لم تقم بشيء خاطئ وستلتزم بموقفها تجاه القضية، حيث تحث على حل من خلال الحوار.

وبعد الاختبار النووي الثالث لكوريا الديمقراطية، قال تاو ون تشاو، باحث زميل فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، فى مقال انه تم انتقاد الصين لاستمرارها فى العلاقات التجارية والاقتصادية مع كوريا الديمقراطية، وتم وصفها بانها "مخرج كبير" لكوريا الديمقراطية من مأزق العقوبات التي ترفضها الأمم المتحدة ضد البلاد.

وفى الحقيقة، تلتزم الصين بصرامة بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي لا تطالب بقطع كافة التبادلات الاقتصادية مع كوريا الديمقراطية. وقال تاو ان العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما طبيعية بين دولتين جارتين.

وأوضح "تتحمل الصين، باعتبارها تقوم بدور مسؤول في المجتمع الدولي وواحدة من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي، التزامات مسئولة أمام المجتمع الدولي فى حماية نظام منع الانتشار النووي العالمي."

وأضاف "وهذا أيضا هو سبب معارضة الصين بقوة للاختبار النووي الجديد لكوريا الديمقراطية، وهو موقف لا ينبغي إساءة فهمه."

العداء بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية

وعن السبب الجذري للاختبار النووي لكوريا الديمقراطية، قال ليو ان الولايات المتحدة هي المستهدفة الحقيقية وليست الصين أو كوريا الجنوبية.

وقال "بشأن هذه القضية، يتعين إلقاء اللوم على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان لفشل سياساتها. ويتعين على هذه الدول التفكير بشأن ما حدث."

وأوضح ان الاختبار النووي أظهر ان سياسة العقوبات أو الاكراه لا يمكنها إجبار كوريا الديمقراطية على الاستسلام، مضيفا انها ستشعر بقوة بوجود أزمة إذا لم تتوافر بيئة دولية آمنة وسياسة اقتصادية دولية منفتحة.

وقال روان تشونغ تشه، نائب مدير معهد الدراسات الدولية الصيني، "ان الوضع الحالي في شمال شرق آسيا غير متوازن، حيث تحتمي كوريا الجنوبية واليابان تحت المظلة النووية الأمريكية."

وفي الوقت نفسه، قال ان القوة العسكرية لكوريا الجنوبية واليابان ليست ضعيفة وان الضغط الأمني لكوريا الديمقراطية يأتي في الأساس من الولايات المتحدة، المستهدف الحقيقي من الردع النووي من جانب كوريا الديمقراطية."

وعزا تاو تعقيد القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية إلى العداء المستمر منذ 60 عاما بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة.

حل القضية عبر الحوار والمفاوضات

وفيما يتعلق بحل القضية، قال شي ان العنصر الرئيسي هو كيفية دفع قضية نزع الأسلحة النووية على شبه الجزيرة الكورية قدما.

وعندما تفشل الجهود المختلفة في تحقيق تقدم، يتعين تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، كما يتعين وضع إجراءات عقابية للحد من تطوير كوريا الديمقراطية للأسلحة النووية.

وقال ليو ان التاريخ اثبت انه عندما تطبق واشنطن وسول ما يسمى بـ"سياسة شروق الشمس" تجاه كوريا الديمقراطية، سيتم تخفيف حدة التوتر على شبه الجزيرة الكورية، الأمر الذى سيوفر الظروف لتحقيق نزع الأسلحة النووية.

وعندما تعلب آلية المحادثات السداسية أو الحوار دورا مسيطرا، سيتم تخفيف حدة التوتر، وإلا ستتصاعد حدة التوتر، وفقا لما قال.

وقال انه فى مواجهة التدريبات العسكرية والعقوبات والمواجهة، ستمضي كوريا الديمقراطية في طريقها وهو خيار لحماية نفسها.

وأوضح ان الصين حثت على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وعلى حل القضية من خلال المحادثات السداسية والحوار فى إطار الأمم المتحدة.

وبالرغم من ان السياسة لم تحل القضية حتى الآن، إلا انها على الأقل لم تتسبب فى زيادة حدة النزاع، وفقا لما ذكر ليو.

وأعرب روان عن أمله في ان تستأنف كافة الأطراف المعنية الاتصالات الدبلوماسية بعد فترة من الوقت.

وقال "فى المستقبل، يتعين حل عدم الثقة والعداء بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية عبر آليات الحوار متعدد الأطراف مثل المحادثات السداسية."

"يتعين على الجانب الصيني مواصلة القيام بدور صانع السلام والوسيط"، وفقا لما قال، مضيفا "ورغم كل ذلك، ستكون المفاوضات، فى الأساس، السبيل الوحيد لحل القضية."

/مصدر: شينخوا/

تعليقات