بكين   ~مشمس 16/4 

تعليق: زيادة الميزانية العسكرية للصين حماية للأمن القومي والحفاظ على السلام و الاستقرار العالمي

2013:03:07.17:13    حجم الخط:    اطبع

أعلنت الصين عن زيادة في موازنتها العسكرية لعام 2013 بمقدار 10.7% لتصل إلى 115.7 مليار دولار، وهذا اقل من نسبة العام الماضي المقدرة بنسبة 11.2%، إلا أنه حافظ على عدد مكون رمزه من رقمين. ويذكر أن ميزانية الدفاع لبعض الدول الخارجية لعام 2013، تبلغ 633 مليار دولار في الولايات المتحدة ، و حوالي 52.2 مليار دولار في اليابان ،وحوالي 37.45 مليار دولار في الهند ، وحوالي 67.7 مليار دولار أمريكي في روسيا.

لقد أصبح الناتج المحلي الإجمالي الصيني ثاني أعلى ناتج محلي إجمالي في العالم، وثاني أكبر الدول في مجال الإنفاق العسكري، وهذا التوافق لا يستحق عناءا كبيرا. وإن الانتقادات والشكوك التي أطلقها الرأي العام الغربي وعدد قليل من البلدان الأخرى ما هي إلا مجرد فقاعات طبيعية في السياسة الدولية. والتحديث العسكري في الصين يوافق توقعات المجتمع الدولي، ويواكب سرعة تحديث الصين شاملا.

النفقات العسكرية في الصين المقدرة بـ 115.7 مليار دولار أمريكي من الصعب أن نقول أنها كبيرة أو صغيرة، بل الأهم هو المقارنة مع أي دولة، فضلا عن مهمة الأمن القومي الصيني وما تواجهه الصين من موجة تهديدات محتملة.

وبالرغم من أن إستراتيجية الأمن الصيني غير واضحة ، لكن العديد من أوجه عدم اليقين. ومن الواضح أن المخاطر الأمنية الخارجية ليست فقط في التهديدات اليابانية والفلبين وبلدان مجاورة أخرى، لان الصين ترى بوضوح أن الولايات المتحدة خلفهم. ولكن زيادة الإنفاق العسكري للصين لا يمكن أن تكون ضد الولايات المتحدة، لان مثل هذا التخطيط خاطئ. وبغض النظر عن الزيادة العسكرية التي تقررها الصين خلال العقد القادم فإنها لن تصطدم مع إستراتيجية الولايات المتحدة.

لذا، فهل يمكن للصين أن تعيش بسلام مع العالم الخارجي إذا كانت ذات قدرات عسكرية منخفضة أم إذا كانت ذات قدرات عسكرية عالمية؟ في الواقع، أن جميعها لا تحقق الغرض. ولا يوجد أي دولة كبيرة في العالم تستطيع رفض خبرة دولة قوية، والصين لا تستطيع اخذ هذا الخطر. ولكن إذا أخذت الصين مسار النزعة العسكرية والعدوانية سوف تضع نفسها في مخاطر اكبر.

إن الطريق الأسلم هو التنسيق بين النمو العسكري للصين ونمو القوة الوطنية الشاملة، وأن يتماشى الحجم العسكري في الصين ووتيرة التنمية مع توقعات العالم الخارجي. وإن زيادة الإنفاق العسكري في الصين لم يخرج من هذا الإطار، وعلى العالم أن يتكيف ويعرف أن زيادة النفقات العسكرية في الصين لا تشكل أي تهديد ولا ذعر، لذلك الصين لن تتراجع على هذه الزيادة بسهولة.

يهدف نمو القوة العسكرية في الصين إلي الحفاظ على الأمن الصيني، وإن الفائدة في الزيادة الجديدة هي الحفاظ على القوة العسكرية، وحماية مصالح الصين الجديدة، وإن نمو القوة العسكرية لا يمكن أن يضر العالم الخارجي،والتغيير في أنماط الطاقة العالمية للحفاظ على التقدمية، والعلاقة بين الصين والعالم الخارجي شاملة ومتكاملة، وموقف عدم رؤية المقارنة العسكرية.

إن النمو العسكري في الصين هو تعويضي، وهذه الحقيقية. واستمرار المنافسة الاقتصادية بين الصين وغيرها من الدول الكبرى واضحة ومن السهولة رؤيتها، والتحديات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة أعلى بكثير من المنافسة العسكرية. وهذا على الأرجح وراء ممارسة المشرعين الأمريكيين الضغوطات على سعر صرف الرنميبيني، لكن حتى الآن لم يتم تحديد أسباب النمو العسكري في الصين.

وإن المقارنة بين زيادة القوة العسكرية الأمريكية والسوفيتية في تلك السنة هو الأوضح. وعندما كان حجم الاقتصاد السوفيتي ليس أفضل بكثير من الولايات المتحدة،كانت قواتها العسكرية في صعود وهبوط مع الولايات المتحدة، هذا ما يطلق عليه سباق التسلح. والصين اليوم ليس لديها الطموحات الإستراتيجية السوفيتية، لهذا يمكننا القول أن زيادة الإنفاق العسكري الصيني في " نمو طبيعي"،وليس المقصود منه مواجهة الولايات المتحدة.

والصين تأمل في تنمية السلام، وعدم استخدام الوسائل العسكرية لحل المشاكل الاقتصادية التي لا تحلها الوسائل الدبلوماسية.ولكن يجب على الجيش الصيني يتناسب مع المطالب اللازمة لإستراتيجية الأمن القومي، خلاف ذلك سوف نعطي للآخرين أعذارا لمعاملتهم الوحشية،وسوف نضطر إلى التكيف مع العداد الشرسة،ونعرض السلام للخطر.

كما أن حديث العالم عن الإنفاق العسكري في الصين لم يشكل قوة تدميرية مؤقتة، وينبغي على الحكومة الصينية أن تكون أكثر قلق إزاء الرأي العام الداخلي في هذا الصدد، والتأكيد من أن المزيد من النفقات العسكرية مستخدمة في تطوير الدفاع الوطني، والاعتماد على المزيد من الشفافية لزيادة ثقة الرأي العام.

ينبغي على الصين الاستمرار في تطوير الأسلحة الجديد، والقدرة على النشر السريع، وبناء دفاع وطني يناشده معظم الجمهور، وأن تكون أكثر قدرة على تبديد الشكوك في كفاءة استخدام القوات العسكرية. وعلى المدى الطويل تتزايد أهمية الدعم العام لتطوير الدفاع الوطني، بالإضافة إلى الحفاظ على توافق الآراء في الصين محليا في مجال الدفاع الوطني، وهذا هو الدعم الأساسي لمواجهة الضغوطات الخارجية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات